icon
التغطية الحية

الصراع بين الأسد ومخلوف تجاوز التهديد فهل يتفكك النظام داخلياً؟

2020.05.21 | 23:22 دمشق

thumbs_b_c_d40ac1c61d0f2229d226335e1a450757.jpg
أصدر نظام الأسد قرارا بالحجز على أسهم مخلوف المالية (الأناضول)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

بدأ الصراع بين رامي مخلوف وابن خالته رأس النظام بشار الأسد يأخذ منحى جديدا، إثر انتهاء مرحلة التهديد على ما يبدو، فبعد الحجز على أموال مخلوف وأموال زوجته وأولاده، أصدر نظام الأسد قرارا بالحجز على أسهم مخلوف المالية المقدرة بحوالي 15 مليون سهم.

وأعلن "سوق دمشق للأوراق المالية" في بلاغه لـ "الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد" أن مركز المقاصّة والحفظ المركزي قام بالحجز على كامل أسهم مخلوف المودعة لدى 12 بنكا وهي: بنك العودة، والبنك العربي، وبنك بيبلوس، وبنك الأردن– سوريا، وبنك سوريا والمهجر، وبنك فرانس بنك سوريا، والمصرف الدولي للتجارة والتمويل، وبنك قطر الوطني– سوريا، وبنك سوريا والخليج، وبنك الشرق، وبنك سوريا الدولي الإسلامي، وبنك الشام".

القرار صدر عن وزارة المالية بالحجز الاحتياطي على أموال مخلوف يوم الثلاثاء الماضي، و يهدف لإرغام الأخير على دفع مبلغ 130 مليار ليرة سورية عن شركته (سيريتل)، لصالح "الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد".

خسائر وتعثر للبنوك

الباحث الاقتصادي يونس كرّيم قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إن القرار يوضح الصراع والحرب التي تشنها أسماء الأسد على مخلوف وهو ما أكده الأخير من خلال ظهوره المتكرر على فيسبوك لمحاولة حماية مصالحه وأملاكه، وأضاف أن "البورصة السورية تعاني من مشاكل والنظام متهالك وضعيف، والآن شمل الحجز أهم القطاعات البنكية في سوق الأوراق المالية وبالتالي أوقف تداول هذه الأسهم، ما يؤدي إلى خسارة هذه البنوك وتعثرها".

وأوضح "كرّيم" أن الاقتصاد السوري ضعيف ولايعتمد أساسا على البورصة لكن التداول كان شكلا من أشكال الدعاية المعنوية، التي تدعي أن الوضع في سوريا يتحسن وهناك اتجاه نحو لبرلة الاقتصاد للتقرب من الغرب وصندوق النقد الدولي، وبهذا القرار سوف تغلق هيئة الأوراق المالية أبوابها، بسبب امتداد رامي مخلوف على كل الأسهم المطروحة للتداول، ما سيجعل الاقتصاد السوري مغلقا أكثر، وتابع قائلا" يؤكد ذلك وجود عصابة في الحكم تريد السيطرة على أموال المستثمرين لأن هذه البنوك هي شراكات مع بنوك دولية ومستثمرين أجانب، وسيضع ذلك خطة تعويم النظام في مرحلة حرجة جدا".

تيار جديد برعاية أسماء الأسد!

يرى الباحث الاقتصادي أن رامي مخلوف وتيار حرس النظام الاقتصادي القديم يرفض السياسات التي تتبعها أسماء الأسد أو "التيار الجديد" إن صح التعبير "الذي تحاول تأسيسه من خلال منح الاستثمارات للحلفاء مثل روسيا وإيران، ومحاولة إدخال إيران كـ مشغل خليوي ثالث أو منح شركة إم تي إن للإيرانيين وهو المرجح".

ولفت "كرّيم" إلى أن المواطن السوري سيتأثر بشكل مباشر، وعلى سبيل المثال فإن عملية إيقاف البنوك سيؤدي لوقف منح القروض التي تحتاجها المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعاني أساسا من الأزمة الاقتصادية بسبب كورونا ومن التضخم، كما أن وجود الأموال في البنوك وعدم تقديم القروض سينتج عنه تضخم ركودي، وسيسحب المودعون ودائعهم من البنوك". وتابع قائلا "الصراع بين آل الأسد ومخلوف سيقود إلى مزيد من الإرباك بالحياة الاقتصادية وتوقف الأعمال في سوريا وانتشار البطالة بشكل أكبر".

هل بدأ النظام يتفكك؟

رئيس الوزراء السوري الأسبق والمنشق عن نظام الأسد رياض حجاب قال في سلسلة تغريدات على تويتر معلقا على الصراع بين آل الأسد ومخلوف "الخلاف القائم يعكس تفكك الدائرة الضيقة المحيطة ببشار الأسد، فقد عبر لي مقربون من القصر عن امتعاضهم من سطوة آل مخلوف على بشار الأسد ودعمه لهم لوضع أيديهم على مفاصل الاقتصاد السوري برمته، وإخراجهم الجزء الأكبر من ثروتهم للخارج لحمايتها".

وكشف حجاب تفاصيل جرت عندما كان رئيسا للوزراء تخص شركة "سيريتل"، " بشار الأسد هو مصدر الفساد في سوريا، فعندما اقترب موعد تحويل ملكية شركتي سيريتل وإم تي إن للدولة فاجأني بطلب تحويل عقودهما (BOT) إلى عقود إيجار مقابل 35 مليار ليرة سورية، لأنه كان يرغب بإبقائهما تحت سيطرة آل مخلوف الذين يمثلون واجهة لمصالحه الشخصية".

وتابع حجاب مغردا" تنامت مظاهر فساد آل مخلوف إثر تبني سياسات رفع الدعم الحكومي وتحرير الاقتصاد (عام 2005)ما أدى إلى إفقار السوريين وظهور طبقة حول بشار الأسد، مثلت واجهة لمصالحه الخاصة في شام القابضة وسيريتل وإم تي إن، والأسواق الحرة، وغيرها من القطاعات التي يملك بشار الأسد الحصة الأكبر منها".