icon
التغطية الحية

العملات المشفرة تساهم في هروب نساء عناصر تنظيم الدولة من الهول

2020.11.30 | 17:42 دمشق

صورة جوية لمخيم الهول بريف الحسكة شرق شمالي سوريا أيار 2019 - مصدر الصورة وكالة هاوار.jpg
إندبندنت - ترجمة وتحرير ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

من داخل أسرار خيمتها في مخيم مترامي الأطراف بشمال شرق سوريا، تقوم سارة وهي أوروبية مرتبطة بتنظيم الدولة بإرسال رسائل للناس في مختلف بقاع العالم بكل عصبية وهي تستجدي منهم ليرسلوا لها الأموال، حيث كتبت في تطبيق مشفر من مخيم الهول الصحراوي التعيس الذي يؤوي 65 ألف شخص بينهم أسر عاشت فيما كان يعرف باسم دولة الخلافة: "أحتاج فقط إلى 15 ألفَ دولار لأهرب إلى تركيا أو إدلب أو أي مكان آخر"، ثم تضيف وقد خالط نبرتها شيء من اليأس: "لدي 2000 دولار، أعرف أن هذا المبلغ كبير، ولكن هل بوسعكم تأمين أي شيء آخر؟"

خلال الشهرين الماضيين، استطاعت صحيفة إندبندنت من تحديد مسار الأموال التي ترسل من غرف الجلوس في مختلف أنحاء أوروبا، وجنوب شرق آسيا وغيرها، لتصل إلى أسر وعائلات المجاهدين الهاربين من المخيمات التعيسة في المناطق التي تسيطر عليها قسد في سوريا.

وقد كشف التحقيق عن وجود نساء، بينهن بريطانيات، يترأسن عمليات جمع التبرعات تلك التي تديرها شبكات مرتبطة بتنظيم الدولة وذلك باستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي ونظم التمويل غير التقليدية مثل العملات الإلكترونية وتطبيقات التحويلات المالية لتوريد الأموال للمهربين.

وقد تحدثنا إلى عدة نساء أوروبيات مرتبطات بتنظيم الدولة ممن كن وراء تلك المخططات، بينهن نساء داخل مخيم الهول، ومخيم الروج وهو أصغر وأشد حراسة من المخيم السابق، بالإضافة لإجرائنا مقابلات من نسوة هربن وانتقلن للعيش اليوم في شمال غرب سوريا، أو في تركيا، أو خارج تلك الدول.

ولقد قمنا أيضاً بمراجعة وصولات تحويل الأموال إلى جانب مئات الرسائل المرسلة عبر قنوات تيليغرام وصفحات فيسبوك التي تم إنشاؤها لدعم عمليات جمع التبرعات.

إن الأساليب الجديدة سهلت وسرعت عملية وصول الأموال بالنسبة لتلك النسوة ونقلها إلى المهربين في سوريا ليقوم هؤلاء بدورهم برشوة المسؤولين الأمنيين حتى يسهلوا عملية هروب تلك النسوة.

وقد كانت سارة من بين النسوة المرتبطات بتلك الجماعة الجهادية، كما كانت تستعين بأدوات التمويل الإلكترونية حتى تجمع المال اللازم لهروبها.

فقد انتشرت قصتها في بداية الأمر ضمن نداء عام عبر مختلف منتديات المراسلة المختلفة سواء في سوريا أو تلك التي تدعم تنظيم الدولة خارج سوريا وكذلك عبر القنوات الموجودة على تطبيق تيليغرام الشائع والتي تسعى عادة لطلب الأموال للمساعدة على تهريب عائلات الجهاديين وإخراجهم من مخيم الهول ومن مخيم آخر أشد حراسة يعرف باسم مخيم الروج.

