icon
التغطية الحية

النظام يلاحق الخوذ البيضاء في الغوطة تحضيراً لـ"مسرحية جديدة"

2019.03.21 | 16:03 دمشق

عناصر من الدفاع المدني يكافحون حريقاً في الغوطة الشرقية (تلفزيون سوريا)
يوسف البستاني - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

سيطرت قوات الأسد بمساعدة ومساندة القوات الروسية والمليشيات الإيرانية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في العام الماضي، وتحديداً مثل هذه الأيام، وذلك بعد حملة قصف عنيف لم تشهد الغوطة مثلها.

حيث تم قصف الغوطة من تحالف (الأسد، إيران، روسيا) بكافة أنواع الأسلحة بما فيها النابالم والكلور ومواد كيميائية وصواريخ عنقودية وغيرها التي لا مجال لعدها وحصرها الآن.

ولكن بعد السيطرة الكاملة على الغوطة وتهجير الثوار والمدنيين منها إلى الشمال السوري بدأت مرحلة أخرى تقوم بها الأفرع الأمنية لنظام الأسد في الغوطة وهي طمس معالم الجريمة، وتحديداً الكيماوي، حيث شهدت الغوطة أكبر مجزرة للكيماوي وذلك في عام 2013.

الدفاع المدني هدف

وبدأت أول خطوات قوات النظام بعملية ملاحقة وبحث عن أي عنصر عمل سابقاً مع الدفاع المدني (إداري، تطوعي)، ممن بقوا في الغوطة، وذلك بعد أن أوقعت التصريحات التي أطلقها نظام الأسد وروسيا عن المصالحة وإسقاط كل التهم، بعض الأطباء والمسعفين المعارضين.

أحد الإداريين السابقين في الدفاع المدني ممن بقوا في الغوطة الشرقية صرح لموقع تلفزيون سوريا شرط عدم ذكر اسمه، قائلاً إنه تم استدعاؤه عدة مرات من قبل فرع المخابرات الجوية في دمشق وتم التحقيق معه، حيث ركز المحقق على كيف كان يتعامل الدفاع المدني مع ضحايا الكيماوي، وكل التفاصيل المتعلقة بتلك المجازر وخصوصًا مجزرة 2013، بالإضافة لتحقيق عن كيماوي دوما الأخير والذي كان في السابع من نسيان 2018، كما تم سؤاله عن متطوعين كانوا معه في الدفاع سابقاً وحاليا هم في الغوطة الشرقية كمحاولة لاعتقالهم والبحث عنهم.

وأكد المصدر نفسه أنه تم اعتقال عدد من المتطوعين السابقين في عدة مدن وبلدات في الغوطة وبشكل خاص (حرستا، عربين، دوما، زملكا)، ولم يذكر تفاصيل دقيقة عن عدد المعتقلين منهم بسبب التشديد الأمني الشديد على مدن وبلدات الغوطة وحالة الرعب هناك.

محاولة طمس الأدلة

ولفت المصدر أن مخابرات النظام تحاول عبر عملاء لها داخل الغوطة البحث والتقصي عن كل شخص كان لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الدفاع المدني.

مصدر ثان مقرب من نظام الأسد أكد لموقع تلفزيون سوريا المعلومات وأضاف أيضا أن المخابرات الجوية في دمشق وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإيرانية تحديداً هي من تمسك بهذا الملف وتبحث فيه، وتعمل على طمس كل الأدلة المتعلقة بمجازر الكيماوي في الغوطة والبحث عن عناصر الدفاع المدني وإرهابهم لتسجيل رواية وضعتها المخابرات الجوية.

ليس فقط عناصر الدفاع هم في دائرة الاستهداف والملاحقة وإنما أيضا العاملون في القطاعات الإنسانية كالمسعفين، وموظفي النقاط الطبية وكل جهة مدنية، وذلك لرسم رواية معينة تشوش على حقيقة استخدام الكيماوي من قبل نظام الأسد في الغوطة الشرقية.

التحضير لرواية مفبركة

ورجح المصدر المطلع سعي النظام وحلفائه لاستخدام عناصر الدفاع المدني السابقين كما استخدموا الأطباء والمسعفين سابقا في دوما، وذلك لنفي مجزرة الكيماوي، ونفي كل التهم التي تطال نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية، وأكد ذلك قائلاً "ربما يظهرون قريبا على شاشات نظام الأسد وروسيا وهم يتحدثون عن فبركة الدفاع المدني لمجزرة الكيماوي، كما كان يقوم نظام الأسد سابقاً".

ويعزز رواية المصدر إيقاع روسيا بعد سيطرتها على مدينة دوما بعدد من الأطباء وبعض العاملين في مركز الهلال بفخ "التسوية والمصالحة" لتجبرهم بعدها على تقديم شهادات وتزوير حقائق، ولم يقتصر الأمر على هذا فقط بل عرضتهم في مؤتمر صحفي بمدينة لاهاي في هولندا وذلك لتعزيز الراوية الروسية بخصوص مجزرة الكيماوي في مدينة دوما (نيسان 2018).

كما أن تحركات "المخابرات الجوية" في دمشق تأتي في الفترة نفسها التي كانت لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقق بمجزرة مدينة دوما.