icon
التغطية الحية

الغارديان: إعادة تدوير الركام قد تساعد في إعمار سوريا

2023.04.01 | 12:10 دمشق

zxcv
دمرت الحرب السورية 130 ألف مبنى
The Guardian - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يمكن وبكل أمان إعادة تدوير الركام الخرساني للمباني المدمرة في سوريا ليتحول من جديد إلى خرسانة بحسب ما كشفه العلماء، وهذه الخرسانة الجديدة يمكن أن تستخدم لإعادة بناء هذا البلد الذي دمرته الحرب بصورة أسرع وأرخص وأكثر صداقة مع البيئة.

فسوريا التي ضربها زلزال هائل في شهر شباط الماضي أصبح لديها كم كبير من الركام الخرساني يقدر بنحو 40 مليون طن، بيد أن العائق الأكبر أمام إعادة تدوير تلك النفايات هو إلى أي مدى يمكن ضمان متانة الخرسانة الجديدة وأمانها عند استخدامها كخرسانة مسلحة مصنوعة على الطريقة المتعارف عليها.

أوضح علماء سوريون وبريطانيون وأتراك بأن استخدام الخرسانة المعاد تدويرها بدلاً من نصف كمية خلطة الخرسانة الجديدة لن يؤثر على أداء المبنى بشكل كبير.

وتلك هي المرة الأولى التي تبدي فيها خرسانة مصنوعة من ركام المباني التي دمرتها الحرب حالة أمان، فقد تم إنتاج الخرسانة عبر إعادة تدويرها قبل ذلك في أماكن أخرى، إلا أن الاختبار هنا مطلوب في كل منطقة، نظراً لوجود اختلافات بصناعة الخرسانة بين منطقة وأخرى.

دمر في سوريا منذ 2011 أكثر من 130 ألف مبنى، 70% منها بني من الخرسانة المسلحة، وعندما سينتهي النزاع في نهاية المطاف، من المرجح للملايين من النازحين أن يعودوا، ما يعني أنه بات من الضروري إيجاد السبل لتخفيض تكاليف عملية إعادة الإعمار وزيادة سرعتها.

أشرف على هذه الدراسة الأستاذ عبد القادر رشواني، وهو خبير بالخرسانة من جامعة الشام بحلب التي دمر فيها 40% من المباني.

Researchers at work.

باحثون منهمكون في عملهم

نزح رشواني بسبب الحرب إلى مدينة غازي عنتاب التركية، فصار لزاماً عليه قطع مسافات طويلة وشاقة يومياً حتى يصل إلى سوريا ويقوم باستكمال العمل الميداني من أجل المشروع.

وعن ذلك يقول: "من واجبنا مساعدة الناس هناك، فالكثيرون بحاجة لمساعدتنا، ولهذا توجهنا إلى هناك ونسينا كل العواقب السيئة، وبدأنا اليوم في التوجه إلى بعض المجالس المحلية لمساعدتها على وضع بعض الخطط من أجل المستقبل، إذ بوسعنا على الأقل أن نسعى لجعل هذه المنطقة أكثر أماناً مع محاولتنا منح الناس بعض الأمل".

أما الدكتور ثيودور هانين من جامعة شيفيلد بإنكلترا، والذي شارك فريق البحث أيضاً، فيقول: "لقد خلفت الحرب للأسف الكثير من الأبنية المدمرة، والآن بعد وقوع الزلزال المدمر زاد عدد الأبنية التي تدمرت أو تضررت في شمال البلاد، فقد يرغب الناس بإعادة بناء المناطق المدمرة، ولهذا يمكن لإعادة التدوير أن توفر كثيراً في عمليات النقل، بدءاً من تلك التي ستحمل المواد الخام والتي تترتب عليها أعلى كلفة عادة، كما أنه من المستحيل تأمين الكمية الكاملة من خليط الخرسانة، أي إن الناس في سوريا ليس بين أيديهم أي شيء حالياً".

استعان البحث الذي نشر في مجلة مواد الهندسة المدنية بالركام المأخوذ من المباني المدمرة في 10 مواقع داخل مدينة الباب وما حولها، وهذه الخرسانة مصنوعة من خليط مؤلف من قطع صغيرة من الحجارة والرمل والإسمنت والماء.

 

A devastated building in Syria.

نصف عدد المباني في حلب مدمرة

بدأت عملية الاختبار عبر سحق الركام، وإزالة الفولاذ أو قطع النسيج والقماش منه ثم غسل الخليط الناتج، بحيث تحتوي المادة التي تنتج بعد الغسل على رمال وإسمنت، وهذا ما تجري دراسته في الوقت الراهن للتأكد من إمكانية استخدامه من جديد.

هذا ولقد استخدمت خلطة الخرسانة المعاد تدويرها بدلاً من 50% من الخليط العادي لصناعة خرسانة جديدة، كما أجريت اختبارات شد وضغط على المادة لمعرفة مدى متانتها، ومدى تشربها للمياه ولثنائي أكسيد الكربون والكلور، إذ يمكن لهذين الغازين أن يشكلا حموضاً قد تتسبب بظهور الصدأ على الفولاذ المستخدم لتسليح الخرسانة.

وقد اجتازت الخرسانة التي تحتوي على خليط معاد تدويره كل الاختبارات وهذا ما دفع الباحثين للقول بأن الإجراء الذي اعتمدوه يمكن أن يستخدم في عمليات إعادة الإعمار في دول أخرى بعد الحروب والكوارث، كما يمكن الاستعانة بالخليط المعاد تدويره لسد الحفر التي خلفها القصف إلى جانب استخدامه كأساس لمد الطرق.

ومن جانبه، ذكر الباحث هانين بأن التعاون مع علماء سوريين له فوائد كبيرة، حيث قال: "لقد أنجزنا الكثير، إذ إن أروع ما في هذا المشروع هو أنه يقوم على شيء بوسعهم استخدامه مستقبلاً ليغيروا واقعهم".

المصدر: The Guardian