icon
التغطية الحية

العلاقات الروسية الإسرائيلية.. حديثة العهد وسوريا تقرب الحدود

2021.11.19 | 19:27 دمشق

via-reuters-wrn-bn-hqwn_yyl-mrgwlyn-gyny-960x640.jpg
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت (يسرائيل هايوم)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تحتفل روسيا وإسرائيل بمرور 30 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما، واستضافت جامعة بن غورين الإسرائيلية مؤتمراً للاحتفاء بهذه المناسبة حضرته شخصيات عامة وسياسية من البلدين وإضافة لشخصيات علمية ودبلوماسيين.

وذكرت وكالة "تاس" الروسية، أن السفير الروسي لدى تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، شارك في المؤتمر، ومن الجانب الإسرائيلي حضر وزير الإسكان زئيف إلكين، عراب العلاقات في تل أبيب مع الكرملين.

وقال السفير الروسي، قبل 30 عاماً، افتتحنا فصلاً جديداً في علاقاتنا، وخلال هذه السنوات الثلاثين لم يحدث ما يعكر صفوها، بل على العكس ازدادت قوة في الفترة الأخيرة.

وأشار فيكتوروف، إلى قمة "سوتشي" بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الشهر الماضي، التي اتفق فيها الجانبان على استمرار العلاقات وتحسينها.

وصلت العلاقات الروسية الإسرائيلية أوج ذروتها خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة التنسيق بين بوتين ونتنياهو، في الملف السوري، لدرجة أن إسرائيل تتعامل مع روسيا على أنها "جارتها الشمالية" التي تحسب لها الحساب.

وأضاف السفير الروسي، هناك اهتمام مشترك بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، وخاصة في التقنيات الجديدة والابتكارات، مشيراً إلى أن هناك جهوداً كثيفة يبذلها البلدان تحضيراً للاجتماع القادم للجنة الروسية الإسرائيلية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي.

6458367_0.jpg
مؤتمر روسي إسرائيلي احتفالاً بمرور 3 عقود على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، جامعة بن غوريون الإسرائيلية، 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 (وكالة تاس الروسية)

 

ومن جانبه، وصف وزير الإسكان الإسرائيلي، العلاقات بأنها "إيجابية" رغم قصر عمرها.

وقال إلكين، إلى أن المؤشرات الاقتصادية للتعاون بين موسكو وتل أبيب عادت للارتفاع خلال النصف الأول من هذا العام، بعد تراجعها خلال أزمة جائحة كورونا (كوفيد-19).

وأضاف وزير الإسكان الإسرائيلي، من المتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وروسيا هذا العام بالفعل إلى أكثر من 3 مليارات دولار، مشيراً إلى أن الطرفين "يعملان بشكل مكثف للغاية بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة.

وأشار إلكين الذي رافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال زيارته إلى سوتشي في 22 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى أهمية اللقاء الأول بين بوتين وبينيت في تعزيز العلاقات الثنائية واستمراريتها.

Untitled.jpg
وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، يرافق بينيت وبوتين في لقائهما الأول، سوتشي الروسية، 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 (معاريف)

 

وتأتي هذه الفعالية من ضمن سلسلة من الأنشطة التي يقيمها البلدان احتفالاً على مرور ثلاثة عقود لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، في تموز/يوليو أقيم نشاط زراعة 30 شجرة فاكهة، بحسب وكالة "تاس".

كما شملت الزيارة الأولى لوزير الخارجية الإسرائيلية في 9 من أيلول/سبتمبر الماضي، حضور العديد من الفعاليات في موسكو احتفالاً بهذه المناسبة.

بعد حرب 1967 انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والاتحاد السوفييتي، وفي تشرين الأول/أكتوبر استأنفت إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع روسيا الاتحادية.

يشكل اليهود الروس سُدس سكان إسرائيل، وهم مؤثرون بالحياة السياسية، ويمثلهم حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، وزير المالية الحالي.

تاريخ العلاقات الروسية الإسرائيلية

تعود العلاقات الدبلوماسية بين روسيا (الاتحاد السوفييتي  سابقاً) وإسرائيل إلى الأيام الأولى لإعلان قيام إسرائيل، في أيار/مايو 1948، ولكنها انقطعت بعد اندلاع حرب 1967، وبقيت القطيعة مستمرة إلى ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 1991 عادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين روسيا الاتحادية وإسرائيل، وأعقب ذلك تدفق هجرات كبيرة من اليهود الروس إلى إسرائيل غيّرت التركيبة الديمغرافية لصالح إسرائيل في أراضي فلسطين التاريخية.

يشكل المهاجرون الروس نحو سُدس مجموع تعداد السكان في إسرائيل، البالغ 9.3 ملايين نسمة، وفقاً لآخر إحصائية رسمية.

كما شهدت السنوات الخمس الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة المهاجرين إلى إسرائيل من اليهود الروس مقارنة مع يهود باقي الدول، وفقاً للإحصائية السكانية في إسرائيل للعام 2021.

ويمتلك الإسرائيليون من أصل روسي تأثيراً كبيراً داخل الأوساط السياسية، ولديهم أحد أهم الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة الحالية، هو حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، وزير المالية الحالي.

وعلى المستوى الاقتصادي، تؤكد موسكو اهتمامها ببناء شراكة تجارية ثنائية بين البلدين، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية في النصف الأول من هذا العام بنسبة 36٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، بمقدار 1.2 مليار دولار.

إسرائيل: روسيا جارتنا الشمالية

ووصلت العلاقات الروسية الإسرائيلية أوج ذروتها خلال الأعوام الأخيرة، نتيجة التنسيق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وصلت مستويات عالية في الملف السوري، لدرجة أن نتنياهو كان أكثر زعيم يزور موسكو.

وتعتبر الساحة السورية أبرز نقاط التلاقي بين موسكو وتل أبيب، وفي أعقاب التدخل الروسي في سوريا 2015 الذي تحولت من خلاله روسيا إلى لاعب دولي مهم، أسفر عن العديد من اتفاقيات التنسيق الأمني بين البلدين، عبر فتح "خط تنسيق ساخن" بين تل أبيب و"قاعدة حميميم" الروسية.

وفي 2018 كادت حادثة سقوط طائرة "إيل-20" الروسية في سماء اللاذقية بالساحل السوري ومقتل 15 جندياً روسياً، عن طريق الخطأ بصواريخ أطلقتها قوات النظام نحو طائرة إسرائيلية كانت تنفذ غارة بوقت متزامن.

عقب تلك الحادثة قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، جهوداً دبلوماسية وأجرى زيارات مكوكية إلى موسكو، أثمرت عن التوصل إلى "آلية منع التصادم" بين البلدين في الساحة السورية، حصلت تل أبيب بموجبها على حرية التحرك العسكري في الساحة السورية لاستهداف التموضع الإيراني.

وتتعامل إسرائيل مع روسيا على أنها "جارتها الشمالية" التي تحسب لها الحساب، وتحافظ على استمرار العلاقة معها رغم أن تل أبيب تدور في الفلك الأميركي.

وفي 22 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نفتالي بينيت، مصطحباً معه الوزير إلكين الضليع بالعلاقات مع الكرملين لنسج علاقة شخصية مع بوتين ورسمية مع روسيا الاتحادية.