icon
التغطية الحية

النظام أنكره وحزب الله تجاهله.. من هو "مشهور زيدان"؟

2019.07.29 | 19:07 دمشق

تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

أعلنت وكالة أنباء النظام "سانا" يوم الأحد الماضي، تعرض سيارة خاصة لقذيفة صاروخية مما أودى بحياة سائقها وطفلة وإصابة ثلاث نساء بجراح، ولم تشر سانا إلى نوع القذيفة أو مصدرها، وفي يوم الإثنين عاد موقع "قناة العالم" الإيراني إلى ذكر تفاصيل أغفلتها سانا حيث قال الموقع إن القتيل هو قيادي محلي فيما سماه بـ "المقاومة الشعبية" واسمه "مشهور زيدان" من بلدة "حضر" في ريف القنيطرة.

 

طيارة مسيرة

التفاصيل التي ذكرها الموقع الإيراني، والتي أسندها إلى مصدر خاص، جاءت بعد أن قامت صفحات تابعة للنظام على فيس بوك بنشر خبر مقتل زيدان، بعد خبر سانا بساعات قليلة، وفي حين اكتفت صفحة "حضر الآن" بوصف زيدان بـ "المقاوم" إلا أن الصورة التي نشرتها الصفحة له تظهر زيدان وهو يحمل طفلاً صغيراً أمام صورة للقيادي في ميليشيا حزب الله "عماد مغنية"، وبالرغم من عدم ذكر تفاصيل عن طبيعة عمل زيدان "المقاوم" وكذلك خلو جنازته من رموز ميليشيا حزب الله إلا أن الصور التي تم نشرها له تظهر بوضوح علاقته بالميليشيا اللبنانية، حيث نشرت صورة له محاطاً بعلم الميليشيا، وأكد ناشطون من المنطقة أن السيارة التي كانت تقل زيدان تم استهدافها من قبل طيارة إسرائيلية مسيرة عن بعد.

 

"صورة زيدان وعلم حزب الله"

وظهر اسم "مشهور زيدان" في شهر آذار الماضي وتناقلته صفحات الفيس بوك التابعة للنظام، حيث أعلنت هذه الصفحات عن فقدانه في الغوطة الشرقية وأنه قتل، ولكن الرجل عاد للظهور لاحقاً وقدمت صفحات النظام رواية بوليسية لتفسير غيابه وادعت أنه تعرض للخطف في الغوطة الشرقية وأن النظام تمكن من "تحريره"، وتتفق التقارير الإعلامية أن زيدان وقتها تم استدعاؤه من قبل ميليشيا حزب الله بشكل سري وهذا سبب اختفائه، بينما ذكر ناشطون من القنيطرة أن زيدان وقتها تم احتجازه من قبل أمن النظام والتحقيق معه قبل إطلاق سراحه.

 

بداية القصة

التكتم الذي فرضه النظام وميليشيا الحزب على خبر اغتيال زيدان، وعدم إرسال الميليشيا لمندوبين عنها إلى الجنازة أو نعي القتيل، والغموض في خبر مقتله من قبل النظام والإعلام الإيراني دفع وسائل إعلامية عدة إلى البحث عن سبب التستر على علاقة زيدان بميليشيا الحزب، ولكن قصة "مشهور زيدان" بدأت قبل استهداف سيارته بعدة أعوام وتحديداً في 2015 بعد قيام إسرائيل باغتيال "هادي مغنية"، نجل القيادي "عماد مغنية"، والذي أرسلته ميليشيا حزب الله إلى القنيطرة لتأسيس وجود عسكري للميليشيا على الحدود مع الجولان السوري المحتل.

بعد مقتل مغنية تابعت إسرائيل كما هو معلوم اصطياد قواعد وعناصر ميليشيا الحزب والميليشيات الإيرانية في القنيطرة، ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية مع غياب أي رد فعل من قبل إيران أو ميليشيا الحزب التابعة لها، وبعد تمكن النظام المدعوم روسياً من السيطرة على المناطق المحررة جنوب سوريا الصيف الماضي، عادت إيران عبر ميليشيا الحزب لمحاولة زرع شبكة تابعة لها في القنيطرة.

المسؤولون الإسرائيليون أطلقوا على مشروع إيران الجديد تسمية "ملف الجولان"، وكشفوا في آذار الماضي أن إيران كلفت ميليشيا حزب الله بتأسيس شبكة محلية تابعة له في القنيطرة، ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي أن مهام هذه الشبكة هي المراقبة وجمع المعلومات وتخزين الأسلحة، بالإضافة إلى تجنيد عملاء جدد، وتم تزويد الشبكة بحسب الصحيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والمتفجرات بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات، ويتزعم تنظيم هذه الشبكة "علي موسى دقدوق" القيادي في ميليشيا حزب الله.

وكانت شبكة "مراسل سوري" كشفت في شهر شباط 2018 عن نشاط محموم لميليشيا الحزب في القنيطرة يتضمن إنشاء مقار وقواعد جديدة بالإضافة إلى تجنيد الشباب مقابل رواتب مغرية وإعفائهم من الخدمة في جيش النظام والحصول على بطاقة ميليشيا الحزب الأمنية، وتحدثت الشبكة في تقريرها عن قيام ميليشيا الحزب بشراء كميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة وتخزينها وعن دور كبير لـ "مشهور زيدان" وجماعته التابعين لميليشيا حزب الله.

 

إسرائيل تستمر بحماية الأسد

وتجدر الإشارة إلى أن قواعد لميليشيات إيرانية في منطقة "تل الحارة" تعرضت بعد مقتل زيدان بيومين إلى القصف من قبل الطيران الإسرائيلي وربط مراقبون بين هذه العمليات وقضية "ملف الجولان" في حين نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن محللين إسرائيليين تشكيكهم بالرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي عن هذه الشبكة حيث إن نشاط إيران وميليشياتها بما فيها حزب الله لم يتوقف عملياً طيلة السنوات القليلة الماضية في المنطقة المحاذية للحدود.

وكان لافتاً في تصريحات الجيش الإسرائيلي عما سمته "ملف الجولان" إشارتها إلى عدم معرفة "بشار الأسد" بنشاطات إيران وميليشياتها، وسخر المحلل الإسرائيلي "شيمريت مئير" من ذلك لافتاً إلى أن ميليشيات إيران توجد في قواعد تابعة للنظام فكيف يجهلها؟ واعتادت إسرائيل إلى الإعلان بشكل متكرر أن عملياتها موجهة ضد الوجود الإيراني في سوريا وأنها لا تستهدف النظام كما بررت في نفس الوقت هذا الوجود بأنه يأتي لإنقاذ النظام وهو ما تشجعه بطبيعة الحال.