icon
التغطية الحية

الميليشيات الإيرانية تهدد حياة أهالي شرقي حمص بالألغام الفردية

2022.08.06 | 13:34 دمشق

الألغام في سوريا
أنهت ميليشيا "حزب الله" العراقي زراعة أكثر من 700 لغم حول أحد معسكراتها شمال غربي بلدة خربة التياس - رويترز
حمص - خاص
+A
حجم الخط
-A

تزايدت زراعة الألغام في مناطق شرقي حمص بشكل كبير، حيث تقوم الميليشيات الإيرانية بزرعها حول مواقعها التي تتغير باستمرار، الأمر الذي يهدد حياة أهالي المنطقة، لا سيما البدو الرحّل.

وقالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، إن ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني، وبعد إفراغها لمعسكر التليلة شرقي تدمر، خلفّت وراءها مساحة تزيد على 300 هكتار، مزروعة بالألغام الفردية وألغام الآليات، من دون أي عملية تنظيف وإزالة من قبل أي جهة، ما تسبب بمقتل 3 أشخاص وإصابة آخر خلال رعي الأغنام في موقع المعسكر، حيث كانوا يجهلون ما تحويه المنطقة من الألغام.

وأكدت المصادر أن الميليشيات الإيرانية تغير مواقعها، التي تزرع فيها الألغام، تبعاً للوضع الأمني على الأرض، حيث لا تخضع هذه المواقع بعد إفراغها لأي من عمليات تنظيم الألغام، رغم مراقبتها من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية.

وأفاد محمود العبيس، شقيق أحد ضحايا هذه الألغام، أنه "لكثرة الألغام المزروعة حول المواقع الإيرانية التي تم إفراغها ونقلها خلال السنوات الماضية، باتت عملية الرعي في بادية حمص الشرقية، لا سيما القريبة من المدن والبلدات والطرق العامة، خطيرة جداً، وذلك لجهل البدو الرحّل ورعاة الماشية بما تحويه المنطقة من ألغام مزروعة، وخلو هذه المواقع من أي علامات تحذير حول ذلك".

وأضاف العبيس، في تصريح خاص لموقع "تلفزيون سوريا"، أن أحد مهربي البشر بين مخيم الركبان ومنطقة تدمر، عُثر على جثته قبل أيام في منطقة التروازية قرب بلدة العليانية جنوبي مدينة تدمر، والذي فقط حياته من جراء وقوعه في حقل ألغام، زرعته الميليشيات الإيرانية حول أحد مواقعها السابقة قرب نقطة التروازية.

زراعة الألغام مستمرة

وذكرت مصادر مطلعة أن ميليشيا "حزب الله" العراقي أنهت، قبل نحو 20 يوماً، عملية زراعة أكثر من 700 لغم فردي حول أحد معسكراتها شمال غربي بلدة خربة التياس، وذلك كخط دفاع أول إزاء أي هجمات برية.

ولفت إلى أن عملية زراعة الالغام بدأت حول المعسكر المخصص للمنتسبين الجدد منذ مطلع تموز الماضي، وتحت إشراف فريق عراقي مكون من 8 أشخاص، مشيراً إلى أن عملية الزراعة مستمرة حتى اللحظة في مواقع مختلفة، بما فيها مستودعات مهين جنوب شرقي حمص، التي أنهت زراعة أكثر من 1100 لغم أرضي نهاية أيار الماضي، في محيط قطره 500 متر حول المعسكر.

وأكد المصدر المطلع على أن كثافة الألغام التي تزرع في محيط المواقع العسكرية الإيرانية "تهدد السكان المحليين، لا سيما رعاة الأغنام، حيث يتم نقل هذه المواقع خلال عام أو اثنين، من دون أي عملية إزالة للألغام، في حين يكتفي النظام السوري والقوات الروسية بالمراقبة".

النظام السوري مسؤول عن ضحايا الألغام

وفي وقت سابق، أكد "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، على مسؤولية النظام السوري في تحييد خطر الألغام في المناطق التي يسيطر عليها، إذ يقع على عاتقها التأكد من خلو المناطق السكنية والمزارع والطرق وجميع المرافق الأخرى من الألغام، ووضع إشارات تحذيرية واضحة في المواقع التي يعتقد وجود ألغام فيها، وخصوصاً في المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة خلال السنوات الماضية.

وسبق أن نشر مكتب "برنامج الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) تقريراً قال فيه إن نصف سكان سوريا معرضون لخطر المتفجرات.

ومنذ آذار 2011 وحتى بداية العام الجاري، قُتل نحو 2800 سوري وأصيب آلاف آخرون نتيجة انفجار الألغام الأرضية والذخائر من مخلفات العمليات العسكرية في معظم المحافظات السورية، بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.