icon
التغطية الحية

القهوة والشاي والمتة أصبحت ترفاً.. عائلات سورية تقلل استهلاكها

2023.04.10 | 11:42 دمشق

جميع المواد الغذائية باتت تشكل عبئاً على السوريين نتيجة التضخم المتتالي
القهوة والشاي والمتة أصبحت ترفاً في سوريا
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

جميع المواد الغذائية باتت تشكل عبئاً على السوريين نتيجة التضخم المتتالي لأسعارها وخاصةً في شهر رمضان. ورغم أن السوريين قد يجدون حيلاً لمواجهة ما يمكن مواجهته باختصار الكميات أو خفض جودة المواد، إلا أن ارتفاع الأسعار المستمر يجعل من تلك الحيل غير مجدية.

بات فنجان القهوة أو كاسة الشاي أو المتة أو الكوكا كولا، وهي المشروبات يومية، حملاً ثقيلاً على العائلات نتيجة كلفتها المرتفعة، وباتت من المواد التي تدخل ضمن التقنين اليومي في الاستهلاك.

تقتصر عائلة أبو عماد وهي من 5 أشخاص 4 منهم يتناولون القهوة عادةً مرتين في اليوم، على مرة واحدة فقط، حالياً بعد الإفطار بساعتين، وقبل رمضان مرة واحدة صباحاً بمعدل فنجان واحد للشخص فقط.

 قال أبو عماد لموقع تلفزيون سوريا إنه مضطر للتقنين خاصةً بعد ارتفاع سعر القهوة وباقي المشروبات اليومية، ما يعني تكاليف يمكن أن يتم إنفاقها على الطعام الضروري، وأمور أخرى كالطبابة.

ووصل سعر كيلو القهوة الموكا بلا هيل إلى 65 ألف ليرة، ومع هيل بين 70 – 85 ألف ليرة حسب النوع وكمية الهيل فيه. يؤكد أبو عماد وغيره من أرباب الأسر في دمشق أنهم باتوا يتجهون للمحامص التي تبيع أنواعاً رخيصة من القهوة الفرط رغم رداءة طعمها وجودتها المتدنية وهي تتراوح بين 50 – 60 ألف ليرة مع هيل، لكنها مجهولة الهوية.

مخصصات للشاي

وكما اختصر أبو عماد مرات وعدد فناجين القهوة اليومية، اختصرت العديد من الأسر عدد (برادات الشاي) كما يسمونها، علماً أن الشاي مشروب يحتسى في دمشق مع وجبات الفطور والعشاء وبعد الغداء إضافةً إلى مرة واحدة في اليوم على الأقل خارج تلك الوجبات. فبدلاً من 3 إلى 4 مرات في اليوم، بات مرة واحدة أو مرتين فقط، في رمضان وخارجه.

وتقتصر الأسر التي التقى بها موقع تلفزيون سوريا على إبريق يكفي عدد الموجودين فقط، حيث أكدت أم عمار أنها تقوم بتعيير الإبريق بعدد كاسات الشاي عبر تعبئتها بالماء وقلبها في الإبريق ثم وضعه على النار.

يشير عباس وهو صاحب ورشة طلاء منازل فيها 4 عمال، إلى أنه قبل رمضان بنحو 3 أشهر خفّض عدد أباريق الشاي اليومية للعمال من 4 إلى 1 كبير طوال اليوم، وتخصيص كاستين لكل عامل في اليوم، نتيجة الكلف اليومية.

ووصل سعر كيلو الشاي سوبر بيكو إلى 75 ألف ليرة، في حين يبدأ سعر الـ25 ظرف من النوع الأرخص بـ7 آلاف ليرة. وتبحث الأسر عن أرخص الأنواع حالياً حتى لو كانت بجودة أقل.

 تقنين المتة والكوكا كولا في سوريا

أهالي الساحل السوري والسويداء والذين يستهلكون كميات كبيرة من المتة يومياً، اقتصروا أيضاً على عدد مرات أقل ولجؤوا إلى أنواع أقل جودة لخفض التكاليف بعدما وصل سعر نصف كيلو المتة إلى 18 – 19 ألف حسب منطقة البيع.

 وجميع المشروبات السابقة تعتمد بنسب متفاوتة على السكر، لكنها أساسية فيها، وقد وصل سعر كيلو السكر في دمشق إلى 7000 ليرة.

ومن ضمن المشروبات التي دخلت ضمن التقنين، الكوكا كولا، التي شهدت ارتفاعات قياسية مؤخراً بأسعارها في دمشق حيث وصل سعر الربع لتر إلى 2000 ليرة، واللترين وربع إلى 8000 ليرة، والعبوة التنك إلى 5500 ليرة. وتختلف أسعار الكولا ارتفاعاً أو انخفاضاً حسب نوعها وحسب مكان البيع حيث يرتفع سعرها في المولات بين 30 – 50%.

العديد من الأسر السورية بدمشق التي التقاها الموقع، أكدت أن استقبال الضيوف بات مرهقاً من ناحية تقديم المشروبات، مشيرين إلى أنهم باتوا يشترون القهوة والشاي والمتة بالظروف الصغيرة تبعاً للحالة المادية اليومية وخاصة للأسر التي يعليها مياوم، بينما تم استبعاد مشروبات مثل الكولا والنسكافيه.

ومع دخول شهر رمضان، ارتفعت أسعار جميع المواد الغذائية بدمشق، وبالمقارنة بين رمضان 2022 ورمضان هذا العام، وصلت ارتفاعات الأسعار إلى 150% لبعض الأصناف الغذائية.

وقبل رمضان بأيام، قال رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي إن الأسعار في شهر رمضان سترتفع بنسبة 15% بعد ارتفاعها نحو 30% للمنتجات المحلية. وأكثر بكثير للمستوردة منذ بداية العام.