icon
التغطية الحية

الفلسفة اليونانية بين النشأة والتطور (1/ 2).. من فلاسفة الطبيعة إلى سقراط

2022.01.16 | 09:50 دمشق

sqrat.jpeg
سقراط
محمد أوزملّي- أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A

عندما بدأ العقل الإنساني بالتفكّر في الكون ونشْأته، راح يطرح تفسيرات وتعليلات محاولاً من خلالها فهم ماهيّة هذا الكون، وما يطرأ عليه من متغيّرات. قبل ذلك، كانت الأساطير ولاهوتيات الكهّان والشعراء هي التي تتحدث عن نشأة الكون مبتعدة عن أي تفسيرٍ طبيعيٍّ أو علمي للأشياء، في زمنٍ كان الإنسان خاضعاً لسيطرة عشرات "الآلهة" التي أفرزتها تخيّلاته.

ومن هنا، أطلقت العقول تشريعاتها للتفكير في أبسط تفصيلات الحياة والكون والفنّ، بل والتفكير بالتفكير ذاته، أي في طبيعة التأمل وتحليل الأشياء وتفسيرها.
بدأت الرحلة وبدأت معها التساؤلات لفهم وجود الأشياء ومجالاتها والطرق المؤدّية إليها، وماهية ما وراء الأشياء، والغوص في المبادئ والقيم الجوهريّة للفرد، والتي تعبر عن نشأته وتربيته وأخلاقه، ونظرته لمفاهيم وقيم الحق والخير والجمال.

نشأة الفلسفة في اليونان

نشأت الفلسفة اليونانية وتأسست في القرن السادس قبل الميلاد، واستمرت خلال الفترة الهلنستية، وعُدّت نقطة التحول الأولى في الفكر الفلسفي بالنسبة لفلسفة الغرب، حيث تناولت مجموعة واسعة من الموضوعات مثل: علم الوجود، والبلاغة، ونظرية المعرفة، والأخلاق، والمنطق، وعلم الأحياء، والجمال.

ولكن، هل كان ثمّة تأثيرٌ خارجيٌ على نشأة الفلسفة اليونانية؟

تؤكد أغلب الأبحاث أن الفلسفة اليونانية تأثرت إلى حد ما بأدب الحكمة الأقدم؛ وهو نوع من الأدب الشائع الذي تناول نشأة الكون الأسطورية عند شعوب الشرق الأدنى القديم (بلاد الرافدين وسوريا ومصر).

وفي صدد هذا التأثير. يقول المؤلف الكلاسيكي مارتن ليتشفيلد ويست: "ساعد الاتصال بعلم الكونيات واللاهوت الشرقيين على تحرير خيال الفلاسفة اليونانيين الأوائل؛ ومن المؤكد أنَّه أعطاهم العديد من الأفكار الإيحائية. لكنهم علَّموا أنفسهم التفكير في العقل والنقاش حول جوهر ما وراء الأشياء".

ولكن هذا وحدهُ لا يكفي لانطلاق الحرية الفكرية، فقد كان لظهور الفلسفة في اليونان القديمة أسباب عدة ساهمت جميعها في أن تجعل الأرض اليونانية مهدًا لها دون غيرها من الممالك والدول والحضارات والأمم. وهي ذاتها الأسباب التي ساعدت في قيام الحضارة الإغريقية، حيث أنَّ الانتقال الكبير من نظام الحكم الدكتاتوري إلى النظام الديمقراطي والدولة المدنية، سمحَت للناس بحرية التفكير والتعبير وطرح الكثير من القضايا الحسَّاسة وغير الحسَّاسة، ومناقشتها بشكل علني دون خوف أو حرج، مع إمكانية إجراء الحوارات والمناقشات والجدالات الفكرية.

كما وأنَّ التحوّل الذي طرأ على المجتمع ونقله من النمط الرعوي والزراعي إلى النمط التجاري والصناعي، أفرز طبقات اجتماعية جديدة إلى جانب طبقة النبلاء، كالتجار والصناعيين وأرباب الحرف والملَّاحين الكبار. نتج عن هذا الازدهار الاقتصادي رخاء مالي واجتماعي وسياسي وفكري، وزيادةٌ في مظاهر الغنى وإسناد مختلف الأعمال إلى طبقة العبيد، والتفات بقية فئات الشعب الإغريقي عموماً إلى الفنون والعلوم والسياسة. كلّ ذلك ساهم أيضاً في ظهور الفلسفة.

