المظاهرات ضد الجولاني.. تيارات متباعدة الأهداف وحراك شبابي في حقل ألغام

مظاهرة في الذكرى 13 للثورة السورية بإدلب ـ خاص

2024.03.30 | 04:05 دمشق

آخر تحديث: 30.03.2024 | 17:47 دمشق

ربما لم يكن يتصور أبو محمد الجولاني أن المشكلات ستلاحقه كيفما تحرك، وعلى الرغم من نجاحه في ضبط البيت الداخلي للهيئة، وحصوله على تجديد الولاء من الغالبية العظمى من عسكريي هيئة تحرير الشام، إلا أن الحراك في الشارع يؤرقه، ويبدو أنه أكثر الأطراف إدراكاً لثقل الشارع وخطورة حراكه.

الحراك الذي يهدد وجوده، كانت بداية شرارته خروج العسكريين من سجون هيئة تحرير الشام وحديثهم عن تعرضهم للتعذيب الشديد ووصفهم لتلك السجون بالمسالخ البشرية، حتى أن بعضهم خرج لا يقوى على المشي ويستعين بعكازات، فيما قضى آخرون ليسوا من القادة تحت التعذيب.

اعتراف الجولاني بقضية التعذيب وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب فجرت شرارة الاحتجاج ضد "جهاز الأمن العام" وللمطالبة بمئات المعتقلين في سجون ذلك الجهاز، الذي عذب حتى العسكريين وأجبرهم على الاعتراف بما لم يقوموا به.

فكانت انطلاقة أولى المظاهرات في مناطق نفوذ الهيئة، وبالتحديد على دوار سرمدا الرئيسي، طالب فيها المحتجون بحل جهاز الأمن العام، (كانت المنطقة تشهد حراكاً نشطاً منذ عام لحزب التحرير وتظاهرات شبه يومية لكنها لم تكتسب طابعاً شعبياً كالحراك الشعبي الحالي). وسرعان ما انتقلت المظاهرات إلى مدن وبلدات أخرى أبرزها مدينة إدلب مركز المحافظة ومدينة بنش وبلدة تفتناز، ومنها عمت مختلف مدن وبلدات محافظة إدلب.

على الرغم من أن الحراك آخذ بالتوسع والانتشار وهذا يعطي المتابع البعيد نظرة تفيد بأن ثورة على الجولاني انطلقت ولن تخمد حتى إسقاطه، لكن لا بد من الدخول والتعمق في التفاصيل لفهم المشهد المعقد للغاية والذي لا يمكن تصور نهايات دقيقة له.

فصائل وأحزاب وتيارات تحاول استغلال الحراك الشعبي

على الرغم من وطنية وعدم تحزب أو انتماء المنظمين لتظاهرة سرمدا الأولى التي تحولت إلى حراك شعبي، لكن الحراك يواجه مخاطر تهدد وجوده قد يكون الجولاني آخرها، أو المستفيد الوحيد منها، والتي تتمثل باستغلال الحراك من قبل أطراف لها مصالحها الخاصة.

إذاً يواجه الحراك الشعبي اليوم تسلّق جهات عدة، وتمترسها خلف مطالب المحتجين، وهي:

  • حزب التحرير: يمتلك حزب التحرير حراك سلمي خاص به، انطلق قبل الحراك الشعبي الأخير بأكثر من عام، لكنه يختلف عن الحراك الحالي بالمطالب، ولحراك حزب التحرير إيديولوجيا خاصة به، ويعتبر الحزب أن الحراك الشعبي الحالي هو استجابة من أهالي الشمال السوري لنداءات الحزب لهم بالخروج ضد هيئة تحرير الشام.
  • فصيل "جيش الأحرار" العسكري: قتل عبد القادر الحكيم وهو أحد مقاتلي جيش الأحرار في سجون هيئة تحرير الشام تحت التعذيب، كما دفن الحكيم في مقبرة سرية وأخفي خبر مقتله عدة أشهر، حتى إطلاق تحرير الشام سراح المعتقلين بتهمة العمالة، فأجبرت على الاعتراف بمقتل الحكيم، وقامت بنقل جثمانه ودفنه في إحدى المقابر العامة قبل إعطاء موقع القبر الجديد لجيش الأحرار من أجل استلام مقاتله المقتول، على خلفية مقتل الحكيم أصدر جيش الأحرار بيان وصفه الكثيرون بالجبان، فبيان جيش الأحرار ذكر محاسن الفقيد، وجمع الشعر إلى جانب الآيات القرآنية التي تنص على الحساب الرباني، والشكوى لله عز وجل، لكن البيان لم يسمي هيئة تحرير الشام، واقتصر على وصف القتلة المجرمين، كما أن جيش الأحرار لم يتوكل بالقضية وتركها فيما بعد لعائلة القتيل كما لو أنها قضية شخصية لمدني من خارج الفصيل.

