أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نسخة كوفيد-19 المتحورة الهندية، التي يُشتبه في أنها المسؤولة عن إغراق الهند في أزمة صحية كبيرة، قد رُصِدت في "17 دولة على الأقل".
وقالت المنظمة: إنّ النسخة بي.617.1 المعروفة على نطاق أوسع باسم المتحوّرة الهنديّة، رُصِدت في "17 دولة على الأقل".
وفي الأيّام الأخيرة، رُصِدت هذه النسخة المتحورة في بلدان أوروبية عدة (بلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا).
وأصبحت الهند مركز الوباء منذ أيام مع انتشار النسخة المتحورة "الهندية"، وهي البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان بعد الصين، وباتت تسجل أرقاماً قياسية جديدة يومياً من ناحية الإصابات.
والهند هي رابع دولة أكثر تضرراً في العالم من حيث الوفيات. وتعمل محارق الجثث بأقصى سرعة في الأيام الأخيرة.
وتخطت حصيلة وفيات كورونا في الهند 200 ألف، إثر تسجيلها 3293 حالة، في أكبر حصيلة يومية للوباء يسجلها بلد في العالم.
كما سجل البلد الآسيوي في الساعات الأربع والعشرين الماضية، 362 ألفا و757 إصابة بالفيروس، ليلامس الإجمالي 18 مليونا، بحسب أرقام حكومية.
العالم دخل مرحلة حرجة
وقال أودايا ريجمي رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنوب آسيا إن العالم دخل مرحلة حرجة من الجائحة ويحتاج لإتاحة اللقاحات لجميع البالغين في أقرب وقت.
وأضاف "إنها حتمية أخلاقية وصحية على حد سواء... في ضوء انتشار السلالات الجديدة فإن هذه الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء إلى أن يصبح العالم بأسره آمنا".
واصطفت سيارات الإسعاف لساعات في العاصمة دلهي لنقل جثث ضحايا بكوفيد-19 إلى محارق في المتنزهات وساحات انتظار السيارات.
وتدفق مرضى يجدون صعوبة في التنفس على معبد للسيخ على مشارف المدينة أملا في الحصول على بعض من إمداداته المحدودة من الأكسجين.
وتقول المستشفيات داخل العاصمة وحولها إن الأكسجين ما زال شحيحا على الرغم من تعهدات بزيادة الامدادات.
وذكر مانيش براكاش الرئيس التنفيذي لمستشفى مايوم لقناة إن.دي.تي.في التلفزيونية أن المستشفى توقف عن استقبال المرضى ما لم يكن معهم أسطوانات أو مولدات أكسجين.
وقال أرفيند كيجريوال رئيس وزراء دلهي إن إصابة الناس بالمرض صارت أكثر شدة وتستمر لفترة أطول مما يزيد من الضغوط. وأضاف "الموجة الراهنة خطيرة على نحو خاص".
وتتدفق على دلهي إمدادات تشمل أجهزة تنفس صناعي ومولدات أكسجين من بريطانيا وأستراليا وألمانيا وأيرلندا. وتعهدت سنغافورة وروسيا بتقديم أسطوانات أكسجين وإمدادات طبية.
وتعهد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا بعشرة ملايين دولار وكتب على تويتر يقول "نحن مستعدون لتقديم المزيد من الإمدادات الطبية كذلك".
ودعا بهرمار مخريجي عالم الأوبئة والأستاذ في جامعة ميشيغان على تويتر إلى إجراءات عزل عام أكبر بكثير لإبطاء انتشار الفيروس. وقال "الأرواح أهم كثيرا في هذه المرحلة من كسب العيش".