
سجّلت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً أمام الدولار الأميركي، اليوم الثلاثاء، حيث بلغ سعر صرفها 7600 ليرة لكل دولار في السوق الموازية، وهو أفضل مستوى تصل إليه منذ عام 2023، وفقاً لبيانات موقع "الليرة اليوم" الاقتصادي.
وجاء هذا التحسن في قيمة العملة السورية بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتأتي هذه الزيارة عقب لقاء الشرع بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية، واجتماعه مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة دمشق، مما عزز مؤشرات السوق حول استقرار الإدارة الجديدة وزيادة احتمالات تطوير العلاقات الاقتصادية مع عدة دول.
وكانت الليرة السورية قد شهدت تقلبات حادة عقب سقوط نظام الأسد، حيث تجاوز سعر الصرف حاجز 15 ألف ليرة للدولار قبل أن تبدأ رحلة التعافي تدريجياً، ليستقر مؤخراً عند مستويات قريبة من 10 آلاف ليرة قبل أن يواصل تحسنه التدريجي وصولاً إلى 7800 ليرة.
في المقابل، أبقى مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار عند 13 ألف ليرة للشراء و13 ألفاً و130 ليرة عند البيع وفق النشرة الرسمية الصادرة اليوم الثلاثاء.
لمتابعة أسعار صرف الليرة السورية أولاً بأول "اضغط هنا"
ما أسباب الارتفاع المفاجئ في قيمة الليرة السورية أمام الدولار؟
أرجع الخبير الاقتصادي جورج خزام هذا التحسن السريع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الأثر النفسي لخطابات الرئيس الشرع التي تعزز ثقة المستثمرين والمواطنين بمستقبل البلاد، موضحاً أن هذا الشعور بالاستقرار شجّع الأفراد على الاحتفاظ بالليرة السورية بدلاً من الدولار، مما خفّض الطلب على العملة الأجنبية.
وأشار خزام، في منشور عبر حسابه على "فيسبوك"، إلى السبب الآخر هو التوقعات القوية بحدوث تدفقات مالية من استثمارات عربية وإعانات مالية محتملة، بالإضافة إلى إمكانية إيداع مليارات الدولارات في المصرف المركزي لدعم الليرة، ما أدى إلى زيادة المعروض من الدولار، وساهم في انخفاض قيمته مقابل الليرة.
ولفت خزام إلى أن ركود الأسواق المحلية وتراجع الإنتاج، إلى جانب موجة تسريح العمال، أدت إلى انخفاض في مستوى الدخل وتراجع الاستهلاك، وهو ما انعكس على الطلب على الدولار المُستخدم في استيراد المواد الأولية والبضائع، مما زاد من تراجع سعره.
وفي ختام منشوره، أكد خزام أن استمرار تحسن الليرة السورية يعتمد بشكل كبير على تحقيق التوقعات المتعلقة بالدعم المالي والاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أنه في حال عدم تحقق هذه التوقعات، فقد يعاود الدولار الارتفاع بنسب تفوق نسبة الانخفاض الحالية.