عمل جيش الأحرار منذ انطلاقة الحراك الشعبي على التستر خلفه في مواجهة هيئة تحرير الشام، بعد تهربه من مواجهتها كفصيل عسكري ومطالبته إياها بحقوق مقاتله المقتول في سجونها، وتحولت بلدة تفتناز مركز ثقل جيش الأحرار إلى ساحة تظاهر دائمة، تضم من دفع بهم جيش الأحرار إلى جانب أفراد الحراك الشعبي المناهض للهيئة الموجودين فعلاً في البلدة.

  • حراس الدين: منذ توسع دائرة المظاهرات في ذكرى انطلاق الثورة السورية شارك القيادي في حراس الدين أبو مالك التلي في مظاهرة مدينة جسر الشغور ضد هيئة تحرير الشام، وأصدر بعدها حراس الدين المرتبط بالقاعدة بيانا داخليا موجها لأفراد التنظيم من عدة صفحات، حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه، أعلن التنظيم في البيان دعمه للحراك القائم ضد تحرير الشام وتبنيه مطالب الحراك والزيادة عليها بمطلب إقامة وتحكيم دولة الشريعة مستحضراً تجربة طالبان في أفغانستان.

أيضاً طلب البيان من جميع المنتسبين للتنظيم الالتزام بسياسته العامة المتعلقة بالحراك ضد الهيئة، وطالبهم بعدم الاجتهاد والتصرف بشكل خاطئ يجبرهم على الاعتذار فيما بعد.

  • تيار آل بدوي في بنش: كان تيار بنش في هيئة تحرير الشام، والمتمثل في القادة الأخوة الثلاثة المنحدرين من عائلة بدوي، أحد أقرب حلفاء الجولاني حتى وقت قريب، فالتيار الذي حاول القضاء على منافسه تيار الشرقية تلقى صفعة كبيرة من الجولاني عندما أخرج الأخير جميع المعتقلين من السجون بعد تبرأتهم من تهم العمالة التي اعتقلهم بناء عليها، تلك الصفعة دفعت القادة من آل بدوي إلى تعليق عملهم في الهيئة، وكان لهم دور جزئي في دعم وتمويل الحراك الشعبي الخارج بطبيعة الحال في مدينة بنش ضد الجولاني، وعلى الرغم من أن تأثيرهم ينحصر جزئياً على بنش، وهي واحدة من نقاط عدة، لكن هذا التأثير ليس بالقليل فبنش تعتبر نقطة ارتكاز الحراك الشعبي ككل، وإن انخفاض وتيرة أو زخم الحراك فيها له تأثير على الحراك كله.

مبادرات عديدة لا تلبي أهداف الحراك

لم يتوقف الأمر عند الأطراف التي تسترت بعباءة الحراك الشعبي، بل كانت هناك مبادرات من جهات وشخصيات حاولت تبني الحراك، بعضها كانت مناهضة للهيئة وطالبت بعزل الجولاني، وبعضها كان سقف مطالبها لا يتعدى حواجز تقديم الإصلاحات، وبعضها الآخر كان من صنيعة الهيئة ذاتها للتشويش على بقية المبادرات، من بين تلك المبادرات: مبادرة الكرامة، مبادرة إنقاذ الثورة، وغيرها.

مبادرة الكرامة أبرز المبادرات القائمة، حظيت منذ الإعلان عنها بانتشار وتأييد واسعين، من شخصيات معروفة في المجتمع المحلي في إدلب، فضلاً عن كونها الأكثر تنظيماً حتى الآن، ومن أبرز شخصيات تلك المبادرة:

فاروق كشكش: طبيب وناشط في المجتمع المحلي، ساهم في تشكيل سرايا المقاومة الشعبية التي هي الآن جيش رديف لهيئة تحرير الشام.

بسام صهيوني: شخصية أكاديمية ورئيس سابق لمجلس الشورى العام في إدلب، ووزير سابق في حكومة الإنقاذ.

عبدالرزاق المهدي: شيخ وداعية كبير، عرف عنه جرأته في الطرح رغم التهديدات المتكررة التي تعرض لها، كان مقرباً من تحرير الشام، لكنه منع من دخول معسكراتها وتقديم الخطب والدروس لعناصرها.

