النظام يدعو لإحياء ذكرى مجزرة السويداء وفصائلها تعترض

النظام يدعو لإحياء ذكرى مجزرة السويداء وفصائلها تعترض

تاريخ النشر: 25.07.2019 | 16:07 دمشق

آخر تحديث: 25.07.2019 | 16:21 دمشق

يصادف الخامس والعشرون من تموز الذكرى الأولى لهجوم تنظيم الدولة على محافظة السويداء الجنوبية ذات الغالبية الدرزية، الهجوم الذي راح ضحيته مئات المدنيين، ويومها خذل نظام الأسد أهالي السويداء حيث سحب جيشه بتاريخ 25 من حزيران أي قبل شهر من هجوم التنظيم وقام بتوجيه ميليشياته داخل المحافظة بسحب السلاح من القرى الشرقية قبل أيام من تعرضها للهجوم وقام ليلة الهجوم بقطع الكهرباء عن بعضها.

ما الذي حدث؟

وعن تفاصيل الهجوم يقول الصحفي ريان معروف من السويداء لموقع تلفزيون سوريا:" فجر الخامس والعشرين من تموز العام الماضي بحدود الساعة الرابعة والنصف، اشتعلت مدينة السويداء وريفها الشرقي والشمالي بأصوات الانفجارات والرصاص والتكبيرات، إذ شن المئات من مقاتلي تنظيم الدولة هجمات مباغتة على المحافظة من عدة محاور، استهدفت 6 قرى مدنية و3 نقاط للفصائل المحلية في الريف الشرقي، وقريتين على طريق دمشق السويداء في الريف الشمالي في محاولة لقطع المحافظة عن العاصمة، تزامناً مع تسلل حوالي 35 مقاتلا من التنظيم إلى الشارع المحوري وسط مدينة السويداء، وتفجير بعضهم أحزمة ناسفة، لتبدأ منذ اللحظات الأولى لهجومهم معارك ضارية في جميع المناطق التي دخلوها، حيث تصدى السكان الذين وصل الدواعش إلى جوار منازلهم وبدؤوا يطلبون منهم تسليم أنفسهم".

وبحسب ريان:" تصدى بعض المدنيين لعناصر التنظيم بالبنادق والسلاح الخفيف الموجود، أما المنازل التي بمعظمها لا يوجد سلاح فيها فقد تعرض سكانها للذبح والنحر والقتل".

أما عن طبيعة القرى التي تعرضت للهجوم فيقول أبو مروان أحد سكان قرية شبكي التي وقع فيها جزء من المعارك لموقع تلفزيون سوريا:" معظم القرى التي تعرضت للهجوم هي مناطق نائية أهلها فقراء قسم منهم يعمل بالزراعة والقسم الآخر يعتمد على الاغتراب وأغلب السكان (على باب الله)".

فصائل السويداء تنتشر في المدنية لمنع النظام من الاحتفال (تلفزيون سوريا)

الفزعة

وعن تصدي باقي أهالي المحافظة للهجوم أو ما يُعرف بالفزعة يضيف الصحفي ريان:" تجمع آلاف المقاتلين من السكان والفصائل المحلية بشكل غير منظم وانطلقوا من قراهم ومدنهم مع بزوغ الفجر إلى المناطق التي هاجمها التنظيم، وفي الساعة السادسة صباحاً بدأ طيران النظام الحربي يشن غارات جوية عشوائية على خطوط الاشتباك دون أن تغير في مجريات المعركة، وكان الدواعش قد نصبوا كمائن على جميع الطرقات المؤدية للقرى التي دخلوها، لكن الأعداد الكبيرة جداً من مقاتلي السويداء وسرعة وصولهم إلى مناطق المواجهات كانت عاملاً هاماً في حسم المعركة، إذ انتقل التنظيم من الهجوم إلى الدفاع بساعات معدودة، ثم انسحب بعض مقاتليه متخذين من عشرات النساء والأطفال من قرية الشبكي دروعاً بشرية، بينما فشلوا في اختطاف نساء وأطفال ببقية القرى المهاجمة".

قتلى التنظيم

أما عن خسائر تنظيم الدولة في ذلك اليوم، ذكر مصدر طبي لموقع تلفزيون سوريا: إن عدد قتلى عناصر التنظيم الذين نقلت جثثهم من ساحة المعركة إلى المشفى كان 83 جثة، فضلاً عن القتلى والجرحى الذين تمكن الدواعش من سحبهم من أرض المعركة، بينما سقط من أبناء السويداء 263 شخصا في ذلك اليوم الدامي وأصيب المئات".

النظام يدعو لإحياء الذكرى

استغل النظام هذه الذكرى ليدعو موظفيه للاحتفال بالذكرى الأولى حيث أشار في خطاب موجه من فرع الحزب في السويداء إلى أعضاء قيادة فرع الجبهة الوطنية التقدمية ولكن الدعوة لاقت مقاطعة واستهجانا من قبل أهالي المحافظة، وبحسب مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا فقد تراجع حزب البعث في السويداء عن إقامة احتفالات في 4 قرى بريف السويداء الشرقي تنسب انتصار معركة 25 من تموز 2018 لقوات النظام، بعد استنفار فصيل قوات الفهد المحلي وإصداره بياناً حذر أي فعالية من تنظيم الاحتفالات ونسبها لغير أهلها حيث انتشرت دوريات للفصيل منذ ساعات الصباح الأولى في ساحات المدينة وعلى الطرقات المؤدية للريف الشرقي".

وجاء في بيان الفصيل "نعلن نحن قوات الفهد وكل من يتبع لنا أننا في يوم الخامس والعشرين من تموز الذكرى الأولى لانتصار الجبل سنكون موجودين على الأرض داخل المحافظة لمنع أي احتفال تشبيحي من قبل المتملقين في الدولة الذين يحاولون نسب نصر معركة الكرامة لهم فهم من غدروا بنا بهذا اليوم، ولن نسمح لهم بتزوير تاريخنا أو تاريخ هذه المعركة وسنتعامل معهم على أنهم أعداء، وقد أعذر من أنذر. وإن قوات الفهد وجميع من يتبع لها وكل حر وشريف في هذا الجبل سنكون في حالة استنفار من ساعة هذا البيان إلى انتهاء يوم 25/7 والله ولي التوفيق".

 وكان أمين فرع حزب البعث في السويداء فوزات شقير قد دعا لاحتفال اليوم الخميس 25 تموز 2019 في الذكرى الأولى للمعركة، ووضع أكاليل الزهور على أضرحة ضحايا في قرى رامي والشبكي والشريحي والعجيلات ودوما، وقد وجه الحزب التعميم للموظفين في الدوائر الحكومية كي يحشد أكبر عدد ممكن من "المؤيدين"، ما أثار استياء واسعاً بين أهالي المحافظة كون حزب البعث نسب الانتصار لقوات النظام التي لم تشارك في المعركة واتخذت خطوات حينها كانت سبباً في هجوم التنظيم، وخلال ساعات صباح اليوم الخميس قرر أمين فرع الحزب إلغاء الاحتفالية على خلفية البيان الذي أصدره فصيل قوات الفهد يوم أمس الأربعاء، ليقتصر إحياء الذكرى على الفصائل المحلية والأهالي الذين توافدوا إلى القرى الشرقية وقدموا التعازي لذوي الضحايا.

 
انضم إلى قائمتنا البريدية ليصلك أحدث المقالات والأخبار