icon
التغطية الحية

الفيلق الخامس في الأردن.. ماذا بعد الزيارة وما هو دور بريطانيا؟

2020.11.03 | 12:30 دمشق

ahmd_alwdt.jpg
إسطنبول - خالد سميسم
+A
حجم الخط
-A

تعمل روسيا عبر ذراعها، اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم منها، على تنسيق اجتماعات بين اللواء متمثلاً بأحمد العودة الذي زار الأردن قبل أيام، ومسؤولين وقادة سابقين في الجيش السوري الحر من الموجودين في الأردن، إلى جانب مسؤولين أردنيين، بالإضافة لراكان خضير قائد جيش أحرار الجنوب، والذي كانت تدعمه الأردن أساساً وتهدف هذه الاجتماعات بحسب مصادر عسكرية خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا إلى تبديل قوى السيطرة المفروضة على محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، والتي بدورها ستقوم بطرد ميليشيات إيران وأذرعها من المنطقة المجاورة للحدود الأردنية والإسرائيلية على حدٍ سواء، أي أنهم يتطلعوا إلى انتزاع المنطقة من القرار الإيراني والمتمثل بسيطرة الميليشيات التابعة لها على مناطق في المحافظة وآخرين يتبعون للنظام وتديرهم إيران، إلا أن مصادر مطّلعة أخرى نفت أن تكون نية الاجتماع طرد الميليشيات عسكرياً بمعناه الحرفي من المحافظة،  

الصراع الروسي الإيراني على جنوب سوريا

تعود محافظة درعا إلى الواجهة من جديد، لتتصاعد الصراعات هناك، إلى جانب التنافس الدولي الذي يمثله الوجود الروسي والإيراني في المنطقة، لتشهد المنطقة صراعاً بدا واضحاً الآن بعد محاولات عديدة لإخفائه، بين كلّ من الفيلق الخامس الذي يمثل الوجود الروسي في المنطقة والمدعوم لوجستياً ومالياً من الإمارات والفرقة الرابعة في قوات الأسد، والتي تمثل الوجود الإيراني، ويتمثل هذا الصراع في المحاولات المستمرة من جانب كل منهما لفرض نفوذه الكامل على المحافظة، فبعد أن نجح الفيلق الخامس بتثبيت نفوذه على الأرض عاد الوجود الإيراني إلى المقدمة ما دفع بالمتنافسين الدوليين لعقد هذه الاجتماعات.

الفيلق الثامن ودور الأردن في صراع الجنوب السوري

منذ 2013 تشكلت غرفة عمليات الموك التي كانت تدير الجبهة الجنوبية في سوريا عسكرياً، من الأردن والتي كانت تضم 28 فصيلاً عسكرياً، وفي بداية عام 2014 انضم لواء "شباب السنة" كأصغر تشكيل عسكري بالجبهة الجنوبية وتم ترشيحه لتشكيل فصيل أكبر تحت مسمى (فرقة شباب السنة) التي ترأسها أحمد العودة ودعمت "الموك" (التي تديرها عدة دول) بقرار إماراتي أحمد العودة بشكل ملحوظ وقبلت انضمامه بـ 26 عنصراً فقط لأسباب أبرزها، صلة القرابة التي تربطه برجل الأعمال السوري المقيم في الإمارات، خالد المحاميد الذي شارك في تأسيس"الموك".

زيارة "أحمد العودة" إلى الأردن لم تكن عائلية

وصفت مواقع محلية زيارة العودة إلى الأردن بـ "العائلية" ونفت الأنباء التي تحدثت عن التنسيق مع الجانب الأردني لوضع حد للميليشيات الإيرانية.

إلا أن موقع تلفزيون سوريا حصل على معلومات من مصادر مطّلعة على تفاصيل ما جرى في الأردن وأكدت ما نشره "تلفزيون سوريا" في خبر سابق تحدث عن دخول رتل عسكري لـ "العودة" الأراضي الأردنية من معبر "نصيب" الحدودي بين سوريا والأردن، حمل على متنه كلاً من القيادي "أحمد العودة" والعقيد الطيار "نسيم أبو عرة"، وعدداً من الضباط والقياديين السابقين في الجيش الحر، بالإضافة إلى نحو 20 عنصراً من اللواء.