على الرغم من وجود الكثير من الشخصيات المعروفة في مبادرة الكرامة، وعلى الرغم من أنها أكسبت الحراك زخماً شعبياً في وجود شخصيات أكاديمية، وأخرى ذات وزن، ورجال دين في ساحات التظاهر، إلا أنها في ذات الوقت استغلت الحراك، فباتت تمثل كتلة داخل الحراك، وتحولت المبادرة إلى حجر تسد طريق كثير من الراغبين بالالتحاق في الحراك، ودفعتهم بعيداً عن الحراك، لسببين رئيسيين هما:

يكمن السبب الأول في خلفية الشخصيات القائمة على المبادرة وعلاقتها السابقة بهيئة تحرير الشام، فعلى الرغم من قبولها الشعبي، وخلفيتها الأكاديمية، لكنها فشلت في استقطاب الآخرين ممن لا يحملون ذات الفكر، وذلك لكونها كانت جزءاً من مشاريع خدمت الهيئة سابقاً، فالدكتور بسام صهيوني عمل كأول رئيس لمجلس الشورى العام، وعمل كوزير للتربية، ويقول منتقدوه إن صهيوني لم يكن يرى الفساد أو تعطيل الشورى عندما كان في منصبه.

أيضاً الطبيب فاروق كشكش هو الآخر عمل على إنشاء سرايا المقاومة الشعبية، التي استطاعت من خلالها هيئة تحرير الشام تجنيد أعداد كبيرة من الشبان الغير منتسبين لها في تشكيل تابع لها ويخدم مصالحها.

أما السبب الثاني فكان اختزال "مبادرة الكرامة" في بيان اطلاقها للثورة السورية في وصفها سعي الشعب السوري للعيش في حكم إسلامي رشيد، وسعيها لتحكيم سلطة الشريعة الإسلامية، وصبغ المبادرة بصبغة الأسلمة عموماً، وهو الطرح الذي تسبب بعزوف كثير من الشخصيات الناشطة في مجالات السياسة والمجتمع المدني عن المشاركة فيها، وحتى في الحراك ككل.

غياب النخب السياسية

منذ انطلاقة الحراك ضد هيئة تحرير الشام كانت عيون الشارع ترقب النخب السياسية من ناشطين في المجال السياسي، وعاملين في منظمات مجتمع مدني، ومنظمات المجتمع المدني التي لطالما تحدثت عن ضرورة التغيير وعن الديمقراطية وعدم الاستئثار بالسلطة والقرار، إلا أن تلك النخب خذلت الشارع الذي يترقبها، بحسب ما رصده موقع تلفزيون سوريا من آراء في أوساط الشارع.

يمكن من خلال متابعة الهيئات والجهات والشخصيات الناشطة في مجالي السياسة و المجتمع المدني تقسيمها إلى أربعة أقسام:

  • منظمات المجتمع المدني التي عزفت بشكل كامل عن الخوض في الأحداث الحالية والحراك الحاصل، وذلك بسبب خوف تلك المنظمات من تضييق هيئة تحرير الشام عليها وربما إيقاف أنشطتها.
  • الهيئة السياسية في محافظة إدلب، والتي تعتبر أكبر وأقدم جسم سياسي في الشمال السوري، اكتفت الهيئة ببيان يناصر الحراك ويدعم مطالبه، والتأكيد ضرورة الخطاب الوطني الجامع والبعيد عن الطائفية والإيديولوجيا، وهو ما جدد أحمد الحسنيات رئيس الهيئة السياسية التأكيد عليه في حديثه لموقع تلفزيون سوريا.
  • دعاة الساحة الثالثة، في ظل الانقسام والاصطفافات الحاصلة بين مختلف الأطراف، ووجود ساحتين التظاهر في إدلب واحدة ضد الجولاني، وأخرى ضد الأسد ويسيطر على منصتها أتباع الجولاني، دعا الناشط السياسي رضوان الأطرش إلى إيجاد ساحة ثالثة للتظاهر، تحمل مطالب الحراك مع التأكيد على الخطاب الوطني ومدنية الدولة، وحظي الأطرش بتأييد شريحة من الناشطين السياسيين.

يرى دعاة الساحة الثالثة بأن ساحتهم تمثل الوجه الحقيقي للحراك الشعبي القائم حالياً، وأن هدفها هو فصل هذا الحراك الشعبي المحق عن المشاريع الحزبية أو الفئوية التي تقوم عليها تيارات على خلاف مع تحرير الشام لكنها تحمل ذات أفكارها في التفرد في السلطة في أحسن الأحوال.

كما يؤكد دعاة الساحة الثالثة بأنهم لا يطمحون من خلال دعوتهم لتمثيل الحراك أو الوصاية عليه أو التحدث والتفاوض نيابة عنه، وإنما هدفهم إعادة الحراك إلى نقاوته ومشروعية مطالبه وشعبيتها، وإكسابه زخمه الشعبي، وللتأكيد على أهداف الحراك الوطنية.

وعلى الرغم من عدم تصريح الهيئة السياسية ودعاة الساحة الثالثة بشكل علني، إلا أن خطاباتهم يمكن قراءتها بأن وحدة الهدف لن تجمعهم مع التيار الذي يسعى لأسلمة المنطقة في ساحة واحدة، خاصة مع شخصيات كانت يوماً ما تخدم مشروع الهيئة، وتيارات أخرى مرتبطة بالقاعدة وغيرها.

