icon
التغطية الحية

المجالس المحلية في الشمال تمنح شهادات منشأ لتصدير البطاطا

2018.07.08 | 16:07 دمشق

تركيا حددت سعر كيلو العدس بـ1,75 ليرة تركية و1,10 ليرة تركية لكيلو البطاطا (أرشيف)
تلفزيون سوريا - ريف حلب - منصور حسين
+A
حجم الخط
-A

أعلنت المجالس المحلية بريفي حلب الشمالي والشرقي الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش السوري الحر، فتح باب التصدير للمزارعين الراغبين ببيع محاصيلهم الزراعية (العدس والبطاطا) إلى تركيا، وذلك بعد إعلان أنقرة نيتها استيراد مزيد من هذين المحصولين من مناطق الشمال السوري.

المجلس المحلي لمدينة "بزاعة" بريف حلب الشرقي، نشر بياناً دعا فيه المزارعين الراغبين بتصدير محاصيلهم العدس خاصة، إلى مراجعة المكتب الزراعي في المجلس، للحصول على شهادة منشأ تمكنهم من بيع مواسمهم إلى الجانب التركي.

وأوضح "محمد كدرو" مدير المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمدينة بزاعة أن سعر الشراء تم تحديده من قبل تركيا بـ1,75 ليرة تركية لكيلو العدس الواحد، في حين بلغ سعر كيلو البطاطا 1,10 ليرة تركية، وعلى أساسه سيقدم المكتب الزراعي في المجلس بطاقة منشأ للمزارعين الراغبين بتصدير محاصيلهم عن طريق معبر الراعي.

 

إقبال ضعيف على بيع العدس

وقال الكدرو لتلفزيون سوريا إن الموسم الحالي شهد إقبالاً ضعيفاً -يكاد لا يذكر- من قبل المزارعين على تسويق محاصيلهم لدى المكتب الزراعي التابع للمجلس، على عكس ما كان عليه الوضع خلال الموسم الماضي، ولم تتجاوز الأرقام الحالية تتجاوز نصف الكمية المصدرة الموسم الماضي.

وأشار "كدرو" إلى أن سبب عزوف الفلاحين عن التصدير يرجع إلى تضرر مواسم المزارعين في المنطقة، خاصة محصول العدس، وذلك نتيجة شح مياه الأمطار خلال فصل الشتاء، والتي تعتبر مصدراً رئيسياً لري الأراضي الزراعية في المنطقة".

وتعتبر مدينة بزاعة بريف حلب الشرقي من المدن المنتجة لمحصول العدس، إلى جانب المحاصيل البقولية، ويعد إنتاجها الموسمي من البقوليات من المصادر الرئيسة والمهمة التي تمد السوق المحلية بريف حلب وباقي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري.

 

البطاطا أفضل حالاً من العدس

ويبدو أن الإقبال على بيع محاصيل البطاطا إلى السوق التركية من قبل مزارعي ريف حلب، أفضل حالاً مما هي عليه مادة العدس، خاصة أن الأسعار المعروضة من الحكومة التركية لمزارعين تضاهي الأسعار التي تباع بها محاصيل حبات البطاطا في السوق المحلية.

"الأسعار المعروضة من قبل المجالس المحلية مغرية، وأكثر من السعر المقدم لنا من قبل تجار السوق المحلية" كما قال "أبو سعيد"، وهو مزارع من ريف مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

وأضاف: "سعر طن البطاطا في السوق المحلية يتراوح بين 65-75 ألف ليرة سورية، وهو بالكاد يغطي تكاليف الإنتاج من ري وأسمدة ومبيدات ومجهود، بالإضافة إلى تكاليف اليد العاملة، إذ تحتاج البطاطا إلى عدد كبير من العمال لجمعها وفرزها، في حين قدمت المجالس المحلية عرضاً تجاوز 100 ليرة سورية للكيلو الواحد، وهو رقم جيد بالنسبة لنا كمزارعين".

وأوضح "أبو سعيد" أن عملية التصدير الحالية، ستساعد في الحد من تحكم التجار بأسعار المنتجات الزراعية في السوق المحلية، خاصة المتوافرة منها كما هو الحال مع البطاطا، ويجبرهم على تقديم رقم مقارب لسعر السوق الطبيعي.

 

تخوف من ارتفاع سعر بالبطاطا

عملية التصدير الأخيرة للسوق التركية وما تحمله من فوائد على المزارعين، فتحت باباً للخوف بالنسبة إلى المستهلك، من ارتفاع سعر المادة التي تعتبر سلعة أساسية بالنسبة للمواطن السوري، خاصة مع عزوف كثير من المزارعين في مناطق ريف حلب عن بيع محاصيلهم إلى التجار المحليين.

ويؤكد المزارعون والمجالس المحلية في هذا الخصوص، أن السوق المحلية لن تتأثر كثيراً من عملية التصدير إلى السوق التركية، نتيجة السياسة التي يتم اتباعها من قبل جُل المزارعين بريف حلب في عملية إنتاج مادة البطاطا، التي تعتمد على زراعة موسمين أو ثلاثة مواسم في العام الواحد، وهو أمر يجعل من المادة متوافرة بشكل دائم وبأسعار معقولة على الأقل مقارنة بالمناطق الأخرى.

وتعتبر مناطق ريفي إدلب وحماة الخاضعة لسيطرة المعارضة من المناطق المنتجة لمادة البطاطا، والتي تشكل السوق المحلية لمدن الشمال السوري مركز بيع رئيس بالنسبة لها، بالإضافة إلى وجود مناطق إنتاج أخرى يتم استيراد البطاطا منها،  وهي ريف حلب الشرقي والجنوبي، الخاضعتين لسيطرة النظام.

وبحسب وزارة الاقتصاد التركية، فقد بلغت نسبة استيراد مادة البطاطا من مناطق الشمال السوري ما يقارب "4000 طن" خلال الموسم الحالي، أي ما يعادل "1%" من حاجة تركيا للبطاطا، وذلك نتيجة ارتفاع سعرها في السوق التركية إلى 6 ليرات تركية.

وأشارت وزارة الاقتصاد التركية إلى أن عملية الاستيراد الأخيرة لمادة البطاطا، تأتي ضمن إطار حرص الحكومة على عدم تضرر المواطن التركي من ارتفاع الأسعار واحتكار التجار للسلع، كما أن عملية الاستيراد من شمال سوريا، قد ساعدت في تخفيض سعر الكيلو الواحد ليرتين تركيتين في السوق المحلية