الفيروس الخبيث الذي يقترب من غرام موسكو يقاطع قبلة النصر

2020.08.15 | 00:12 دمشق

602x338_cmsv2_db6c9b1d-6414-5e04-a505-f54fb43ce9aa-4771434.jpg
+A
حجم الخط
-A

تزامن وصول الوباء إلى موسكو مع احتفالات يوم النصر مع بدء الفيروس مسيرته الصامتة التي لا هوادة فيها في موسكو في فبراير/ شباط الماضي.

أسماء الملايين من الجنود الروس الذين قتلوا خلال الأهوال الأكثر فتكاً في الحرب العالمية الثانية كان يظهر بالفعل، واحداً تلو الآخر، على التلفزيون الحكومي، ويمرر إلى أسفل الشاشة في سيل مروع.

قدم الكرملين كلمات مهدئة حول الوباء، قائلاً إن روسيا لن تعاني بشدة. لذلك استمرت الأسماء في الظهور، يوماً بعد يوم، حداداً على شهداء الحرب في روسيا بمعدل هائل يزيد عن600 اسم في الدقيقة، ولكن في نهاية مارس/ آذار، عندما لم يكن بالإمكان التملص من أزمة فيروس كورونا، تم تفكيك الأسماء فجأةً من التلفزيون.

واستيقظت روسيا من ذكرياتها المجيدة والمرضية حول هزيمة الجيش الأحمر لألمانيا النازية قبل 75عاماً لمواجهة مرض خبيث ظل يقترب أكثر وأكثر. وصل الوباء بكامل قوته إلى موسكو في الوقت الذي كانت فيه العاصمة الروسية تستعد للاحتفال بعيد النصر يوم السبت، وهو عطلة سنوية بهيجة مليئة بالفخر الوطني الذي يجمع كل أقسام روسيا العديدة.

لقد ترك التوقيت المدينة بشكل غريب لكنه متوقع. تم إلغاء الحفل الكبير، هذه المدينة الوحشية في بعض الأحيان وحشية ولكنها لا تزال جميلة بشكل مزعج ومظاهر الاحتفال تلف شوارعها نسخة من اللافتة الحمراء التي تم رفعها فوق الرايخ عام 1945م تزين شوارع المدينة الصامتة.

لقد نشأت أزمة الأزمات الدولية يوم الإثنين، هكذا صرح رئيس الوزراء الروسي لموفد صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، وأكمل لقد أصبح وحشاً وبات من الصعب الاحتفال، ما صدم موفد التايمز الخاص لتغطية الاحتفال الكبير الذي يتحول لعزاء كبير كما عنون تغطيته للاحتفالية الكبيرة الملغاة. تطير اللافتة الحمراء في الشارع الصامت صمتها حينما علقت فوق الرايخ نهاية الحرب. والملصقات تطير في الهواء مروجةً للحفلات الغنائية والعروض المسرحية في الصالات والمسارح المغلقة التي لم تؤد أي من العروض التي كان مخططاً لها. كانت طائرة حربية وعديد طائرات الهليكوبتر العسكرية مستمرة في التحليق في أجواء موسكو، ولكن عمدة المدينة سيرجي سوبانين أخبر سكان العاصمة بعدم مشاهدتها.

يستأنف التلفزيون الروسي الذي يخصص الآن نشرات دورية للفيروس بنشر أسماء القتلى إلى وقت متأخر من الليل، وأرسلت شاحنات برتقالية ترش الشوارع بالمطهر والماء تذكيراً بالفرح الملغى، وسيارات شرطة النصر تجوب الشوارع مطالبةً المواطنين بالعناية بصحتهم وعدم السماح بإصابة المواطنين بالفيروس الخبيث، أصبحت موسكو في وضع يذكر بالحرب الباردة والإجراءات الاحترازية المفروضة عليها تفوق تلك المفروضة على نيويورك ولندن، كل المطاعم والمتاجر والحدائق مغلقة، حتى الرياضة غير مسموح بها، باستثناء مئة ياردة عن المنزل للترويح عن الحيوانات الأليفة، أصبح بوتين بمنحة خاصة لا يستطيع طلب يد العون فيها من شركائه الأوروبيين أو عدوته اللدودة أميركا.