وتضيف المصادر، أن الزيارة كانت لتنسيق دعم جديد وإعطاء دور أكبر لـ "أحمد العودة" في الجنوب السوري، وطلبه من الأردن إدخال كل قيادات الجيش الحر سابقا لدرعا لكسب شعبية أقوى في المنطقة، خاصة أن هناك مناطق ومجموعات عسكرية لا تريد للواء الثامن الدخول إليها وتتعامل مع الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، وهذا ما يحد من انتشار "الفيلق" بحسب المصادر.

كما تحدثت المصادر لـ موقع تلفزيون سوريا أن اللواء الثامن يجري هذه الاجتماعات ليستعين بقيادات الجيش الحر السابقين لفرض سيطرته على المنطقة، عدا عن الرغبة الأردنية بسيطرة "اللواء" على المعبر بين الأردن وسوريا والطريق الدولي، بالإضافة لإبعاد جميع الحواجز التابعة لـ "الفرقة الرابعة" القريبة من الحدود الأردنية.

"الفرقة الرابعة" والمقترح البريطاني

المصادر تحدثت عن مقترح من السفارة البريطانية في عمان لتشكيل غرفة عمليات في جنوب سوريا تكون هي السلطة العسكرية بالمنطقة كما حدث سابقاً في غرفة "الموك" والهدف هنا زيادة الدعم المادي للفيلق الخامس، والحد من انتشار عناصر "الفرقة الرابعة" بقيادة غياث دلّة المقرب من إيران.

اقرأ أيضاً: أحمد العودة: حوران قريباً بقيادة جيش واحد (فيديو)

وأضافت المصادر أن طلب الدعم المادي سببه أن روسيا لا تغطي مصاريف عناصر اللواء الثامن البالغ عددهم نحو 1500 عنصر وبالمقابل تجري اجتماعات بالتزامن مع هذه الأحداث لقيادات اللجنة الأمنية وشخصيات أبرزها قائد الفرقة الرابعة غياث دلّة وحسام لوقا وغيرهم والهدف إيقاف مشروع اللواء الثامن ومشروع "العودة" ككل، إلا أن الجانب الأردني يركّز في اجتماعاته على المسيطرين على المعبر وإبعاد حواجز الفرقة الرابعة، وإعادة فتح الحدود بين البلدين، وروسيا بحاجة لجهة داعمة أخرى تتكفل بتمويل "اللواء الثامن" بقيادة "العودة" وبموافقة الأردن، وبتنسيق بريطاني مقابل إعطائها عقود إعادة إعمار وإدخال المنظمات إلى الجنوب.

 

وبحسب المصادر، الاجتماع أعدّ قائمة من القادة السابقين في الجيش الحر ممن تريد روسيا وبريطانيا والأردن إدخالهم إلى درعا لبسط سيطرة "اللواء الثامن" وهم أبو منذر الدهني ومحمد المحاميد الملقب أبو عمر وأنس الصلخدي الملقب بالزعيم و"أبو سيدرا" قائد فوج المدفعية والمخطط أن تكون تبعيتهم لـ "الفيلق الخامس".

اقرأ أيضاً: "العودة" يضرب حواجز النظام ويغادر إلى الأردن. ماذا يحصل في درعا؟

ويشغل أحمد العودة منصب قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وكان المسؤول عن اتفاقات التسوية والمصالحات التي جرت بوساطة روسية، في صيف 2018، والتي أفضت إلى إعلان سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا.

كما تجدر الإشارة إلى أن العقيد الطيار نسيم أبو عرة هو أحد الضباط المنشقين عن النظام، ويمثّل حالياً دور مسؤول الارتباط بين قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية وقيادات اللواء الثامن.

يذكر أن وفداً روسياً ضم عددا من كبار المسؤولين، المعنيين بالشأن السوري، من وزارتي الخارجية والدفاع، بقيادة المبعوث الخاص لبوتين إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، زار الأردن قبل نحو أسبوع لبحث ملف عودة اللاجئين السوريين وعقد مؤتمر عنهم في دمشق.