أعلن كل من وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني خلال الأيام المقبلة.
وخلال مؤتمر صحفي في طهران جمع الوزير الإيراني بالمسؤول الأوروبي، اليوم السبت، قال اللهيان إن "ما يهم إيران هو الاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق 2015"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
بوريل من جانبه قال: "نتوقع استئناف المحادثات في الأيام المقبلة وأن نكسر حالة الجمود. مرت ثلاثة شهور ونحن في حاجة لتسريع العمل. أنا سعيد للغاية بالقرار الذي اتخذ في طهران وواشنطن".
وتجري مفاوضات بشكل غير مباشر بين إيران وأميركا في فيينا منذ نيسان 2021، من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الغربية عام 2015، لكن المفاوضات شهدت انتكاسات شديدة الخطورة مؤخراً بسبب اتهامات لإيران بعدم التعاون والشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مفاوضات واقعية على أمن العالم؟
وطلب اللهيان من أميركا النظر بواقعية لمفاوضات فيينا، داعياً إياها لاتخاذ إجراءات جادة من أجل التوصل إلى اتفاق، وفق ما نقل موقع "الجزيرة".
وأكد بوريل أهمية التوصل لاتفاق بخصوص برنامج إيران النووي بالنسبة للعالم أجمع، وتحديداً منطقة الشرق الأوسط، إذ قال "نعرض على بلدان الشرق الأوسط الأمن الإقليمي الذي لا يمكن تحقيقه من دون إيران"، بحسب "رويترز".
ولفت اللهيان، إلى أن الحوار مع بوريل كان إيجابياً بشأن التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى وجود محادثات عميقة ودقيقة حول مطالب طهران.
وكان تقرير لوكالة الطاقة الذرية، قد أعلن في أواخر أيار الفائت، عن وجود آثار يورانيوم مخصب في 3 مواقع، لم تعلن إيران أنها كانت تجري فيها أنشطة نووية، ما أدى إلى تأزم المفاوضات بشكل غير مسبوق.
وأعلنت واشنطن، في وقت سابق، عن إعداد مشروع قرار مع الأوروبيين، يطالب إيران بالتعاون الكامل وغير المشروط مع الوكالة.
أزمة إحياء الاتفاق النووي
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في السادس من حزيران الجاري، إن حصول إيران على القدرات اللازمة لصنع قنبلة نووية "مسألة وقت".
وبعد يومين من هذا التصريح، صدر قرار بأغلبية ساحقة، عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة، ينتقد عدم تعاون إيران في تفسير وجود آثار لليورانيوم في مواقع لم تعلن عن وجود أنشطة نووية فيها من قبل.
وكان الرد الإيراني بالإعلان عن استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم، فضلاً عن إجراءات أخرى تتعلق بإزالة كاميرات لمراقبة النشاط النووي، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة "نطنز" النووية تحت الأرض، وبذلك اعتبرت وكالة الطاقة الذرية، أن طهران وجهت ضربة "شبه قاصمة" لفرص إحياء الاتفاق النووي .
وتهدف مفاوضات فيينا إلى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، وفي حال نجحت هذه المساعي التي ينسقها الاتحاد الأوروبي، فمن المتوقع رفع عقوبات فرضتها واشنطن على طهران، مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني مجدداً.
ويؤكّد المعنيون بالمفاوضات تبقّي نقاط عالقة بين إيران والولايات المتحدة، من أبرزها طلب طهران رفع اسم "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".