icon
التغطية الحية

لإعادة تعويمه غربياً.. النظام السوري يستثمر بزيارات رجال أعمال موالين إلى أوروبا

2023.03.28 | 05:36 دمشق

أمين سر "الغرفة التجارية السورية - الإيرانية" ورجل الأعمال السوري مصان النحاس
أمين سر "الغرفة التجارية السورية - الإيرانية" ورجل الأعمال السوري مصان النحاس
إسطنبول - ديانا رحيمة
+A
حجم الخط
-A

لا يوفّر النظام السوري وداعموه فرصةً في ادّعاء قبول الغرب لإعادة العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية معه، وكان آخرها ما نُشر حول حضور رجل الأعمال السوري مصان النحاس، والذي يشغل منصب أمين سر "الغرفة التجارية السورية- الإيرانية" في القمة الاقتصادية العربية - الفرنسية الرابعة بالعاصمة باريس.

وكان نحاس نشر صورة له عبر حسابه في "فيس بوك"، قال إنّها التقطت في أثناء مشاركته بالقمة، في 15 آذار الحالي، مع "رئيس غرفة التجارة الفرنسية العربية، فانسان رينا، ورئيس غرفة تجارة باريس".

وكان "اتحاد غرف التجارة السورية" قال في بيان نُشرت فيه مشاركة "نحاس" في أعمال القمة الاقتصادية العربية - الفرنسية، إنّ القمة أقيمت برعاية الرئاسة الفرنسية.

وحتى الآن يوجد موقف واضح لفرنسا من النظام السوري، يتجلى بتصريحات مسؤولين فرنسيين يواصلون على الدوام بالتنديد بأي تطبيع مع النظام السوري، وأحدثها ما قاله مكلّف التواصل باللغة العربية في وزارة الخارجية الفرنسية باتريس باؤلي، خلال آذار الحالي، إنه ما من سبب يدفع الدول للتطبيع مع النظام السوري.

وأضاف باؤلي: "لا يوجد اليوم أي سبب للمضي قُدماً في أي تطبيع مع النظام السوري، الذي يستمر في قمع شعبه ومنع عودة اللاجئين وزعزعة استقرار المنطقة من خلال تنظيم تهريب المخدرات على نطاق واسع التمويل".

وتواصل موقع تلفزيون سوريا مع الخارجية الفرنسية لمعرفة حقيقة دعوة "نحاس" من عدمها من قبل أي جهة رسمية دون الحصول على الرد حتى ساعة كتابة التقرير.

بدوره أوضح المحامي السوري زيد العظم، المقيم في فرنسا، عبر حسابه في "فيس بوك"، أن "نحاس شارك في فعالية نظمتها غرفة أخرى مختلفة كلياً عن غرفة تجارة باريس، وهي غرفة التجارة العربية في باريس، والتي تعتبر "جمعية خاصة لا علاقة لها البتة بالحكومة الفرنسية" بحسب قوله.

أبواق في أوروبا تروج لخطابه

الباحث في الاقتصاد السياسي أيمن الدسوقي، أوضح في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا أن النظام السوري يتكئ على رجال الأعمال وغيرهم من الشخصيات غير الرسمية الموالية له، لإيصال رسائل وفتح قنوات غير رسمية مع أطراف وجهات قد تكون دولاً أو مؤسسات أو منظمات، وللنظام أسلوبه في تنويع الشخصيات المكلفة بالتواصل، في ظل الاستهداف المتكرر لها بالعقوبات الأوروبية والأميركية.

وتأتي أهمية المشاركة بمؤتمرات ولقاءات من هذا النوع من وجهة نظر النظام، على اعتبارها منصة تُوظف للترويج لخطاب النظام ومقولاته، واعتبار المشاركة فيها خرقاً للحصار المفروض على النظام بما يتضمنه ذلك من رسائل سياسية يريد استغلالها داخلياً وخارجياً، فضلاً عن إمكانية عرض فرص وصفقات اقتصادية على رجال أعمال في الخارج، وتنشيط التواصل مع مجمع الأعمال الخارجي الذي تضررت الصلات به بسبب العقوبات والحرب.

ويرى الدسوقي أن لفرنسا ممثلة بشركاتها اهتمام بالعودة للمنطقة اقتصادياً، لذلك تشكل مشاركة مصان النحاس فرصة لها للتواصل غير الرسمي مع النظام، لاستطلاع فرص الاستثمار الممكنة في قطاعات تهتم بها.

استثمار بأي حدث كان

لم تكن زيارة نحاس إلى فرنسا، هي المرة الأولى التي يعمل النظام السوري على الاستثمار في أي حدث أو قضية ترتبط بأوروبا وبادعاءاته بإعادة تعويمه غربياً، حتى خلال الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق من سوريا وتركيا في شباط الماضي.

وكان مدير منظمة "الهلال الأحمر السوري" خالد حبوباتي قد قال في مقابلة مصورة له، خلال وصول أول طائرة أوروبية تحمل مساعدات إنسانية إلى مطار دمشق، إن "هذا ما كنا نأمله، اليوم هي المرة الأولى التي تدخل طائرة منذ 12 عاماً طائرة أوروبية إلى سوريا، وفرحتنا كبيرة بها".

وتابع أنه "لا يهم ما تحمله من مساعدات"، بل المهم بنظر "حبوباتي" أنها "أول طائرة أوروبية تحط في سوريا".

وفي عام 2022، قال رئيس حكومة النظام حسين عرنوس، في مقابلة مصورة، إن معظم الوزراء في حكومة النظام، أصبحوا يزورون دول لم يستطيعوا دخولها في السابق.

وشارك وزير الاتصالات في حكومة النظام، إياد الخطيب، المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية، في المنتدى الـ16 لحوكمة الإنترنت في بولندا، كما شارك وزير السياحة محمد مرتيني، المعاقب أيضاً أوروبياً عام 2021، في الدورة الـ24 لمنظمة السياحة العالمية في العاصمة الإسبانية مدريد.

أما وزير التربية والتعليم دارم الطباع، زار العاصمة الفرنسية باريس، شهر تشرين الثاني 2021، للمشاركة في المؤتمر الـ41 العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

ويسعى النظام السوري إلى تعويم نفسه غربياً بالتزامن مع بدء خطوات التطبيع العربية التي انتهجتها عدة دول عربية كالأردن والإمارات وعمان وآخرها التقارب بين الرياض ودمشق بعد إعلان المملكة العربية السعودية باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.

من هو مصان نحاس؟

مصان نحاس، هو شريك مؤسس ورئيس مجلس إدارة في "الشركة الدولية للاستثمار"، وشركة "القيصر للاستثمار"، ورئيس مجلس إدارة كل من شركة "مايكل أنجلو للإعلان"، و"جمعية "التنمية الخيرية"، بحسب موقع "من هم"، كما يعتبر مالك شركة "لازورد" لتجارة المجوهرات، ووكيل "شركة إيرانول" النفطية.

ويشغل "نحاس" منصب أمين سر "الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة"، وهو عضو في مجلس إدارة شركة "مدارات" لخدمات الدفع الإلكتروني.