وتتراوح تكلفة إخراج أوروبية مع أبنائها من المخيمين ما بين 12.500 دولار إلى 25 ألف دولار، كما أن حماية المتبرعين مضمونة حسب زعم من يقومون بجمع تلك التبرعات، إذ تقول أحدهن ممن ارتبطت بتنظيم الدولة وتقوم بإدارة شبكة واسعة في أوروبا وغيرها: "إنك لن ترسل المال إلى سوريا مباشرة، إذ بوسعك أن ترسل الأموال عبر بيتكوين أو ويسترن يونيون لشقيقات ثقات في دول أخرى، ليقمن بتحويلها إلى تركيا قبل أن تصل إلى سوريا وتحديداً إلى الشخص الموجود في مكتبنا والذي سيقوم بإرسالها لنا".

 

طريقة بسيطة للغاية

تقوم نساء بينهن بريطانيات يزعمن أنهن هربن من هذين المخيمين بالاستعانة بحساباتهن على فيسبوك أو تيليغرام لنشر الدعوات الأولى، ثم يدرجن حسابات على Paypal أو ويسترن يونيون، بالإضافة إلى تطبيقات تحويل أموال أخرى أقل شهرة مثل Tikkie.me بما يسمح بإرسال الأموال عبر واتساب أو التطبيق الروسي كيوي.

وأصبحت العملات الإلكترونية مثل بتكوين ومونيرو تستخدم بكثرة مع تذمر جامعات التبرعات من تعرض حساباتهن على Paypal للإغلاق، كما أن العملية هنا أسهل، إذ يمكن إرسال قسائم العملة الإلكترونية عبر تطبيقات مراسلة مؤمنة ليتم تحويلها إلى نقد من خلال مزايدات تتم عبر الشابكة.

كما لن تثير شبكات جمع الأموال والتبرعات أية شكوك عبر دفع المتبرعين إلى تقسيم الدفعات إلى مبالغ أصغر أو تحديد سبب تلك التحويلات الكبيرة بأنه: دفعة بدل لقضاء عطلة.

عندئذ يتم غسل الأموال بطريقة فعالة، حيث يتم دفعه لشبكة موجودة في المنطقة التي يوجد فيها المتبرع، ويشمل ذلك المملكة المتحدة أو أوروبا وأحياناً جنوب شرق آسيا، ومناطق أخرى مثل روسيا، وذلك قبل تحويلها مباشرة إلى سوريا، أو أحياناً إلى تركيا ثم سوريا، حسبما ذكرت من تقمن بجمع التبرعات لصحيفة إندبندنت.

فقد شرحت فيرا ميرونوفا وهي عضو زائر في جامعة هارفارد وخبيرة بشؤون المخيمات في سوريا بأن التحرك باتجاه عملية أكثر عنفاً تقوم على جمع التبرعات عبر الشابكة أتى في مرحلة متأخرة نسبياً عندما أدركت النسوة أن جمع الأموال ليس بالأمر الصعب.

وتقول السيدة ميرونوفا: "إنهن لسن بحاجة لشبان مقيمين في أوروبا أو سوريا للقيام بذلك من أجلهن، فقد أدركن بأنهن بوسعهن أن يقمن بذلك مباشرة. وأصبحن يحاولن اليوم جمع الأموال لتأمين عمليات الهروب لأنفسهن دون عملية معقدة يدخل فيها وسيط ذكر".

هذا ولقد وجه مركز معلومات روجافا الذي يقوم بمراقبة محاولات الهروب من المخيم بإعادة توجيه بعض الرسائل التي تم اختراقها، والتي تؤكد ما توصلت إليه صحيفة إندبندنت.

ثم حدثنا الباحث روبين فيلمينغ من هذا المركز بأنه من المستحيل معرفة عدد من تمكن من الهرب، إلا أن المحاولات آخذة بالازدياد.

وفي هذه الأثناء تقوم قنوات ومجموعات على فيسبوك تطالب بتبرعات بنشر قصص محزنة باللغة الإنكليزية والألمانية والروسية هدفها الوصول لمن يتعاطف معها من الرجال على أوسع نطاق. ومع كل دعوة لجمع التبرعات ثمة ما يتخللها من مزاعم مسعورة حول المعاناة والجوع والانتهاكات التي تتعرض لها تلك النسوة على يد الكفار والكرد الملحدين.
إذ كتبت إحدى المشهورات ممن يقمن بجمع التبرعات: "أرجوكم ساعدوها... حتى ولو بمبلغ 10 دولارات" ثم نشرت صورة لامرأة في مخيم الهول وهي تمسك برسالة كتبت بخط اليد تطلب فيها سبعة آلاف دولار.

