icon
التغطية الحية

الميليشيات الإيرانية تستولي على مستشفى النور في دير الزور

2021.05.28 | 06:20 دمشق

02.jpg
مستشفى النور في دير الزور (خاص تلفزيون سوريا)
إسطنبول - محمد الجاسم
+A
حجم الخط
-A

سيطرت الميليشيات الإيرانية وأذرعها في المنطقة على معظم المرافق الخدمية في دير الزور وكان آخرها استحواذها على "مستشفى النور"، عبر واجهة مدنية حصلت على استثمار المشفى من قبل "مديرية الأوقاف" في المحافظة.

وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة في مدينة دير الزور أن الميليشيات وضعت يدها على "مستشفى النور" عبر مناقصة تم الإعلان عنها وحصل عليها أربع شخصيات من أبناء المدينة.

كيف هيمنت الميليشيات الإيرانية على المستشفى؟ 

عملت الميليشيات الإيرانية منذ سيطرتها على مناطق واسعة من دير الزور على إنشاء وافتتاح عدد من المراكز الطبية في مناطق سيطرتها، ومؤخراً وبعد إعلان مديرية الأوقاف في دير الزور طرح مستشفى النور للاستثمار حصل مجموعة أطباء من دير الزور على استثمار المشفى مقابل ملياري ليرة تقريباً وتأمين جميع الأجهزة الطبية بما فيها جهاز رنين مغناطيسي كون كل المستشفيات في المحافظة لا تمتلك جهاز رنين مغناطيسي.

وأوضحت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أن المستثمرين هم الدكتور وضاح السلوم اشترك معه كل من الدكتور عبد الرحمن مهجع وأحمد الغضبان وحسين العثمان.

وذكرت أن مهجع كان يتولى مهمة إدارة مستشفى الفرات الميداني في مدينة دير الزور والذي افتتحته الميليشيات الإيرانية لمعالجة منتسبيها وعائلاتهم كما تقدم بعدد من المناقصات لصالح الميليشيات الإيرانية في توريد أدوية للمستشفى.

وتابعت المصادر أن مهجع عاد من جديد عبر استثمار مستشفى النور وتولى مهمة التوريد الطبي للمستشفى في حين يتولى الغضبان مهمة الإدارة وحسين العثمان المكتب المالي.

 

مستشفى النور في دير الزور (خاص تلفزيون سوريا)

 

المصادر تحدثت أن المدعو أحمد الغضبان تجمعه قرابة من الدرجة الأولى مع أمين فرع حزب البعث رائد الغضبان وشقيقه قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في الريف الشرقي بمحافظة دير الزور.

أما حسين العثمان الذي يتولى مهمة إدارة المكتب المالي فهو من قاطني حي الجورة وذكرت المصادر أنه تشيع منذ فترة زمنية طويلة ويعمل على تنفيذ التعهدات الخاصة بالميليشيات وهو أحد الذين قاموا ببناء مسجد الحسن والحسين في حي الجورة قبل اندلاع الثورة السورية وحينها أشيع أن إيران تكفلت بإعماره وبنائه.

المصادر أضافت لموقع تلفزيون سوريا أن السلوم بدأ بمتابعة أعمال الترميم وإعادة تأهيل المشفى حتى يتم تجهيزه وافتتاحه وتعهدت إدارة المشفى بمعالجة 1000 حالة مجانا سنويا وفق ما ذكرت إحدى الشبكات الإعلامية الموالية.

نشاط المركز الثقافي الإيراني في دير الزور  

بعد سيطرة الميليشيات الإيرانية على مساحة واسعة من دير الزور وفرض هيمنتها على تلك المناطق وافتتاح المركز الثقافي الإيراني في المدينة بقيادة "الحاج صادق" وهو إيراني الجنسية وافتتاح عدد من الأفرع له في مدينتي الميادين والبوكمال بالإضافة إلى مركز "كشافة المهدي" و"مركز النور الساطع"، وإنشاء علاقة وثيقة مع مركز "بصمة شباب سوريا"، الذي تشرف على إدارته أسماء الأسد زوجة رئيس النظام وتحويل عدد كبير من منتسبيه للعمل ضمن "المركز الثقافي" الإيراني بالإضافة إلى إقامة عدد من الفعاليات الثقافية الإيرانية ضمن المدارس وإرسال عدد من طلبة الكليات ببعثات إلى إيران كما عمل المركز الثقافي الإيراني عبر مكتبه الخدمي على الحصول على تعهد إعادة إعمار عدد من المراكز الخدمية في دير الزور ومنها الحديقة المركزية وحويجة صكر في محاولة لكسب ود سكان المدينة واستقطابهم للتشيع والانتساب في صفوفهم.

كما عمل المركز على توطيد العلاقات وكسب ود "مديرية الأوقاف" عبر مديرها مختار النقشبندي والذي أعطى المركز الإيراني تعهد مستشفى النور مقابل مبلغ مالي مقداره 15 مليون ليرة سورية في العام الواحد بحسب ما ذكرت شبكة صدى الشرقية" المحلية مما دفع الميليشيات الإيرانية لإظهار واجهة مدنية للاستثمار.

تاريخ مستشفى النور في الثورة وكيف عوقب؟ 

يعد مستشفى النور واحداً من أبرز المستشفيات التي ساعدت في معالجة المصابين مع اندلاع الثورة السورية في دير الزور وتصدي قوات النظام لها وسقوط عدد من الجرحى والقتلى.

وازداد نشاط المستشفى بسبب بعده عن المربع الأمني وسهولة إدخال وإخراج المصابين في حال قامت قوات الأمن بمداهمته للبحث عنهم قبل أن يسيطر الثوار على الحي الذي يقع به المشفى عام 2012 ويبدأ مسيرته في الثورة.

كما أسهم المستشفى بعد تحرير أحياء من المدينة بعلاج المصابين من جراء قصف النظام والاشتباكات مع قواته وتقديم كل الخدمات الطبية اللازمة بجميع الأجهزة والمستلزمات الطبية داخل المستشفى بالإضافة إلى مستشفى السعيد وعدد من المستشفيات الأخرى.

الخدمات التي قدمها المستشفى دفعت نظام الأسد والميليشيات الإيرانية للانتقام منه عبر حملة ممنهجة بتركيز القصف على المستشفى بهدف تدميرها ثم بعد سيطرته على المدينة عمل على سرقة محتوياتها، وكل مرافقها ثم استحواذ "المركز الثقافي" الإيراني على المستشفى عبر مديرية الأوقاف على الرغم من أن الدكتور نوري السعيد صاحب المشفى حصل على حق استثمارها لمدة 35 عاماً تبدأ من عام 2009 مقابل كلفة إجمالية قيمتها 118 مليون ليرة سورية إلا أن الأوقاف ومديرية الصحة انتقمت من الدكتور نوري السعيد وسلمت المشفى للإيرانيين على طبق من ذهب .