icon
التغطية الحية

النفط السوري بين 10 أعوام.. كم ينتج النظام الآن وكم تبلغ خسائره وهل تنقذه إيران؟

2021.08.18 | 11:03 دمشق

b03.jpg
إسطنبول - محمود الفتيح
+A
حجم الخط
-A

يتعمّد النظام في سوريا منذ سيطرة حافظ الأسد على الحكم، عدم تقديم معلومات وبيانات بشأن الكثير من الملفات وخاصة تلك المتعلقة بعائدات خزينة الدولة، والآن وبعد أن خسر النظام النسبة العظمى من حقول وآبار النفط والغاز وتفاقمت أزمة المحروقات والكهرباء في مناطق سيطرته؛ نشرت وكالة أنبائه أحدث إحصائية عن واقع النفط والغاز في سوريا، بهدف تبرير إنقطاع المحروقات بحجة أن النفط السوري تسيطر عليه واشنطن وحليفتها "قسد".

وبعد قيام الثورة السورية خرجت معظم حقول النفط والغاز في شرقي البلاد من يد النظام لصالح فصائل المعارضة ومن ثم تنظيم الدولة حتى عام 2017، لتنتقل السيطرة بعدها إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وحليفتها أميركا.

إنتاج سوريا من النفط والغاز قبل العام 2011

تعد سوريا من الدول المكتفية ذاتياً في مجال الطاقة، وحسب إحصائية جديدة نشرتها وكالة أنباء النظام "سانا" يوم السبت الفائت، فإن آبار النفط السورية كانت تنتج يومياً ما يقدر بنحو 385 ألف برميل قبل بدء الثورة عام 2011، وكان يُستهلك منه محلياً نحو 245 ألف برميل، في حين يصدر الباقي نفطاً خاما إلى الخارج ما يحقق اكتفاءً ذاتياً لسوريا وعائدات بالقطع الأجنبي للنظام.

أما في قطاع الغاز، بلغ إنتاج سوريا قبل العام 2011 نحو 30 مليون متر مكعب يومياً، وهي كمية تكفي حاجة البلد وتزيد، ويستخرج معظم الغاز من حقول الحسكة وتدمر، قبل أن يتراجع خلال السنوات الماضية.

النظام ينتج 20 ألف برميل يومياُ فقط

ووفقاً لإحصائية النظام الجديدة، فإن "قسد" والولايات المتحدة باتت اليوم تسيطر على معظم آبار النفط، ووصل إنتاجها اليومي من النفظ نحو 80 ألف برميل من الحقول التي تتركز في منطقة الجزيرة السورية.

وبالنسبة لإنتاج الغاز من الحقول الخاضعة لسيطرة قسد والولايات المتحدة، فقد بلغ 1.8 مليون متر مكعب من الغاز يومياً في مناطق انتشار القوات الأميركية، بالإضافة إلى محطات توليد عنفات الكهرباء في منطقة السويدية بمحافظة الحسكة.

أما حقول الغاز والنفط الواقعة في مناطق سيطرة النظام فقد بلغ إنتاجها بحسب الإحصائية نحو 20 ألف برميل يومياً فقط، وبلغ إنتاج حقول الغاز نحو 12.5 مليون متر مكعب يومياً، يخصص نحو 20 بالمئة منها للقطاعات الصناعية.

الواردات من إيران تعادل 40% من إنتاج سوريا السابق

منذ أكثر من عام، تعاني مناطق سيطرة النظام أزمة حادة بسبب نقص الوقود، بينما لم تفلح إجراءات وسياسات حكومة الأسد للتقنين في تخفيف الأزمة، وعمدت حكومة الأسد إلى رفع أسعار المحروقات أكثر من مرة خلال العام الجاري، نتيجة انهيار الليرة السورية وانخفاض حجم التوريدات النفطية من إيران، وتأخر وصولها بسبب استهداف إسرائيل للناقلات الإيرانية.

وتقدر حاجة مناطق سيطرة النظام من المازوت يومياً بنحو 7000 طن أي ما يعادل نحو 2.5 مليون طن سنوياً، في حين تقدر حاجة البلاد من البنزين يومياً بنحو 5000 طن ما يعادل تقريباً 2 مليون طن سنوياً.

 

 

ويلجأ النظام لتعويض النقص الحاصل في سوريا إلى استيراد النفط من إيران، وتقدر كمية النفط المستوردة نحو 3 ملايين برميل من النفط الخام شهرياً، أي نحو 100 ألف برميل يومياً، بكلفة تقدر بنحو 5 ملايين دولار أميركي شهرياً، أي ما يعادل 1.8 مليار دولار سنوياً، وفقاً للإحصائية.

وتشكل كمية الاستيراد حالياً نحو 40 % من النفط الذي كانت حقول النفط السورية تنتجه محلياً قبل العام 2011، في حين تنتج الحقول الغاز الخاضعة لسيطرة النظام نحو 400 طن باليوم بينما الحاجة الفعلية تقدر بنحو 1400 طن يومياً.

خسائر القطاع النفطي في سوريا

أكدت إحصائية النظام الجديدة أن خسائر قطاع النفط منذ العام 2011 وحتى نهاية 2020 بلغت 93 مليار دولار، بالإضافة إلى تكليف النظام مبالغ طائلة نتيجة ارتفاع أسعار النفط المستورد وانخفاض سعر الليرة السورية واستهداف إسرائيل الناقلات في البحر .

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قد نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن إسرائيل استهدفت مالا يقل عن 12 سفينة تنقل نفطاً إيرانياً، متجهة إلى سوريا، خشية استخدام أرباح النفط لتمويل التطرف في الشرق الأوسط.

وأشار خبراء شحن إيرانيون إلى أن الهجمات المنسوبة إلى الإسرائيليين لم يسفر عنها غرق سفن، لكن التفجيرات أجبرت سفينتين على الأقل على العودة إلى إيران، ما أدى إلى تأخير تسليم الوقود على متنها إلى سوريا.

وكشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس العبرية، أن ضربات البحرية الإسرائيلية كبدت إيران خسائر هائلة بسبب استهدافها لسفنها التي تحمل النفط، بحسب موقع قناة الحرة الأميركية.

توزع حقول النفط والغاز في سوريا

وتتوزع حقول النفط السورية على محافظتَي الحسكة ودير الزور بواقع، ومدينة تدمر التابعة لحمص، وبالنسبة إلى الغاز، فتتوزع الحقول بين محافظة الحسكة وتدمر، فيما تضم منطقة شمالي محافظة ريف دمشق، في قارة والبريج ودير عطية، مجموعة من الحقول المستجدة التي اكتُشفت عام 2010، لكن لم يبدأ استخراج الغاز منها إلا عام 2018 عبر شركات روسية.

النظام يعيد تشغيل حقول غاز صغيرة

أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة الأسد، إعادة تشغيل 3 آبار غاز خلال أقل من 20 يومياً، حيث دخل يوم الإثنين الفائت بئر "أبو رباح 24" في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي مرحلة الإنتاج بواقع 300 ألف متر مكعب يومياً.

ونهاية الشهر المنصرم وضع بئر غاز "شريفة 6" في الإنتاج، وذلك بعد أسبوعين من إصلاح بئر غاز "جحار 7" وإدخاله في الخدمة.