وتدعي تلك المرأة التي تقوم بجمع الأموال بأنها هي نفسها هربت من مخيم الهول وتقول: "إن الكرد يضربونها أمام أولادها، وهذه العائلة أولوية، لأن أفرادها مطلوبون".

كما أن تلك النسوة يقمن بتوبيخ الرجال الذين لا يتبرعون بأي شيء، حيث ورد في رسالة عن امرأة تحاول الهرب من مخيم الهول ما يلي: "فكروا بزوجاتكم وشقيقاتكم وأمهاتكم، ما الذي ستفعله إن كانت زوجتك في ذلك المخيم؟"

فيما تستصرخ إحداهن كل المجتمع الإسلامي فتقول: "يا رجال الأمة! ماذا دهاكم؟ أين رجولتكم؟ أين شرفكم؟" وذلك في رسالة كتبتها امرأة في مخيم الروج.

ظروف لا إنسانية

إن الباعث المحفز لموجة جمع التبرعات هذه هو اليأس.

إذ بعد مرور أشهر طويلة على هزيمة تنظيم الدولة وانهيارها في شهر آذار المنصرم، تدهورت الظروف الإنسانية داخل المخيمين وكذلك الوضع الأمني فيهما.

وقد ذكرت السلطات الكردية التي تدير هذين المخيمين بأنها لا تمتلك الموارد التي تساعدها على حراسة هذا العدد الكبير من الناس، وقد طلبت أكثر من مرة من الدول الغربية أن تقوم بمساعدتها عبر إجلاء مواطنيها.

وبحسب ما أورده مركز معلومات روجافا الذي يحصي عدد الحوادث في شمال شرق سوريا، فقد قتل في مخيم الهول لوحده ثلاثة عراقيين على الأقل خلال الشهر الماضي في هجمات بالأسلحة النارية.

فيما اعترف مسؤولون في المجال الإنساني لصحيفة إندبندنت بعدم قدرتهم على الوصول إلى عدة أجزاء في مخيم الهول بسبب خطورتها.

ومع تفشي جائحة فيروس كورونا، قطعت الحدود التي تم إغلاقها شريان الحياة الرئيسي الذي يقدم المعونات لشمال شرق سوريا، ولهذا وصفت الأمم المتحدة الظروف هناك بالمرعبة واللاإنسانية.

وبسبب ذلك ويضاف إليه التشديد الأمني، ظهرت موجة تمثلت بمحاولات الهروب من المخيمين بحسب ما ذكرته امرأة أوروبية تستخدم الاسم الحركي: أم أحمد، بعدما نجحت بتهريب نفسها خارج مخيم الهول قبل أشهر قليلة.

وكغيرها من الهاربات، أصبحت هذه المرأة تعيش اليوم مع أسرتها في إدلب، تلك المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا، وتعتبر آخر جيب من الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة في تلك البلاد.

فيما نجحت أخريات بينهن توبا غوندال وهي طالبة سابقة في جامعة غولدسميث ومتهمة بتجنيد الناس لصالح تنظيم الدولة، بالانتقال إلى تركيا.

الهروب

ذكرت لنا أم أحمد أن هروبها إلى إدلب استغرق ثلاثة أسابيع وكلفها آلاف الدولارات التي دفعت كرشى، فقد سافرت في بداية الأمر إلى سوريا من أوروبا عندما كانت في أواسط العشرين من عمرها، وتزوجت رجلاً انضم لتنظيم الدولة، ثم استقرت في الرقة. وعندما سقطت دولة الخلافة، ألفت نفسها في مخيم الهول حيث التقت بزهراء وسلمى هالان وهما بريطانيتان انضمتا لتنظيم الدولة، واللتان اشتهرتا باسم: "توءم الرعب في مانشستر"، لكنهما انتقلتا إلى مخيم الروج.

