icon
التغطية الحية

المياه في الغوطة الشرقية ملوثة وغير صالحة للشرب في حال توافرها

2021.11.28 | 05:58 دمشق

whatsapp-image-2019-12-31-at-1.33.25-pm-1.jpg
ريف دمشق - سيلا عبد الحق
+A
حجم الخط
-A

تزداد بشكل يومي أعداد المصابين بأمراض الكلى الشائعة كالرمل والبحصة في الغوطة الشرقية والتي تعاني من نقص عام في خدمات البنية التحتية وتأتي هذه الزيادة من طبيعة المياه المستخدمة للشرب والتي أغلبها لا تصلح للشرب.

من أين كان يحصل أهالي الغوطة على مياه الشرب؟

خلال حصار الغوطة الشرقية وانقطاع المياه الرئيسة عنها لجأ أهالي الغوطة لحفر آبار بشكل سريع وعلى ارتفاعات قليلة وتم تركيب كباس للمياه عليها وتعتمد على الجهد العضلي ولا تحتاج إلى كهرباء، هذه الكباسات كانت حلا مؤقتا، ولكن مياهها لا تصلح للشرب، وبعد دخول النظام للغوطة قام بفك معظم الكباسات الموجودة في مختلف مناطق الغوطة.

وعدت المجالس المحلية بإعادة تصليح شبكة المياه الرئيسة وإعادة توصيلها وبالفعل بدأت بذلك في عام 2018 وبدأت تأتي المياه لبعض الأحياء في مدينة دوما، ولكن بحسب شهادات أهالي المدينة أنها غير صالحة للشرب وفيها الكثير من الشوائب وهذا ما أكدته السيدة مريم من المدينة إذ أضافت "سابقا كانت المياه الرئيسة مصدرا أساسيا لنا للشرب وكانت صالحة بنسبة 75% ولا تحتاج لفلتر منزلي، ولكن اليوم عندما عادت المياه الرئيسة بداية كان لونها بنيا ومن ثم أصبحت عكرة فلا أستخدمها للشرب، بل لاستعمالات النظافة المنزلية".

 

العودة لشراء المياه

وعند سؤال السيدة مريم عن مصدر مياه الشرب التي تستخدمها قالت "نشتري المياه من السيارات الجوالة والتي تقوم بجلبها من مصانع فلترة المياه وكلفة الليتر الواحد 20 ليرة سورية وإذا كان كل فرد يحتاج إلى ثلاثة ليترات يوميا فالكلفة 60 ليرة وعدد أفراد الأسرة وسطيا 5 فتحتاج على أقل تقدير 300 ليرة سورية بشكل يومي، طبعا هذه المياه مفلترة ومكررة حتى تصبح خالية من الشوائب وبنفس الوقت من المعادن أيضا وبالتالي لا فائدة لها".

مياه الاستعمال المنزلي

أما عن مياه الاستعمال المنزلي فقال السيد علي أبو محمود لموقع تلفزيون سوريا "نستعمل الغطاسات الكهربائية لتسحب المياه من الآبار والكهرباء التي تحتاج إليها الغطاسة هي من 9 لـ 12 أمبير وأغلب القواطع الكهربائية المنزلية الموجودة في البيوت لا تحمل هذه الأمبيرات لذلك الاعتماد فقط على المولدات الكهربائية حيث توجد في كل حي مولدة وكل 2 لـ 3 براميل يكلف 1000 ليرة سورية بحسب استغلال الشخص الموكل على المولدة".

المولدات الكهربائية والغطاسات

لا يمكن تشغيل الغطاسات على الكهرباء القادمة من حكومة النظام ولذلك تعتمد الناس على المولدات وظهرت نتيجة لذلك حالات كثيرة من الاستغلال من قبل أصحاب المولدات وتحدث السيد خالد من مدينة دوما عن ذلك فقال "صاحب الغطاسة في الحي الذي أسكن فيه عمل اشتراكا أسبوعيا لأهالي الحي بقيمة 6000 ليرة سورية لأي شخص يريد أن يعبئ مياها من الغطاسة وطبعا عدا أجرة المولدة ولا يعطي أحدا مياها من دون اشتراك أسبوعي، حتى لو كان يعبّئ لمرة واحدة".

ارتفاع أسعار تعبئة المياه في الغوطة الشرقية

مع كل ارتفاع لأسعار الوقود يصاحبه ارتفاع في أسعار المياه ولعل أبرز شريحة تعاني من ذلك هم الفلاحون حيث يعتمد الفلاحون في الغوطة الشرقية على الغطاسات الكهربائية أو محركات تعمل على المازوت وعندما وصل سعر ليتر المازوت الحر لـ 5 آلاف ليرة سورية ارتفعت أسعار الخضراوات بشكل كبير تزامنا مع هذه الزيادة ويقول الحاج أبو كاسم من الغوطة الشرقية "أعتمد على محرك المياه في سقاية أرضي والمخصصات التي أحصل عليها من الوقود لتشغيله لا تكفي لسقاية الأرض لذلك أضطر إلى شراء المازوت من السوق الحر حيث لا يوجد سعر ثابت والكل يستغل الكل وهذا السبب الرئيسي لغلاء المحاصيل الزراعية في الأسواق".

الأمراض المترتبة على استخدام المياه الملوثة

تحدثت السيدة منال وهي مخبرية تعمل في مدينة سقبا بأحد المستشفيات الموجودة "ازدادت أعداد المرضى الذين يراجعوننا بشكل يومي لتحليل نسبة الرمل في الكلى أو للكشف عن البحصة، ومن الأساس الغوطة الشرقية تعاني من المياه الكلسية ومع انعدام الخدمات شبه التام وعدم قدرة معظم الأهالي على شراء المياه الصالحة نوعا ما للشرب، ازدادت هذه الأمراض بشكل ملحوظ ولا أعتقد أن هناك من يريد مساعدة الناس أو تحسين الوضع".