icon
التغطية الحية

"الصحة العالمية".. استجابة سريعة لنظام الأسد ومماطلة مع المخيمات

2020.04.05 | 12:02 دمشق

whatsapp_image_2020-04-05_at_11.27.24.jpeg
إفراغ صناديق المساعدات الطبية بعد وصولها إلى النظام (WHO)
 تلفزيون سوريا - ماهر وكاع
+A
حجم الخط
-A

بدأت منظمة الصحة العالمية استجابة مبكرة في دعمها لنظام الأسد مع إعلانه عن أول إصابة بفيروس كورونا، بينما كان تجاوبها تجاه الشمال السوري الذي باتت الكثافة السكانية فيه بفعل التهجير القسري أكبر من معظم عواصم العالم وفق الأمم المتحدة، بطيئاً ومحدوداً.

أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارك لوكوك، مطلع آذار الماضي عن تخصيص 15 مليون دولار أميركي لدعم البلدان الأكثر عرضةً للمخاطر في مواجهة انتشار ‏فيروس كورونا.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة، تيدروس أدحانوم غيبريسوس إن التمويل سيساعد البلدان ذات النظم الصحية الضعيفة في تعزيز استعداداتها لكشف الحالات وعزلها وحماية العاملين الصحيين ومعالجة المرضى على نحو يحفظ كرامتهم ويقدم لهم الرعاية المناسبة.

إسعاف سريع للنظام

ووفق التقديرات الأممية تعد سوريا على رأس قائمة الدول التي لديها نُظم صحية هشة، وهي أكثر حاجة للدعم.

تدفقت بالفعل هذه المساعدات من المنظمة إلى نظام الأسد مبكراً وبدأ باستخدامها منذ 10 آذار الماضي، ومن بين ما تم تسليمه للنظام جهاز أشعة محمول لتصوير الصدر، وثلاث دفعات من وسائل الحماية الشخصية مثل الأقنعة والأثواب الطبية والمعقمات اليدوية للعاملين.

ووفرت المنظمة أيضا للنظام مقاييس حرارة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وماسح ضوئي حراري لمطار دمشق الدولي، وأجهزة تنفس وأسرّة للعناية المركزة.

بالإضافة إلى ذلك قالت المنظمة إنها تعمل باستمرار على توسيع قدرة الكشف من خلال تزويد المختبر المركزي للصحة العامة في دمشق بالإمدادات ومجموعات الاختبار، فضلاً عن توسيع "مختبر ثانٍ" كمختبر مرجعي للأمراض الوبائية، وفق بيان للمنظمة.

ماذا عن إدلب؟

في المقابل لم تقدم المنظمة لمناطق المعارضة شمال غرب سوريا، سوى اختبارات لفحص العينات وصلت قبل نحو أسبوع إلى إدلب.

وقال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور مرام الشيخ لموقع تلفزيون سويا إن المنظمة زودتهم بـ وحدات اختبار فقط ولم تتبع ذلك بأي شيء.

وأشار الشيخ إلى أنهم وضعوا خطة تتضمن إنشاء ثلاث وحدات عزل متقدمة مجهزة بأسرة عناية مشددة، و28 وحدة عزل مجتمعي، وتنفيذ حملات توعية وتدريب، وتزويد بمعدات خاصة بالوقاية للكوادر الطبية، وتزويد مخبر الترصد الوبائي في إدلب بوحدات الفحص، وإنشاء نقاط مراقبة على مناطق العبور، وزيادة عدد أجهزة التنفس الصناعي.

الوضع الصحي

وتوضح إحصاءات مديرية صحة إدلب مدى خطورة الوضع الحالي والإمكانيات الضعيفة التي تمتلكها لمواجهة أي وباء من هذا النوع، حيث يبلغ عدد الأطباء في المحافظة 600 فقط، بينما تمتلك المراكز الصحية في إدلب ما لا يتجاوز 3065 سريراً طبياً، أي سرير واحد فقط لكل 1363.

كما تشكو المراكز الطبية في إدلب من نقص حاد في أجهزة التنفس، والتي لا يتجاوز عددها 95 للبالغين، و30 للأطفال و29 لحديثي الولادة، هذا بالإضافة لحاجة المحافظة إلى أجهزة الكشف عن الفيروس ومراكز حجر صحي.

syria-covid

 

بقي 250 منشأة طبية

في آذار الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إنه كل 4 أيام في عام 2019، تعرض مرفق صحي في سوريا للهجوم.

وأكدت المنظمة حدوث 337 هجمة على المراكز الصحية بين عامي 2016 و2019 شمال غرب سوريا، أسفرت عن قتل 309 من الكوادر الطبية، فبقي عقب ذلك 250 منشأة صحية فقط.

ورغم أن المنظمة رصدت عن كثب الضرر الذي أصاب النظام الصحي، في إدلب وريف حلب، فإنها لم تستجب لطلب المساعدة المبكر. يقول الشيخ "منذ فترة مبكرة نحاول الضغط على المانحين وعلى منظمة الصحة لتسريع الخطط المقدمة لكن للأسف الاستجابة ما ترال بطيئة. ولم يتم تنفيذ شي حتى الآن".

وعبر الوزير عن استغرابه من "التعامل مع السوريين بمكيالين"، وحمل المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية مسؤولية أربعة ملاي ونصف المليون شخص يعانون من نقص شديد في الخدمات وخاصة الصحية.

No photo description available.

كشف وترصد فقط

منظمة الصحة العالمية اختزلت استجابتها للوضع في إدلب بعملية الكشف والترصد، وفق مديرة وحدة تنسيق الدعم (ACU) محمد حسنو.

قال "حسنو" لموقع تلفزيون سوريا إن المنظمة زودت مخبر الترصد الوبائي الخاص بشبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، بـ 3 وحدات فحص، من أصل 12 حصل عليها المركز تكفي لفحص 1200 عينة فقط. وأشار إلى أن المنظمة وعدتهم بـ 50 وحدة إضافية.

قبل أيام حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن سرعة تفشي فيروس كورونا، في مخيمات اللاجئين والنازحين المكتظة، ستفوق بأربع مرات سرعة ذروة تفشيه في مدنية ووهان الصينية منشأ الفيروس، وقارنت وضع المخيمات بسفينة "دايموند برنسيس" السياحية التي تفشّى فيها الفيروس وتم فرض الحجر الصحي عليها في ميناء يوكوهاما الياباني، قبل إخلائها.

وقال كبير مستشاري السياسات لدى اللجنة ماركوس سكينر إنّ "انتشار كورونا السريع على متن دايموند برنسيس يظهر كيف يزدهر الفيروس في الأماكن المحصورة، لكن بالنسبة إلى ملايين النازحين، فإن المخاطر أكثر فتكاً".