وبالرغم من هروبها من المخيمين، إلا أنها لا تريد أن تعود إلى أوروبا، لأنها ستسجن وسيتم إبعاد أولادها عنها، كما تساورها شكوك كثيرة وعميقة بل وحقد دفين تجاه الغرب.

 

وقد ذكرت بأن كثيرات مثلها قررن الهرب بعدما أعلن مسؤولون كرد عن نيتهم إطلاق سراح ما يقارب من 20 ألف مواطن سوري من مخيم الهول لم توجه لهم اتهامات بارتكاب جرائم عنف، وذلك حتى يقللوا من أعداد القاطنين في المخيم، مما لابد وأن يصعب عمليات التسلل في غفلة عن أعين الحرس.

لذا وفي محاولة لتشديد الأمن في ذلك المخيم، خطط الكرد لنقل عدة آلاف من الأجانب الأكثر تطرفاً إلى قسم جديد في مخيم الروج، حيث تصبح محاولات الهرب ضرباً من المستحيل، كما أن الهواتف النقالة ممنوعة هناك.

وتعلق أم أحمد على ذلك بالقول: "هذا يعني بأن الجميع يريد الخروج من مخيم الهول، قبل فوات الأوان".

بيد أن الطريق الذي سلكته أم أحمد للخروج من مخيم الهول سرعان ما افتضح أمره، مما جعل عمليات الهرب أصعب بكثير الآن حسب قولها.

أما عملية هروبها فقد نظمتها مجموعة من الرجال تشير إليها باسم الإخوة وأميرهم الذي كان عليه أن يتجنب جماعات مثل هيئة تحرير الشام المنافسة لتنظيم الدولة. وقد قامت تلك المجموعة بجمع التبرعات من أجل أم أحمد، لكنها اليوم أصبحت تترأس عمليات جمع التبرعات عبر PayPal لتطعم أولادها وتؤمن كسوتهم خلال فترة إقامتهم في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا حيث تقيم مجموعات عدة جهادية وفصائل للثوار.

وتخبرنا أم أحمد بأن رحلتها بدأت عبر دفع المال لحارس في المخيم، حتى تتمكن من الهروب مع أولادها خارج الملحق المخصص للأجانب وذلك عبر المركز الطبي التابع لمخيم الهول. وبمجرد وصولها للقسم المخصص للعائلات السورية، الذي تضعف فيه الرقابة والحراسة، تسلقت مع أولادها وصعدت على متن شاحنة للماء فنقلتهم إلى قارب نقلهم بدوره إلى هذا المكان، وتعلق أم أحمد على ذلك فتقول: "كنت محظوظة بخروجي عندما فعلت ذلك".

وذلك لأن الكثير من الأجنبيات من أمثال سارة لم يبارحن مخيم الهول، وهن متلهفات للخروج قبل أن يتم نقلهن إلى مخيم الروج.

وبالرغم من منع الهواتف النقالة وزيادة التشديد الأمني، تقوم إحدى النساء اللواتي يعشن حالياً في مخيم الروج، ولنسمها اليوم خديجة بإدارة شبكة لجمع التبرعات لصالح النساء من أجل الهرب من كلا المخيمين وذلك بالاعتماد على العملات الإلكترونية، وقد اعترفت تلك المرأة بذلك عندما قالت: "أصبح الهروب من كلا المخيمين أمراً غاية في الصعوبة خلال الأشهر القليلة الماضية" وأضافت بأنهن يعانين من مشقة كبيرة في رشوة الحرس، إلا أنهن مازلن يجمعن الأموال حسب وصفها.

 وتخبرنا تلك المرأة بأن خيامهن في الروج تصلها الماء والكهرباء في حين أن ارتداء الحجاب الإسلامي الذي يغطي الوجه ممنوع هنا كما أن التشديد الأمني فظيع، ولهذا تقول: "إن الروج أشبه بسجن... أما الهول فهو قرية كبيرة، لذا فإن الهروب منه أسهل".

قبل فوات الأوان

خوفاً من ازدياد محاولات الهرب، تواصل قسد التي تدير هذين المخيمين التوسل للغرب ليقوم بإجلاء مواطنيه إلا أن عدداً قليلاً من الدول الأوروبية قد استجاب لتلك المطالب.

