icon
التغطية الحية

"العفو الدولية" توثق انتهاكات بحق لاجئين سوريين على الحدود البيلاروسية

2021.12.20 | 14:39 دمشق

tsmym-bdwn-nwan-37.jpg
أكدت المنظمة تعرض طالبي اللجوء للضرب وغيره من أشكال التعذيب الجسيم
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت منظمة العفو الدولية إن طالبي اللجوء السوريين والعراقيين الذين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا يواجهون عمليات صد وانتهاكات لحقوق الإنسان على الحدود البيلاروسية - البولندية؛ كالتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة والظروف اللاإنسانية والابتزاز وغيرها من الانتهاكات.

وكشفت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني عن تعرض أشخاص، بمن فيهم عائلات لديها أطفال، للضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وتهديدهم بالكلاب الأمنية من قبل القوات البيلاروسية، فضلاً عن إجبارهم مرارًا وتكرارًا على عبور الحدود في ظروف خطرة من قبل كل من بيلاروسيا والسلطات البولندية.

وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع ما مجموعه 75 شخصًا استدرجوا إلى بيلاروسيا بين تموز وتشرين الثاني 2021، بوعود كاذبة بالعبور بسهولة إلى الاتحاد الأوروبي. ليعانوا من معوقات من قبل دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بولندا. شملت المقابلات  66 مواطناً عراقياً وسبعة سوريين قدموا من مصر ولبنان وسوريا ورجلا لبنانيا وسودانيا، وبلغت الشهادات ما مجموعه 192 شخصًا متضررًا.

وأكدت المنظمة تعرض طالبي اللجوء للضرب وغيره من أشكال التعذيب الجسيم أو غيره من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك حرمان الأشخاص من الطعام والماء والمأوى والصرف الصحي، فضلاً عن سرقة الهواتف والمال أو الابتزاز مقابل رشاوى من قبل أفراد القوات البيلاروسية.

وشهد أولئك الذين قابلتهم المنظمة أنهم واجهوا هذه الانتهاكات من قبل القوات البيلاروسية في أثناء انتقالهم من مينسك إلى حدود بيلاروسيا مع بولندا ولاتفيا وليتوانيا، حيث اصطحب الأشخاص في مجموعات إلى "مواقع التجميع" داخل المنطقة المسيجة قبل إجبارهم بعنف على العبور إلى بولندا، عبر مطاردتهم بالكلاب وإجبارهم على السير عبر الأنهار المتجمدة من قبل السلطات البيلاروسية.

"التخويف بالكلاب"

قال رجل سوري للمنظمة كان ضمن مجموعة قوامها قرابة 80 شخصًا: "كان هناك نحو عشرة جنود بيلاروسيين وكان معهم أربعة كلاب (..) قالوا إنهم سوف يتركون الكلاب (..) وإن لم نركض بسرعة سنتعرض للعض؛ ركض الجنود وراءنا وضربوا كل من لم يجر بالسرعة الكافية بالهراوات. وبعد أن طاردونا نحو 200 متر استدار الجنود وتركونا في المنطقة العازلة وسط الغابة، وأولئك الذين عضتهم الكلاب كانوا ينزفون".

"محاصرون دون طعام ومأوى"

بمجرد دخولهم "موقع التجميع"، لا يُسمح للأشخاص بالمغادرة أو العودة إلى المناطق غير المُسيجة التي يمكن للمدنيين الوصول إليها، ويُحاصرون في ظروف غير إنسانية لأيام أو أسابيع. وذكر أناس أنهم تركوا بلا طعام لأيام، أو بكميات قليلة من الماء أو الخبز، وبلا مأوى أو صرف صحي. وقال العديد من الأفراد لمنظمة العفو الدولية إنه لم يُسمح لهم بمغادرة "مواقع التجميع" ومنطقة الشريط الحدودي إلا بعد دفع رشاوى.

