icon
التغطية الحية

"اللواء الثامن" بدرعا يوضح لتلفزيون سوريا أسباب التصعيد بالمحافظة ومن يقف وراءه؟

2021.08.01 | 13:53 دمشق

bbbbqqqq.png
تجمع لعناصر "اللواء الثامن" التابع لروسيا في مدينة بصرى الشام بدرعا- تموز 2020 (فيس بوك)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

حصل موقع تلفزيون سوريا على تصريحات خاصة من "اللواء الثامن" المدعوم روسياً والذي يقوده أحمد العودة القيادي السابق في فصائل المعارضة السورية، قبل أن يُجري "مصالحة" مع نظام الأسد في تموز عام 2018، عندما سيطر النظام بدعم روسي وإيراني على الجنوب السوري.

روسيا بعيدة عما يجري.. النظام وإيران يقودان الحملة على درعا

التصريحات تكشف تفاصيل الأحداث الجارية في الوقت الراهن في درعا البلد، التي يستعد النظام لشن عمل عسكري فيها، كما توضح الوقائع على الأرض، وتلفت التصريحات التي أفاد بها مصدر من داخل "اللواء الثامن" (فضل عدم ذكر اسمه)، اليوم الأحد، إلى أبعاد هذا الهجوم والقوى التي تقف وراءه.

وتشهد درعا البلد منذ صباح الخميس الماضي، تطورات عسكرية وميدانية متسارعة، إذ شنت قوات نظام الأسد مدعومة بالدبابات والمدرعات هجوما عسكريا على أحيائها.

وبينما غابت القوات الروسية، الموجودة في المحافظة، عن المعارك، تمكن مقاتلون محليون من صد هجوم قوات النظام من دون أي تغيير فعلي على خريطة السيطرة.

وقتل وأصيب أكثر من عشرة مدنيين خلال الأيام، إثر عمليات قصف للنظام متفرقة في درعا.

المصدر كشف لموقع تلفزيون سوريا أن التصعيد الحالي على درعا البلد محصور فقط بنظام الأسد وميليشيات إيران، في إشارة إلى عدم مشاركة روسيا بشكل مباشر في التصعيد العسكري.

وكانت قوات النظام فرضت حصارا عسكريا على مدينة درعا البلد على خلفية رفض "اللجنة المركزية" في المدينة تسليم الأسلحة الفردية التي يملكها سكان المدينة، بالإضافة إلى تسليم مطلوبين لقوات النظام.

وحول دور "اللواء الثامن" وموقفه من الهجوم على درعا البلد، أكد المصدر أنهم يعملون على تجنيب المحافظة بالكامل لأي حملة عسكرية من شأنها أن تودي بحياة الأهالي أو اعتقال أحد منهم والسعي للحل سلمياً بما يضمن حقوق الأهالي.

ولفت إلى أن "اللواء الثامن" يلعب دور الوسيط بين قوات النظام والأهالي و "اللجان في درعا البلد".

وأكد أن وساطتهم لا تعني "تخلي اللواء الثامن عن الأهالي وعمله المستمر والدؤوب في إيقاف الحملة العسكرية على درعا".

وكان وجهاء ريف درعا الشرقي و"اللواء الثامن" أطلقوا خلال الأيام الماضية، سراح عناصر نظام الأسد شرقي درعا بعد أن أسرهم من حواجز للنظام مقاتلون محليون مسلحون، في حين ما زال عدد من الضباط وعناصر للنظام محتجزين بريف درعا الغربي.

ومنذ مساء أمس السبت، جمع نظام الأسد قواته في منطقة "اللواء 52 ميكا" وسحب معظم حواجزه المنتشرة في ريف درعا الشرقي خوفا من قيام مجموعات محلية بالهجوم عليها.

كما أطلق النظام سراح عدد من الأسرى الذين كانوا محتجزين لدى مجموعات من أبناء محافظة درعا، بعد تدخل وجهاء وأعضاء اللجنة المركزية لريف درعا الشرقي و"اللواء الثامن".

وتمركز على حواجز نظام الأسد والتي كانت منتشرة في الريف الشرقي منذ صباح أمس السبت عناصر مسلحة محلية لحماية القرى والبلدات، كما انتشرت عناصر تابعة لـ"اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" على حواجز بلدات صيدا والجيزة وكحيل والحراك والطيبة، ورصد تلفزيون سوريا غيابا تاما لعناصر نظام الأسد وآلياته في الريف الشرقي من المحافظة.