ثم إن الأعداد الدقيقة لعمليات الإجلاء ليست معروفة، فقد علمت إندبندنت بأنه تم ترحيل أربعة بريطانيين، جميعهم أطفال إلى بلدهم، بالرغم من أن منظمات حقوقية تقدر عدد القاصرين البريطانيين الذين مايزالون موجودين في هذين المخيمين بما لا يقل عن 60 قاصراً.

وفي الحقيقة لم تتم إعادة سوى عدد قليل من الغربيين إلى بلادهم، معظمهم كانوا من الأطفال الذين لا يرافقهم أحد أو الذين تم فصلهم عن أمهاتهم.

وحول ذلك يعلق ميرفان قامشلو وهو قائد لدى قوات سوريا الديمقراطية الكردية بالقول: "الدعم الدولي غير موجود في أغلب الأحيان"، وأضاف بأن الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، فلا أحد يستجيب للمناشدات التي تطالب بمد يد العون في إنشاء محكمة دولية في شمال شرق سوريا لمحاكمة المرتبطين بتنظيم الدولة على أقل تقدير.

أما حنا نيومان التي تمثل ألمانيا في البرلمان الأوروبي والتي أصبحت أول عضو فيه يزور الهول خلال هذا الشهر فقد قرعت ناقوس الخطر بالنسبة لمحاولات الهرب وذكرت بأنه يتعين على الدول الأوروبية أن تفكر بدعم المحاكمات التي يجب أن تتم برقابة دولية وذلك بحق مواطنيهم الموجودين في شمال شرق سوريا والتي من المزمع أن تجري مع بداية السنة المقبلة.

كما أعلنت أنها تخاف من أنه كلما طالت مدة مكوثهم في المخيم، فلابد وأن يصبحوا أكثر تطرفاً إلى أن يأتي اليوم الذي يهربون فيه.

ولهذا تقول: "هل نريد أن يخضع الأشخاص المتحتجزون بسبب ارتباطهم بتنظيم الدولة إلى محاكمات عادلة ولبرامج إنهاء التطرف حتى يصبح تعقبهم ومن ثم إعادة دمجهم في المجتمع أخيراً أمراً ممكناً؟ أم أننا نتركهم في الحبس إلى أن يتم إطلاق سراحهم أخيراً أو هربهم؟ عندها لن تكون لدينا أدنى فكرة حول ما يمكن أن يفعلونه، في الوقت الذي سيمثل فيه هؤلاء خطراً كبيراً كما هي حالهم اليوم على الأقل، بل لعلهم قد يصبحون أكثر تطرفاً".

ولهذا طالبت الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بتوحيد الجهود لرسم نهج مشترك قبل فوات الأوان.

فقد ذكرت النسوة المرتبطات بتنظيم الدولة اللواتي أجرت إندبندنت مقابلات معهن بأن مشاعرهن المعادية لبلادهم قد زادت حدة خلال السنوات القليلة الماضية، ولهذا أبدين آراء منحرفة تجاه ما يتعرض له المسلمون في الغرب، ووصفن دولاً مثل فرنسا بأنها تمارس القمع العنيف ضد الملتزمين بدينهم كما تقوم بحبسهم. وعبرن عن خوفهن من تعرض أولادهن للوثة الكفر أو غسل الدماغ بسبب تأثير الدول الغربية.

وبالعودة إلى قنوات تيليغرام سنجد من يقمن بجمع التبرعات وقد أصبحن أكثر انشغالاً عما كن عليه في أي وقت مضى، إذ أصبحن يرسلن سيلاً من الصور لمخيم الهول وهو تحت الأمطار بالإضافة إلى صور الأسيرات المحررات مرفقة بأبيات من الشعر الرديء.

وبعد إرسال صورة لامرأة ترتدي قفازين أسودين وهي تحمل لافتة كتب عليها: "حرية" نشر أحد القراء: "لا يوجد مبلغ أقل من ذلك، ولا أغلى منه، فهو عبارة عن دولار واحد فقط".

المصدر: إندبندنت