فتحت السلطات في تركيا تحقيقاً مع الروائي التركي الشهير أورهان باموق الحائز على جائزة نوبل للآداب بتهمة إهانة العلم التركي ومصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.
وذكرت قناة "إن تي في" المحلية، يوم الثلاثاء، أن مكتب الادعاء التركي، فتح تحقيقاً مع باموق، بسبب كتابه "ليالي الطاعون"، بعد أن قدم المحامي تاركان أولوك في مدينة إزمير، شكوى إلى مكتب المدعي العام يتهم الروائي فيها بإهانة أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.
وزعم أولوك في شكواه أن باموق حرض الجمهور على الكراهية والعداء في روايته، واستند إلى مقابلة أجراها الروائي مع صحيفة سويسرية يومية عندما حصل على جائزة نوبل.
من جانبه نفى باموق أمام مكتب المدعي العام في إسطنبول الاتهامات الموجهة له، وقال في دفاعه: "لم أكتب أي شيء يشير إلى أتاتورك، أنا لا أقبل الاتهامات".
وإثر ذلك، قرر مكتب المدعي العام عدم الملاحقة على أساس عدم وجود أي إهانة مباشرة لأتاتورك.
من هو أورهان باموق؟
أورهان باموق روائي تركي، من مواليد عام 1952، اشتهر بأعماله التي تسعى خلف الهوية والتاريخ التركيين؛ ليحصد ثمار كتاباته جوائز منوعة، تمثل أبرزها في جائزة نوبل للآداب.
وحجزت العديد من رواياته مكانة في العالم الأدبي من أبرزها، "اسمي أحمر" و"متحف البراءة" و"ثلج" وأهلته تلك الروايات للحصول على جائزة نوبل للآداب عام 2006.
ويعد باموق من الكتاب اللامعين الآخرين في تركيا، حيث أصبح أول مؤلف يبيع أكثر من أحد عشر مليون كتاب بأكثر من ستين لغة مختلفة، ويحصل على أعلى وسام أدبي، فلم يترك بذلك انطباعاً لدى الأتراك فحسب، بل ترك بصمته في جميع أرجاء العالم؛ إذ تعكس منشوراته فلسفته الحالمة وتراثه التركي الغني.
ولم تكن كل تلك النجاحات نابعة من عبثية شابة، بل تعرض باموق للاضطهاد والملاحقات القضائية بسبب انتقاده لبعض الأحداث من الماضي التركي، بما في ذلك مزاعم الإبادة الجماعية للأكراد والأرمن.
وانتقد غطرسة الغرب بشأن إنجازاتهم، وسعى إلى سد الفجوة الثقافية بين المجتمع التقليدي والحداثة التي تطبع آثارها في المجتمعات المتطورة.
ولم تكن الملاحقات القضائية هي جل ما تعرض له، فقد حوكم بإحراق العديد من أعماله ومنشوراته، وكان هدفاً لعدد من محاولات الاغتيال؛ فأصبح بذلك من أشدّ الأسماء إثارة للجدل في الشارع التركي.