الغرض من الحملة

ووفق المصدر من داخل "اللواء الثامن" فإن الغرض من الحملة العسكرية هو السيطرة على منطقة درعا البلد خاصة بعد "الانتخابات الرئاسية" والتي أظهرت ضعف سيطرة النظام على محافظة درعا بالكامل.

وأضاف أن من أبعاد الحملة وأهدافها إجراء "تسوية" لأهالي درعا البلد وتهجير بعض المقاتلين ونزع السلاح، وإعادة سيطرة النظام على كامل مركز درعا البلد، كي يبعث بشعور بالسيطرة على كامل المحافظة.

وأوضح أن ما حدث هو العكس تماماً بسبب "تنفيذ هجمات من الأهالي والثوار على عدد كبير من الحواجز موزعة في مناطق متفرقة من المحافظة".

وكان الدبلوماسي الروسي - الفلسطيني رامي الشاعر، المقرب من الكرملين والمعروف بانتقاده المستمر لنظام الأسد، قد أرسل إلى موقع تلفزيون سوريا مجموعة من النقاط حول هجوم نظام الأسد على درعا، جاء فيها: "على الرغم من الاحتكاك العسكري الذي جرى خلال اليومين الماضيين، وتسبب في وقوع بعض الضحايا من الطرفين، فإن الوضع الآن قد أصبح تحت السيطرة بالكامل، ولن تدور أي عمليات قتالية في درعا بعد اليوم".

وأكد أن روسيا ومجموعة "أستانا" والمجتمع الدولي لن يسمحوا بحدوث عمل عسكري في درعا.

وأردف "أعتقد أن القيادة في دمشق قد أصبحت تدرك ذلك، ولم يعد لديها خيار سوى اللجوء إلى الوسطاء بغية التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف لحل القضايا المتنازع عليها".

ولفت الشاعر إلى أن نظام الأسد فاقد لإمكانية فرض سلطته ليس فقط في شمال شرقي وغرب وجنوب سوريا، ولكن أيضاً في معظم مناطق الساحل، وحتى في العديد من أحياء دمشق.

وأكد أن سلطته تقتصر على مكاتب الأجهزة الأمنية وداخل الثكنات العسكرية، "مع وجود تذمر واضح حتى بين العسكريين، وذلك دليل على أن معظم الشعب السوري يرغب بالتغيير، ويتطلع بأمل كبير أن تبدأ عملية الانتقال السياسي السلمي، بغرض إنشاء نظام جديد، يشمل الجميع بشكل عادل، ويجسد الإرادة الشعبية لجميع أطياف الشعب السوري، بتنوعه العرقي والديني والطائفي"، وفق قوله.

وصباح اليوم، أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بانتهاء جلسة التفاوض بين "لجان درعا المركزية" واللجنة الأمنية التابعة لـ نظام الأسد، الذي واصل عمليات القصف على أحياء درعا البلد، مصرّاً على تهجير بعض مقاتليها إلى الشمال السوري.

المصادر قالت إنّ لجنة النظام الأمنيّة أعطت مهلة لـ"اللجنة المركزية"، لقبول تهجير عدد من مقاتلي درعا البلد إلى الشمال السوري، وذلك كشرط أساسي لوقف العملية العسكرية على المنطقة.

وبحسب المصادر فإنّ قوات النظام تصر على تهجير قياديين مع مجموعة من العناصر التابعين لهما إلى الشمال السوري، أحدهما يدعى "هفو" من أبناء حي طريق السد، والآخر يدعى "مؤيد أبو طعجة" من مخيم درعا.

وكان مصدر مطلع على المفاوضات وعلى تطورات درعا، قال لموقع تلفزيون سوريا، إن إيران تريد إعادة تشكيل القوى الفاعلة في درعا والجنوب السوري، ورسم خريطة نفوذ لها، مؤكدا أن هناك رفضا أميركيا وإسرائيليا وروسيا أيضاً لذلك، وشدد على أن روسيا لن تسمح بتهجير كم كبير من سكان درعا كما ترغب إيران.

وقال إن إيران هي من بادرت بالتصعيد في درعا البلد وفق خطة أعدتها مع النظام ممثلا بـ "الفرقة الرابعة" منذ مدة، مشيرا إلى أن روسيا طلبت على الفور من النظام إنهاء العمل العسكري خلال ساعات وعدم فتح عمل عسكري طويل.

وأكد المصدر أن إيران ستعمل قريبا على نشر "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام في السويداء كي تحد من دور الفصائل الرافضة لسياسة النظام هناك.