 عوامل ولادة الفلسفة اليونانية

كان للحرية السياسية والاقتصادية دورٌ كبيرٌ في نشوء الفلسفة اليونانية ولكنها لم تكن الركيزة الأساسية، إذ كان للعوامل الثقافية التي شهدتها المدن اليونانية الفضل الرئيس في ولادة الفلسفة. فانتشار العلوم مثل الرياضيات والفلك وغيرهما، مثّل الركيزة الأساسية في ظهور الفلسفة، فالفلاسفة أنفسهم كانوا في البداية علماء في مختلف المجالات. كما وأنّ الانفتاح على ثقافة الحضارات الأخرى كالفينيقية والبابلية والمصرية، ساعد علماء اليونان كثيراً في تطوير الآداب والعلوم وتوسيع ثقافتهم، فبرز فيثاغورس في الرياضيات، وهوميروس في الأدب، وأسخيليوس في المسرح، وأبقراط في الطب، وانتعش التاريخ على يد هيرودوت... كل ذلك مهّد لولادة الفلسفة وتطور وتنوع نظرياتها.

مراحل الفلسفة اليونانية ومدارسها

  • المرحلة الأولى: ما قبل سقراط

كانت المدرسة الأيونية هي الرائدة في مرحلة النشوء الأولى والتي يشار إليها بـ مرحلة ما قبل الفيلسوف سقراط، و"أيونيا" هو الاسم الذي كان يطلق على جزيرة تقع في بحر إيجة بين اليونان وتركيا، وتميزت بكونها مهد العلم والفلسفة الغربية. وعُرفت الفلسفة في هذه الحقبة المبكِّرة بالابتعاد عن الخرافة والأسطورة والاقتراب من العلم. كما كانت ما تزال نشاطاً ذهنياً منظماً قائماً على الالتصاق بالطبيعة، والتجربة العلمية.

ومن أبرز الفلاسفة في المدرسة الأيونية هم: طاليس، أنكسيماندر، وأنكسيمانس. (فلاسفة الطبيعة/ الفلاسفة الطبيعيون) وقد طوَّروا أفكارهم حول الكون، وهم من العلماء الماديين. أي أنَّهم كانوا يعتقدون بأنَّ الأرض وكل شيء آخر في هذا الكون أصله أو جوهرهُ من المادة -بدلاً من الروح- أي أنَّهم بحثوا في أصل المادّة، وليس في القوى الغيبية الخارقة.

ومع ذلك اختلفت آراؤهم حول ماهية هذه المادة؛ فطاليس (نحو 624ق.م- نحو 546ق.م) يعتقد أنَّ الأصل هو الماء، في حين يعتقد أنكسيماندر  (610 ق.م- 546 ق.م) بأنَّها "اللامتعيّن"، بينما اقترح أنكسيمانس أنَّ أصل الكون هو الهواء.

وإذا ما أخذنا برأي طاليس في أن أصل الكون هو الماء؛ فمن أين استمد رائد المدرسة الأيونية هذه الفكرة؟ وكيف اعتقد أنَّ الماء هو جوهر كل شيء في الكون؟

لطالما سطّر البابليون والفراعنة الأساطير حول الماء وألوهيته وعظمته، فلا يمكن التسليم بالادّعاء الغربي أنَّ طاليس هو صاحب الفرضية الأساسية، ولكنَّ الجديد في فكر طاليس أنَّه قدّم تفسيرات منطقية لكون الماء يحمل احتمالية أن يكون أصل الوجود، وهو منهج استقرائي مختلف عن المنهج الأسطوري عند البابليين والفراعنة.

ففي الأسطورة البابلية التي تقول: "في البدء، قبل أن تسمّى السماء وأن يعرف للأرض اسم، كان المحيط وكان البحر".

أمَّا في الثقافة الفرعونية ورد نصّ يعود إلى عهد الأسرة الفرعونية الـ18 (القرن الـ14 ق.م) وبالتحديد خلال حكم (أمنحوتب الرابع/ أخناتون) صاحب الديانة التوحيدية الأولى في مصر القديمة: "في البدء كان المحيط المظلم أو الماء الأول، حيث كان آتون وحده الإله الأول صانع الآلهة والبشر والأشياء".

وبحسب ما نقلهُ إلينا أرسطو عن طاليس، فقد كان تعريفهُ للماء على أنَّهُ إله؛ لأنه يعتقد أن كل ما هو خالد فهو مقدَّس أو إله، وبما أن الماء خالد فلابدَّ أن يكون إلهاً. وذهب طاليس إلى أبعد من ذلك، فافترض أنَّ الأرض ما هي إلا قرص متجمّد يطفو فوق ماء.

ولكن لماذا اختار طاليس الماء كمبدأ أوّل؟ وبأيّ عملية يمكن للماء في رأيه أن يتغير إلى الأشياء الأخرى؟

يرى طاليس ألّا فرق بين هذا الإنسان وتلك الشجرة إلا في كمية الماء الداخل في تركيب كلّ منهما، ثم أنَّ الماء، كسائل، يتحوّل إلى غاز إذا تبخّر، وإذا تجمّد استحال صلباً. والنتيجة أن كل ما في الوجود لا يخرج عن إحدى تلك الصور الثلاث.