  • شخصيات اختارت طريق الحوار مع هيئة تحرير الشام للوصول إلى الإصلاح السياسي، حيث يعتقد متبنو فكرة الحوار أن تحرير الشام لن تسلم السلطة لأن تسليم السلطة يعني زوالها، وإن تسليم السلطة وإن تم سيؤدي إلى دخول المنطقة في صراعات شهدتها سابقاً بسبب غياب البديل الوطني الذي يمكنه استلام دفة القيادة، فالطريق المتاح بحسب متبني فكرة الحوار هو السعي للإصلاح السياسي المتمثل بتمثيل وإشراك شرائح المجتمع في دوائر السلطة كمجلس الشورى والحكومة ومؤسساتها والمجالس المحلية، وعدم إبقائها حكراً على تحرير الشام والشخصيات الموالية لها التي تقوم الهيئة بتعيينها، من أبرز الشخصيات السياسية التي اختارت الحوار كان الناشط السياسي عبدالوهاب عليوي، الذي قال في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إن التمثيل الحقيقي للمجتمع من قبل آبائه في مجلس الشورى أعلى سلطة تشريعية في إدلب كفيل بأن تكون سلطة الشعب حاضرة في الإدارة وعمل المؤسسات، عليوي كان أحد حاضري الاجتماع الذي جمع ناشطين وشخصيات من المجتمع مع أبو محمد الجولاني وقدم جملة من المقترحات وطالب تحرير الشام باعتبارهم معارضة سياسية في حال رفضت مطالبهم، معتبراً أن وجود المعارضة ضروري لانتقاد وتصويب عمل الحكومات.

إذا ملخص كل ما سبق، هو أن أطرافاً عدة تحاول استغلال الحراك الشعبي ضد هيئة تحرير الشام لتنفيذ أهدافها، ودفعت تلك الأطراف كثيرين للإحجام عن الانضمام إلى الحراك، وذلك بسبب غياب الخطاب الوطني الجامع عند تلك الأطراف، رغم وجوده عند شبان الحراك الأوائل، شبان تظاهرة سرمدا الأولى.

شباب الحراك وحقل الألغام

في ظل الانقسام والاصطفافات والتجاذبات السابق ذكرها، يبدو أن مهمة شباب الحراك الشعبي هي الأصعب على الإطلاق في بيئة معقدة كإدلب، حيث يرى بعض المتابعين بوجوب خروج شباب الحراك إلى الساحة الثالثة وفصل الحراك الشعبي الوطني عن التظاهرات والساحات والمبادرات الفصائلية والحزبية، كي يستعيد الحراك زخمه بشكل أكبر، ويتجنب خطر الاندثار في حال التحول إلى صراع مسلح بين تحرير الشام وأي من الأطراف المتسلقة على الحراك والمتسترة بعباءته، أو في حال توصل تحرير الشام إلى حلول ترضي تلك الأطراف وتدفع بها لإعلان انتهاء الحراك.

لكنّ آخرين يعتقدون أن خطوة الخروج إلى الساحة الثالثة قد تهدد شباب الحراك، فرغم كل ما تحويه تلك المشاريع الفصائلية والحزبية من أهداف إلا أنها تجتمع من مقاتلي تحرير الشام في قواسم رئيسية أبرزها الأسلمة وتحكيم الشريعة والولاء للمجاهدين، وبناء على ذلك فإن فكرة الخروج إلى الساحة الثالثة ستشيطن شباب الحراك أمام أنصار "الكيان السني" بوصفهم علمانيين يريدون القضاء على المشروع السني القائم حالياً في إدلب، وقد تجعل هذه الخطوة المتظاهرين عرضة للهجوم من الأطراف الجهادية التي تسير معهم اليوم تحت مظلة الحراك.

يؤكد شباب الحراك على أن مطالبهم ثابتة، وأنهم غير معنيين بمن يسعى لأهدافه الفئوية والحزبية وإن تستر تحت عباءة الحراك، لكن هل هذا التأكيد يكفي لإبعادهم عن دائرة التصنيف؟

يقول المتابعون إن جميع الأطراف حذرة الآن من الانجرار إلى صدام مسلح، تكون شرارته الأولى كفيلة بوأد الحراك على يد تحرير الشام صاحبة الغلبة العسكرية المطلقة في إدلب، لكن الهيئة هي الأخرى تسعى لأن لا تكون تلك الشرارة منها، وعلى الرغم من أن استمرار الحراك يؤرقها، لكنها تسعى وتدفع في اتجاه واحد يتمثل في افتعال المشكلات في التظاهرات ليكون لها مدخل قانوني إلى التظاهرات، يُمكنها من قمعها وإخمادها بحجة ضبط الأمن.