
ما زالت القافلتان الخامسة والسادسة من مهجري جنوب دمشق عالقتين لليوم الرابع في آخر منطقة لقوات النظام جنوب مدينة الباب، بعد منعهم من الدخول إلى مناطق سيطرة الفصائل العسكرية في ريف حلب الشمالي.
وبحسب ناشطين موجودين ضمن القافلتين، فإن قرابة الـ 2000 مهجّر بينهم 500 امرأة و 700 طفل، يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة وذلك بسبب استمرار وجودهم لليوم الرابع في منطقة مهجورة تفصل مناطق النظام عن مناطق سيطرة الفصائل شمال حلب.
وكتب الدكتور عامر العلي الموجود في القوافل العالقة يوم أمس على حسابه في "فيسبوك"، " الوضع فوق المأساوي... 48 ساعة ونحن معزولون في منطقة مهجورة، بدأت مرحلة الانهيار النفسي والجسدي. بالنسبة للطعام موجود بكميات محدودة، ورغم ذلك قسم كبير لا يأكل لعدم وجود مكان لقضاء الحاجة، بالنسبة للنوم لا يمكنك النوم إلا جالساً على مقعد الحافلة، الليلتان الماضيتان كانتا شديدتا البرد، والناس تتجمد لعدم وجود أغطية وبطانيات، ويعاني الأطفال بسبب البرد من الإسهال والإقياء ونزلات البرد، الأدوية معدومة ويوجد فقط سيارة واحدة للهلال الأحمر السوري تقدم خدمات طبية".
وكتب عبدالله الحريري الموجود ضمن القافلة العالقة على حسابه في "فيسبوك" فجر اليوم، "الليلة الثالثة والنهار الرابع، رعد وبرق وأمطار غزيرة، والقافلتان الخامسة والسادسة عالقتان على آخر نقطة من نقاط النظام في منطقة الباب من الشمال السوري... غير مصرح لهما بدخول المناطق المحررة... يا أيها الوطن المخلع الأبواب -إلا في وجوهنا-، لقد تعبنا من الجلوس على كراسي باصاتك الممهورة بأسماء الجناة".
وكانت القافلة الخامسة التي تضم 1369 شخصاً قد خرجت من جنوب دمشق الساعة الخامسة عصراً يوم الإثنين الماضي، بعد أن تجمع المهجرون منذ ساعات الصباح الباكر للخضوع للتفتيش وصعود الحافلات، ووصلت إلى مشارف مدينة الباب في ريف حلب الشمالي صباح يوم الثلاثاء الماضي.
ووصلت يوم الأربعاء الماضي إلى المكان نفسه، القافلة السادسة التي تضم 655 شخصاً.
وأثار منع دخول القافلتين إلى مناطق سيطرة فصائل ريف حلب الشمالي سخط الكثير من الناشطين، الذين اعتبروا أن تركيا هي التي طلبت من الفصائل عدم السماح لمزيد من القوافل بدخول المنطقة، حيث يسيطر فصيل "السلطان مراد" على الحاجز الفاصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الفصائل جنوب مدينة الباب.
ووجّه الناشطون، نداء استغاثة للمنظمات والجهات الإنسانية الفاعلة في الشمال السوري والمسؤولين هناك، للنظر في حال المهجّرين العالقين مِن أبناء بلدات جنوب دمشق.
وخرج أهالي مدينة الباب والنازحون إليها والمهجّرون السابقون، بمظاهرة تطالب بدخول المهجّرين العالقين في مناطق سيطرة قوات النظام على مشارف المدينة، وتندّد بمنع القوات التركية دخولها دون إظهار السبب، مردّدين شعارات "يا تركيا اسمعينا بدنا نفوت أهالينا" و "من حق الحر أن يدخل إلى المحرر".
وحول مصير قافلة جنوب دمشق العالقة، قال مهجّرون إن ضابطاً روسياً مرافقاً للقافلة، عرض عليهم إمّا البقاء في آخر نقطة بمناطق سيطرة النظام (أي عند معبر "أبو الزندين" قرب الباب)، وإنشاء مخيم لهم تحت وصاية روسية، أو اللحاق بقافلة حمص إلى إدلب، وفق ما ذكر مراسل تلفزيون سوريا.
وأفاد ناشطون من مدينة الباب أن السبب الذي قدمه المسؤولون الأتراك والفصائل في المنطقة بعدم السماح للقوافل بالدخول، هو عدم وجود مخيمات وأماكن مجهزة لاستقبال المزيد من المهجرين.
كما تم منع دخول قافلة مهجري ريف حمص الشمالي (63 حافلة تضم نحو 3500 شخص) التي وصلت إلى مكان وجود قافلتي جنوب دمشق العالقتين، ما دفع قافلة ريف حمص لتغيير وجتها والتوجه نحو محافظة إدلب، حيث وصلت يوم أمس الخميس إلى قلعة المضيق بريف حماة الشمالي.
ووصلت القافلة السابعة والأخيرة من قوافل جنوب دمشق، والتي تتألف من7 حافلات تُقل 130 شخصاً، إلى قلعة المضيق فجر اليوم، ليتقم نقل المهجرين إلى مركز إيواء مؤقت شمال إدلب.