  • الاختلاف بين طاليس وأنكسمندريس حول نشأة المادة والعالم الحي:

كان لـ أنكسمندريس الذي تتلمذ على يد طاليس نظرية أخرى مفادها أن أصل الأشياء ليس ماءً أو أيّ شيء آخر من العناصر المسماة كذلك، بل مادة مختلفة غير محددة ولامتناهية، فهي لا محدودة بمعيّن؛ لامحدودة في الكمّ ولا في النوع، هي مزيج من مختلف الأضداد (البارد والحار، الجاف والرطب، الصلب والسائل...) ومنها أتى الوجود، كما أنهُ سمَّى هذا الجوهر بــ"اللامتناهي" أو "اللامتعيّن".

وقد ذهب بتفسيرات أخرى حول أصل الإنسان سبقت نظرية التطور (النشوء والارتقاء) لــ"تشارلز دارون" بنحو ألفي عام، حيث رأى أنسكمندريس أنّ أصل الإنسان هو كائنات كانت تعيش في قواقع ضمن الماء، فلما انحسر البحر لجأت هذه القواقع لليابسة ومن ثم تطورت وارتقت من خلال الدافع الغريزي الذي دفعها للملاءمة بينها وبين العالم الخارجي.

كما ينسب لــ أنسكمندريس القول بفكرة "الأكوان المتعددة" والتي تعني إما كثرة الأكوان المتزامنة مع بعضها البعض في الوجود أو المتعاقبة في وجودها حيث يلحق كل واحد منها الآخر بعد فنائه.

  • أنكسيمانس.. الهواء أصل الكون:

أما أنكسيمانس (نحو 588ق.م- 525ق.م)، فقد خالف طاليس وأنسكمندريس الرأي، معتبراً أنّ الهواء هو أصل الأشياء، ومن الهواء اللانهائيّ صدرت جميع الموجودات، حتى الآلهة، حيث أنّ كلّ شيء في تغيّر، والتغيُّر يتطلب حركة، وطالما أنّ الهواء مبدأ كلّ شيء، بالتالي هو غير محدود ولا نهائي، موجود بذاته ولا يحتاج في وجوده لغيره، وهو مصدر العناصر الأخرى الثلاث (الماء، التراب، النار)، فالهواء وفق رأيه يتحول إلى باقي العناصر بآلية ميكانيكية، مثلاً: عند ضغط الهواء يتشكَّل أولاً الماء، وعند زيادة تكاثفه وضغطه يتشكل التراب.

فسر أنكسيمانس الأمر بأنّهُ "عندما تُخرج هواء من فمك وشفتاك مضمومتان فسيخرج الهواء بارداً، وعندما تُرخي شفتيك وتنفخ فسيكون الهواء ساخناً".

وحول فكرته في أن الهواء هو "إله" بذاته، يقول أنكسيمانس: "الخالق أزلي لا أول ولا آخر له ولا هوية تشبهه. هو مبدأ الأشياء الواحد، ليس كواحد الأعداد". وعلى هذه الركيزة نشأت الفلسفة اليونانية مع حكماء الطبيعة الذين بحثوا عن العلِّة الحقيقية للوجود الذي أرجعوه إلى أصل مادي، فرغم اختلاف معتقدات وتحليلات روَّاد المدرسة الأيونية الأوائل، إلّا أنّهم اتفقوا على أنّ ذلك الأصل هو عبارة عن مادة موجودة في الطبيعية دون الاتفاق في تعيين هذه المادة، وبهذا تمَّ وضع أُسس الفلسفة النظرية لهذا الفكر الجديد، وأصبح روَّاد المدرسة الأيونية "آباء الفلسفة اليونانية". 

  •  الفلسفة السفسطائية:

ظهرت السفسطائية، وعلى رأس فلاسفتها: "بروتاغوراس" (487ق.م- 420ق.م) و"جورجياس" (480ق.م- 375ق.م)، الذين سَخِروا من الاهتمام بالقضايا الميتافيزيقية (الدينية/ الأسطورية) وركزوا اهتمامهم على السياسة والفصاحة والنجاح الدنيوي، وأصبح معيار الحق والعدل لديهم مرتبط بمدى قدرة الإنسان على المناظرة والجدل والمواهب الخطابية في إقناع الجماهير. وقد شككوا في إمكانية تحصيل المعرفة، وكانوا على ثلاثة آراء، هي:

  1. اللاإدارية: هم الذين يشكّون في إمكانية معرفة وجود الأشياء وخواصها، فيعتبرون أنَّ التوصل إلى اليقين أمر مستحيل، واختلفوا حول كون الحواس والعقل مصادر موثوقة للمعرفة، وهكذا يمتنعون عن الجزم بأيّ شيء.
  2.  العِنادية: هم الذين يقولون إنَّ أي قضية بدهية أو نظرية لا بدَّ أن من وجود ما يعارضها، فكانوا يجزمون بأنَّه لا توجد حقائق في الكون.
  3.  العِندية: أنكروا حقائق الأشياء، وزعموا أنَّه لا توجد حقيقة موضوعية، فما يراه أي شخص على أنه موجود، فهو موجود عنده فقط، ولا يصبح موجودًا عند الآخر حتى يراه ذلك الآخر، فالوجود والعدم والحق والباطل والمعايير كلها نسبية تتعلق بكل شخص على حدة، وهو ما يلخصه بروتاغوراس بقوله: "الإنسان هو معيار كل شيء".

ومع أن النزعة الشكّية انتشرت في اليونان وكادت أن تخرّب العقول، إلّا أن الفيلسوف سقراط تمكَّن من الردِّ عليهم وتسخيف منهجهم بالشك الذي ينفي اليقين ويجعل المعرفة أمرًا مستحيلًا، بل ويترك معيار الحكم على الأخلاق والمعارف إلى الفرد ذاته بنسبية مطلقة.

المرحلة الثانية: سقراط والبحث عن الحقيقة الداخلية للإنسان

بدأ سقراط (470ق.م- 399ق.م) بفلسفتهُ الجديدة التي جاءت مناقضة تماماً للمرحلة السابقة، حيث انتهج منهجًا جديدًا في البحث والفلسفة، وكانت إحدى دعواتهِ البحث عن الحقيقة الداخلية للإنسان، ومن أشهر أقوالهُ في هذا الموضوع: "اعرف نفسك بنفسك".

فاكتشف سقراط أنّ الإنسان يعلن امتلاكه للمعرفة، من دون إدراكه للجهل الذي يمتلكه في الحقيقة، واعترف بأنّه على بيّنة بجهله على عكس الآخرين، بالإضافة إلى ذلك ارتكزت فلسفتهُ إلى البحث عن الحكمة في السلوكيّات المختلفة، التي تساعد على تحسين الأفكار والأخلاق للناس في أثينا، وعلى هذا أفنى عمره في مناقشة قضايا العدالة والتقوى بين المواطنين.

وهنا كانت شهرة أسلوبهُ القائم على الجدال والتهكُّم؛ حيث كان يذهب إلى السوق وُيناقش المارِّين هناك في موضوعات عميقة كالحياة والموت؛ وذلك عن طريق طرحه أسئلةً يدَّعي بأنّه لا يعلم شيئًا عنها، وأكثر ما يريده هو تعلُّم الحكمة منهم.

كان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عُرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية، أو كما تعرف بـ "الماجيوتيكس" أي فن توليد الفكرة.

 طبّق سقراط منهجه بشكل عام في فحص المفاهيم التي بدت مفتقرة إلى أي تعريف محدد مثل: المفاهيم الأخلاقية الأساسية في ذلك الوقت، فضائل التقوى والحكمة، والاعتدال، والشجاعة، والعدالة.
حيث أنَّ "الشجاعة والعدالة" أساس نهجهُ الذي دعا من خلاله إلى فكرة أن الحكَّام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة من يتم انتخابهم، ما جعل هيئة المحلّفين تصدر عليه حكماً بالإعدام، وقالت في حيثيات الحكم: "إن سقراط يحمل تهمتين: الأولى هي استقطاب الشباب والدعوة إلى أفكاره والثانية رفضه الإله زيوس وعدم إيمانه به".

نفّذ سقراط حكم الإعدام وشرب من كأس الشكران المسمومة، وحتى القطرة الأخيرة ظل هادئًا وساكنًا، وعندما بدأ أصدقاؤه في البكاء كانت كلماته الأخيرة: "يا كريتو إنّنا ندين بــ (ديكٍ) لـ (إسكليبيوس)" حيث جرت العادة في ذلك الوقت على التضحية بديكٍ لإله الطب (إسكيليبوس) إذا تعافى شخص ما من المرض. ويمكن فهم حديث سقراط على أنَّ موت جسده كان بمثابة الشفاء لروحه وأفكاره، إذ ترك وراءه جيلاً من التلاميذ الذين حرصوا على حفظ وتعلّم أقواله وأفكاره، وإيصالها للعامة لتصبح خالدة للأجيال اللاحقة.


من المصادر:
  1. تاريخ الفلسفة اليونانية , يوسف كرم ,2012
  2. الفلسفة اليونانية , د . عبد الجليل كاظم الوالي 2009
  3. https://iep.utm.edu/aristotl/
  4. https://www.syr-res.com/article/16465.html
  5. https://www.newworldencyclopedia.org/entry/Sophists