icon
التغطية الحية

"العيد الأقسى".. السوريون في الأردن يستقبلون عيد الفطر | صور

2022.05.03 | 16:43 دمشق

whatsapp_image_2022-05-01_at_10.02.11_pm.jpeg
أسواق مخيم الزعتري في عيد الفطر (خاص تلفزيون سوريا)
عمّان - بديعة الصوان
+A
حجم الخط
-A

يستقبل اللاجئون السوريون في الأردن عيد الفطر هذا العام بعد عامين من شبه إغلاق تام بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، إلا أن الغلاء الفاحش في الأسعار ما بعد الجائحة وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية، أثقل كاهلهم ليكون هذه العيد من أقسى الأعياد التي مرت عليهم منذ 11 عاما من اللجوء.

وعلى وقع الارتفاع المتواصل في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية وارتفاع معدلات التضخم دفع الكثير من العائلات السورية إلى الإحجام عن شراء كسوة العيد والتخلي عن بعض العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها مثل شراء الحلويات كالغريبة والبرازق وكعك العيد.

 

من أجواء عيد الفطر في مخيم الزعتري (خاص تلفزيون سوريا)

الغلاء يقلص أجواء العيد

"العيد هذه السنة الأقسى علينا من السنوات الماضية، أسعار مرتفعة وجودة الملابس رديئة، أصغر طفل كسوته ب 30 دينارا أردنيا (40 دولارا أميركيا) وعندي أربعة أطفال يا بناكل خبز أو نشتري كسوة العيد" بهذه العبارة بدأ عمر الصفدي (26 عاما) لاجئ سوري في مخيم الزعتري حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا عن الغلاء الذي تشهده الأسواق الأردنية حيث يبلغ قيمة دخله الشهري 250 دينارا أردنيا وهي بالكاد تؤمن مأكل عائلته ومشربهم على حد تعبيره.

لم تستطع نورة محمد (50 عاما) لاجئة سورية في أحد المخيمات العشوائية في شمال محافظة المفرق  شراء كسوة وحلوى العيد هذا العام لأطفالها السبعة وفي حديثها لـ موقع تلفزيون سوريا "مثل هالسنة ما شفنا، حتى البالة ما قدرنا نشتري منها، حيلتنا الوحيدة الكوبون الغذائي".

التقشف بات أسلوب حياة

اعتادت نورة على صناعة كعك العيد في المنزل منذ قدومها إلى الأردن عام 2016 باعتباره من أهم أجواء العيد في سوريا، تقول "هي السنة انحرمنا من أجواء وجمعة عمل الكعك بالبيت مواده كثير غالية". 

الأمر مختلف بالنسبة لـ أنعام آيس (48 عاما) من مخيم الزعتري، حيث تعتبر أن كعك العيد من أهم الطقوس والموروثات السورية، وبالرغم من الإمكانيات الصعبة إلا أنها ما زالت تحافظ عليها، فقتول لـ موقع تلفزيون سوريا "بحاول أتمسك بكل الطقوس يلي كنا نعملها بسوريا، بعمل كعك العيد بس بمواد أسعارها معقولة وأستبدل الفستق الحلبي بعجوة نوعية جيدة تفي بالغرض وبكميات بسيطة".

لا تتصور سعدية أرشيدات (35 عاما) من مخيم الزعتري أجواء العيد دون عائلتها الموجودة في سوريا إلا أنها تحاول قدر الإمكان أن تحيي فرحة العيد عند أطفالها، في حديثها لموقع تلفزيون سوريا "نفتقد لأجواء العيد، وتجمع العائلة والأقارب في مكان واحد وإمكانيات مادية جيدة، أما اليوم فعايشين على الله وعلى الكوبونات".

وتضيف "اللاجئ بات يستبدل أفضل أنواع الحلويات بأرخصها ومحاولات لتقليصها، نبحث عن الملابس الأقل سعراً لنحيي فرحاً خالصا لوجه الله على الأقل عند أطفالنا".

 

جانب من محال بيع الحلويات في الأردن (خاص تلفزيون سوريا)

 العيد الأقسى على اللاجئين

وفي دراسة لجمعية حماية المستهلك أعدتها بداية العام الحالي 2022، أظهرت ارتفاع أسعار ما يقارب 47 سلعة غذائية بنسبة بلغت 17.8% عن الفترة ذاتها من عام 2021، مؤكدة تسجيل أيضا ارتفاعات متتالية لبعض المواد الغذائية.

رئيس جمعية حماية المستهلك الأردنية محمد عبيدات يقول لـ موقع تلفزيون سوريا: "عند زيادة الطلب تزداد الأسعار، كما أن الوضع الدولي وزيادة تكاليف الشحن تزيد الأعباء على التجارة، وتنعكس بصورة مباشرة على كل من يقيم في المملكة".

ويضيف عبيدات: "هذا العام والعامان الماضيان من أقسى السنوات اقتصادياً على الأردنيين واللاجئين، لا بد من أن تكون هناك جهود حكومية حثيثة لمراقبة ارتفاع الأسعار في الأسواق الأردنية في كافة المحافظات". 

الخبير الاقتصادي مازن أرشيد يقول لـ موقع تلفزيون سوريا هذا العام يختلف عن أي عام مر، حيث يواجه العالم أزمة عالمية غير مسبوقة ويتطلب الأمر تقشفا وتكيفا مع هذه الأزمة.

ويعزو أرشيد الارتفاع في الأسعار إلى التضخم والحرب الروسية الأوكرانية والخلل في سلاسل التوريد بعد جائحة كورونا، ما جعل اللاجئين يعيشون أسوأ أزمة اقتصادية أدخلتهم بمعاناة حقيقة.

ويرى أرشيد اللاجئين في الأردن اليوم بحاجة لإيرادات مالية أكبر ودعم مالي وعيني أكثر من أي وقت مضى مقارنة بالسنوات الماضية بسبب ارتفاع المواد الغذائية والسلع الأساسية لأعلى مستوياتها الاقتصادية، في الوضع الحالي الأسعار في أعلى مستوياتها القياسية واللاجئ هو المتضرر الأكبر.