القمة العربية منبر للأسد على رفات سوريا

2023.05.20 | 16:40 دمشق

ئءؤر
+A
حجم الخط
-A

عندما يصفق الدبلوماسيون والساسة للقاتل ويحييه الحرس بمراسم استقبال رسمية ويُفرش أمامه سجّاد من مخمل ملطخ بدماء السوريين ويترجّل زعيم تجارة المخدرات العابرة للحدود من سيارة فارهة أمام مقر الجامعة العربية ليمنحه زعماء الدول الذين وصفهم سابقًا بأشباه الرجال منبرًا على تلال من الكبتاغون؛ تسقط حينذاك كل الأكاذيب التي أتخمتنا بها الدول، متمثلة بحقوق الإنسان، العدالة، القانون، الحريات.

ويثبت الطغاة أنهم عصابات ترتدي ربطات عنق وتجيد الحديث أمام الكاميرات بأسلوب منمق، وأن التطبيع ليس مع شخص المجرم فحسب بل يرقى للإعجاب بمنهج القتل والتدمير، فجلبوه ليحاضر المعلم أمام تلاميذه. 

يجتمع الضدان وتصبح القمة والقاع بمرتبة واحدة.

يجتمع الضدان وتصبح القمة والقاع بمرتبة واحدة

يحدثهم عن استعانته بالميليشيات الطائفية لقتل أطفال الحولة ذبحًا بالسكاكين، فكانوا أول من سن سنة الذبح وسبقوا بها داعش وأخواتها. يحدثهم عن تصنيع البراميل المتفجرة وفنون القتل بالأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا -على الورق- الذي أتلفه ورماه في أقرب سلة مهملات قبل أن يعطي شارة البدء لقتل مئات المدنيين في الغوطة وخان شيخون.

يحدثهم عن استعانته بميليشيات إيران وروسيا وسياسة الأرض المحروقة لتدمير البنية التحتية وتسوية مدن بكاملها على الأرض مثل أحياء حلب الشرقية، وتتراكض وسائل الإعلام لتلتقط الصور من كل جانب وتحتفي بهذة المحاضرة، على رأسها قناة العربية التي كان عناصر الأمن والجيش يبحثون عنها في قائمة قنوات التلفزيون عند مداهمة البيوت وإذا وجدوها كان الاعتقال أمر حتمي، والتواصل معها جريمة عقوبتها الإعدام الميداني أو التغييب في أقبية المخابرات التي لا ترى ذرة من نور الشمس في أحسن الأحوال كونها من القنوات المغرضة التي تنال من هيبة الدولة.

وبالابتعاد عن هذه البهرجة الإعلامية التي تحاول تقديم زيارة الأسد على أنها نصر سياسي، تصطدم عدساتهم بحقيقة انسحاق هيبة دويلته وضياعها على خريطة السيطرة وانشطارها بين قسد والجيش الوطني وهيئة تحرير الشام وعشرات القواعد العسكرية لجيوش أربع دول.

تصطدم بوجود عشرات الآلاف من المقاتلين على خطوط التماس في شمال غربي سوريا يفرضون أنفسهم أمرًا واقعًا لا تستطيع الدول تجاوزه، ومن خلفهم خزان بشري يضم صفوة الثائرين تحت مظلة واحدة، يصلون الليل بالنهار لتقديم نموذج ناجح في بناء المؤسسات وإدارة المنطقة متهيئين نفسيًا بذات الوقت لخوض النزال إذا كانت الحرب!، وهذه حقيقة ثانية لا يمكن غض الطرف عنها.
أخيرًا.. "لا تصدقوهم" إذا قالوا يومًا إنهم في صف الربيع العربي، فقد كانوا يحيكون المكائد ويضخون الأموال كماءٍ منهمر لإفشال الثورات؛ حتى تتأدب شعوبهم وتتعود الوقوف بذل ومهانة عند بلاط السلطان؛ لتقول: "سمعنا وأطعنا".
"لا تصدقوهم" إذا قالوا إنهم يريدون محاربة إيران، فجميعهم تخاذلوا عن مساندة الثورة السورية التي شكلت خط الدفاع الأول عن الدول العربية كلها ضد المشروع الإيراني واليوم يرحبون بأدوات ومطايا الفرس في المحافل ويوسعون لهم في المجالس.
"لا تصدقوهم" إذا قالوا يومًا إنهم ضد القاتل ومع إرادة الشعوب؛ لأنهم أرادونا ضعفاء بعد ما أدركوا أن العالم لا يحترم إلا القوي، فقطعوا عن فصائل الجيش السوري الحر مضادات الطيران والأسلحة النوعية وأغرقوا الناس بسلل المساعدات الإنسانية التي لا تحرر وطنا ولا تدحر محتلا!
"لا تصدقوهم" إذا قالوا يومًا إنهم يريدون تعديل سلوك القاتل فسكّينه سيبقى يقطّر دَمًا ولو غسلوه بماءِ زَمزم!.

كلمات مفتاحية