النظام يحول دون لقائهم.. كيف عايد السوريون في أوروبا أمهاتهم بعيدهن؟

عيد الأم (إنترنت)

2023.03.23 | 13:32 دمشق

نوع المصدر
هولندا - أحمد محمود

بعيداً عن أمهاتهم احتفل اللاجئون السوريون في دول اللجوء الأوروبية بـ "عيد الأم" وسط مشاعر من الألم لعدم قدرتهم على لقائهن منذ عدة سنوات.

ولا يستطيع معظم اللاجئين السوريين لا سيما الشباب زيارة وطنهم خوفاً من اعتقال مخابرات النظام لهم أو خوفاً من التجنيد الإجباري. 

معايدات مالية

"لم أر أمي منذ عام 2015.. كانت أخر مرة حين ودعتها قبل أن أخرج من سوريا" يقول اللاجئ السوري (عبد العزيز س) لموقع تلفزيون سوريا.

ويضيف اللاجئ السوري المقيم في مدينة تيلبورخ الهولندية "مرت نحو ثمانية أعوام وما زالت أتمنى رؤيتها وتقبيل يدها لكني للأسف لا أستطيع ذلك".

ويشير عبد العزيز إلى أن أمه "لا تستطيع السفر إلى دولة أخرى كلبنان أو العراق كونها شبه عاجزة عدا الصعوبات الأخرى".

"لم أجد سوى أن أرسل لها حوالة مادية تشتري بها ما تريده كوني لا أستطيع أن أحتفل بها كما كنت وأخوتي قبل أن أسافر" يقول اللاجئ السوري.

ولم يستطع عبد العزيز التواصل مع والدته منذ أكثر من أسبوع بسبب انقطاع الكهرباء وسوء التغطية، بحسب ما يقول لتلفزيون سوريا، مضيفاً "تواصلت مع أخي المقيم في منطقة أخرى وأخبرته لكي يستلم الحوالة ويوصلها لوالدتي كهدية بمناسبة عيد الأم".

ويتابع عبد العزيز الذي شارك في الثورة "أنا لا أستطيع السفر إلى سوريا.. أخشى أن يعتقلني النظام".

أما اللاجئ السوري (زياد م) المقيم قرب مدينة لاهاي يقول لموقع تلفزيون سوريا "وجدت أن أفضل هدية لأمي هي الحوالة المالية أيضاً حيث تستطيع أن تشتري بها ما تشاء".

وأضاف "لم أر والدتي منذ عام 2013.. أختي استطاعت أن تزور سوريا مؤخراً كونها جاءت إلى هنا عبر لم الشمل أما أنا فلا أستطيع (..) أخشى الاعتقال خصوصاً أني مطلوب للخدمة الإلزامية".

"مفاجأة" عبر التلفون

من جانبه، عايد لؤي العلي المقيم في مدينة كالمار السويدية على والدته بطريقة مختلفة ويقول لؤي لتلفزيون سوريا: "لم أرَ والدتي منذ عام 2016 ولم أستطع منذ ذلك الوقت التواصل معها إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والواتساب".

ويضيف لؤي: "في الفترة الماضية كان التواصل معها قليلاً بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل خصوصاً أن مدينة دوما التي تعيش فيها غير مُخدمة".

ويضيف "أرسلت لأختي مبلغاً مادياً كي تشتري لها هدية بمناسبة عيد الأم.. للأسف أنا لا أستطيع أن أفعل لها أكثر من هذا".

لؤي نسق مع أخته للاحتفال بعيد الأم وفاجأها خلال الاتصال معها عبر واتساب بقالب الكاتو الذي تم تحضيره إضافة إلى الهدية التي اشترتها أخته.

ويقول اللاجئ السوري "لم تستطع أمي أن تتمالك نفسها وبكت وهي تسأل متى سأراك وأرى أطفالك؟!". 

شركات توصل الهدايا للأمهات السوريات

من جانبه استطاع اللاجئ السوري (زهير ع) المقيم في مدينة كولن الألمانية إدخال الفرحة إلى قلب أمه عبر إرسال هدية لها بمناسبة عيد الأم.

ويقول زهير لموقع تلفزيون سوريا: "هناك شركات تقدم خدمة إيصال الهدايا بمثل هذه المناسبات".

"وجدت صفحة لإحدى الشركات على فيسبوك واخترت الهدية وأرسلتها إلى أمي بعد أن دفعت ثمنها" وفق ما يقول زهير، ويضيف "شعرت بفرحة عارمة حينما شاهدت السعادة في عيون أمي".

ويتابع زهير "النظام فرقنا عن أحبابنا ونحاول أن نصنع لهم بعض الفرح رغم بعد المسافات".

وخلال الأعوام العشرة الماضية فر مئات الألاف من السوريين إلى الدول الأوروبية كهولندا وألمانيا وحصل الكثير منهم على جنسيات تلك الدول في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية بأكثر من مليون شخص معظمهم لجأ إلى ألمانيا إضافة إلى هولندا والسويد.