وبقيت عائلة سورية قابلت منظمة العفو الدولية في المنطقة المسيجة لمدة 20 يوماً، حيث كانوا يأكلون مرة واحدة فقط في اليوم، وفي إحدى المرات لم يستطيعوا إطعام أطفالهم لمدة 24 ساعة.

ووصف الأب محنة عائلته للمنظمة بالقول: "كنا شبه فاقدين للوعي في بعض الأحيان وكنا جائعين وعطشى ولم نجد أي مساعدة، لا من الجنود البولنديين ولا البيلاروسيين".

كما استغل المسؤولون البيلاروسيون دخول الأشخاص إلى المناطق المسيجة وضربوهم بعنف في أثناء عبورهم الحدود، وسرقوا هواتفهم وأموالهم في أثناء العملية في كثير من الأحيان. بل إن أحد طالبي اللجوء قال إنه تعرض للكم وركله بأحذية ذات حواف صلبة.

وقال رجل عراقي لمنظمة العفو الدولية: "كان لدى البعض (البيلاروسيين) حلقات ملاكمة بأصابع حديدية وأحذية ذات رؤوس فولاذية (..) ضربونا بينما كنا مستلقين على الأرض، وأجبرونا على تسليم الأموال والهواتف".

تؤكد "العفو الدولية" أنّ القانون الدولي لحقوق الإنسان يحمي الحق في طلب اللجوء، وكذلك الحق في عدم التعرض للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة، إلا أنّ بيلاروسيا تنتهك بشكل صارخ هذه الحقوق، على الرغم من كونها طرفًا في المعاهدات الدولية ذات الصلة التي تحميها.

"إجبار على العودة"

لفتت المنظمة إلى أنه قبض على معظم أولئك الذين تمكنوا من عبور السياج الحدودي إلى بولندا على الفور ودفعهم الجنود البولنديون بعد بضع مئات من الأمتار.

كما وثقت المنظمة العفو الدولية عدة حالات لأفراد تمكنوا من الذهاب أبعد من ذلك إلى الأراضي البولندية، بما في ذلك المشي لأيام قبل أن يتم القبض عليهم من قبل سلطات إنفاذ القانون البولندية بعد أيام قضوها دون طعام أو مأوى.

وأُعيد جميع الأشخاص الذين تحدثت إليهم منظمة العفو الدولية، باستثناء شخص واحد، إلى بيلاروسيا، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. على الرغم من تصريح الأفراد عن نيتهم ​​التقدم بطلب للحصول على اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وذلك في عملية طرد جماعي منهجية تجاهلت تمامًا التزامات القانون الدولي والاتحاد الأوروبي.

ورغم أنّ قوات الأمن البولندية شهدت بوضوح سوء معاملة طالبي اللجوء والمهاجرين على الجانب البيلاروسي، ومع ذلك ما تزال تعيدهم عبر السياج الحدودي، وفقاً للمنظمة.

وقال رجل سوري سافر مع زوجته وطفليه لمنظمة العفو الدولية إن أفراد القوات البولندية وضعوه هو وعائلته داخل شاحنة عسكرية: "كانت كبيرة بما يكفي لـ 50-60 مهاجراً وقادوها نحو ساعة واحدة. ثم أعادونا إلى المنطقة العازلة. في الشاحنة كان جندي يستمع إلينا وهو يتحدث واستخدم رذاذ الفلفل ضدنا.. وبكى ابني وابنتي قرابة الساعة".

أزمة اللاجئين في بيلاروسيا

يتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد "القمع الوحشي" الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.

وتسببت أزمة المهاجرين بتوترات بين بيلاروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، وخاصة بولندا وليتوانيا، حيث يسعى الاتحاد لفرض عقوبات جديدة على حكومة مينسك، متهماً إياها بشن "هجوم هجين" على دول الاتحاد واستخدام آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء الفارين من مناطق الحروب في العالم كسلاح، عبر تشجيعهم على عبور الحدود.