icon
التغطية الحية

الفوج 137 بدير الزور.. ميليشيا قاطرجي تدرب عناصرها بثكنات الأسد

2021.04.12 | 12:12 دمشق

570a7743-4aac-4691-8c84-7445bd95d93a.jpg
الفوج 137 التابع لقوات نظام الأسد والذي تستخدمه ميليشيا "القاطرجي" بدير الزور- نيسان 2021 (فيس بوك)
إسطنبول - محمد الجاسم
+A
حجم الخط
-A

حوّلت ميليشيا "قاطرجي" التي ترعاها روسيا ثكنة لنظام الأسد على أطراف مدينة دير الزور إلى مقر تدرّب فيه عناصرها وتستقبل فيه منتسبيها، يأتي ذلك في الوقت الذي يلاحظ فيه ازدياد لنشاط هذه الميليشيا في مدينة دير الزور.

مصادر محلية مطلعة على نشاط ميليشيا "قاطرجي" في دير الزور تحدثت لموقع تلفزيون سوريا عن اتخاذ الميليشيا من الفوج 137 مكانا لها كمقر قيادة، وهو فوج استحدثته قوات نظام الأسد قبل أعوام قليلة من الثورة السورية.

الفوج 137 التابع لقوات نظام الأسد والذي تستخدمه ميليشيا "القاطرجي" بدير الزور- نيسان 2021 (تلفزيون سوريا)

ما هو الفوج 137 ؟  

حصل موقع تلفزيون سوريا على صور خاصة من الفوج 137 الذي يقع على طريق دمشق بالقرب من مشفى الأسد.

وتظهر الصور رفع سواتر في محيط الفوج وعناصر ضمنه من ميليشيا "قاطرجي" وآخرون من قوات نظام الأسد.

المحلل العسكري العقيد حاتم الراوي، قال إن الفوج 137 هو مقر اللواء 137 الموجود بعد مشفى الباسل غربي طريق دير الزور تدمر، وهو موجود في نفس الموقع قبل قيام الثورة.

وتابع "الفوج هو أصلاً مركز تدريب، وبعد الثورة تم استخدامه كنقطة تجمع وتدريب وانطلاق، وما زال يستخدم لهذه المهام، وقد يُخصص بعضٌ منه أو بكامله لصالح جهة معيّنة ولفترة معينة، وهو الآن تحت تصرف المحتل الروسي بكامل عتاده وعناصره، وهذا لموقعه الاستراتيجي على طريق تهريب النفط".

وفي وقت سابق من آواخر العام الفائت، قتل اللواء، بشير سليم إسماعيل قائد الفوج 137 التابع للنظام، مع 4 من مرافقته، بكمين نفذه مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم "الدولة" في منطقة فيضة ابن موينع غربي الميادين.

وفي 8 من آذار الفائت، افتتح رئيس اللجنة الأمنية بدير الزور وهو أيضا قائد الفرقة 17، اللواء نزار الخضر، برفقة أمين فرع "حزب البعث" رائد الغضبان، ومحافظ دير الزور فاضل نجار نصبا تذكاريا لقتلى الفوج 137 بحلول الذكرى الـ 58 لما تسمّى "ثورة آذار".

القاطرجي يتوسع في دير الزور

عملت روسيا مؤخرا على تقوية نفوذ الميليشيات الموالية لها في أكثر من مكان على الجغرافيا السورية وبرز ذلك بشكل ملحوظ في البادية السورية مع ازدياد هجمات تنظيم "الدولة".

وبحكم أن دير الزور تقع ضمن المحاور التي تشملها هجمات التنظيم، ولكون دير الزور فيها طريقَ وصولِ المؤن النفطية التي تَعبُر من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى مناطق النظام بجهود ميليشيا "قاطرجي"، رأت الميليشيا أنه من الضروري توسيع نفوذها في دير الزور.

وقالت المصادر ذاتها إن الميليشيا اتخذت من الفوج 137 ومن ثكناته نقطة عسكرية ومركزا لتجميع الراغبين بالانتساب ضمن صفوفها لتدريبهم وفرزهم بعد ذلك إلى نقاط البادية على طريق دير الزور دمشق.

وأشارت المصادر  إلى أن عدد المنتسبين الجدد الذين تم نقلهم تجاوز الـ 300 منتسب جميعهم من الرقة وريفها ومن دير الزور وريفها مقابل راتب شهري يقدر بـ 175 ألف ليرة سورية، ومساعدات غذائية شهرية ودوام مدته 20 يوما وتعطيل عشرة أيام.

 وفضلت قيادة الميليشيا، وفق المصادر، أن من يرغب بالانتساب يجب أن يكون ممن حمل السلاح في وقت سابق حتى إن كان ضمن صفوف "الإرهابيين" على حد وصف الميليشيا، وتجاوز الـ18 من عمره مع تجاهل كامل للسجل الأمني.

وتضيف المصادر أن المنتسب وبعد أن يمضي ستة أشهر وما فوق ضمن صفوف الميليشيا يحصل على هوية عسكرية صادرة عنها، أما في بداية الانتساب فيحصل المنتسب على تعميم اسمه على كلّ القطع أنه ضمن صفوفها، ويمنع اعتقاله أو سوقه للخدمة الإلزامية، وعند اقتراب موعد الإجازة يحصل على ورقة من القيادة تتيح له التجوال والتنقل ضمن مكان قضاء إجازته.

وحول تقوية روسيا لنفوذ "قاطرجي" بمحافظة دير الزور وباديتها، يشير المحلل حاتم الراوي، إلى أنه منذ نحو ستة أشهر دخلت قوات روسية إلى مدينة البوكمال وسيطرت على مركز المدينة، وعلى حقلي الورد والحمّار النفطيين وبعض مقار الميليشيات الإيرانية من دون قتال.

وأضاف الراوي بدأت القوات الروسية بتمشيط للبادية بحجة ملاحقة التنظيم، علماً بأنه لا وجود له في البادية وفق الراوي، وأردف "روسيا وعبر ميليشياتها تريد التضييق على إيران وتنظيف البادية منها والانفراد في السيطرة على منافذ تهريب النفط من حقول الجزيرة السورية بقوافل صهاريج قاطرجي بعيداً عن إزعاجات الحليف أو نِصف الحليف الإيراني الذي يريد أن يفرض نفسه شريكا في هذه الصفقة".

وقبل عدة أيام أجرى اللواء نزار أحمد الخضر، الذي تؤكد تحركاته بدير الزور على أنه ميّال لتنفيذ الأجندة الروسية، أجرى زيارة إلى الفوج 137 الواقع على طريق دير الزور- دمشق، حيث طلب الخضر من المقاتلين في صفوف الفوج أخذ الحذر ورفع الجاهزية تحسبا لأي هجمات مفاجئة يقوم بها التنظيم.

 قاطرجي تنقل النفط وتحمي الآبار لروسيا

لا يقتصر عمل الـ "قاطرجي" على نقل النفط من مناطق "قسد" حيث عهدت إليها روسيا مؤخرا مهمة حماية الآبار النفطية وطرق النقل الخاصة بها، إذ نشرت مؤخرا شبكة "صدى الشرقية" خبرا يفيد بانسحاب القوات الروسية من عدة آبار نفطية في بادية دير الزور كحقل التيم النفطي وعدد من الحقول المجاورة، ومن بلدة المريعية والشولا بريف دير الزور، ومن بادية السخنة بريف حمص، وتم تسليم حمايتها لميليشيا "قاطرجي" وتمركزت القوات التي تم سحبها في مدينة دير الزور بحي الفيلات.