icon
التغطية الحية

الشاعر: الأسد أرسل مبعوثاً إلى واشنطن ويتقصد التصعيد في الجنوب السوري

2021.08.13 | 16:23 دمشق

879974645645645.jpg
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

شكك الدبلوماسي والمحلل السياسي الروسي رامي الشاعر بالمعلومات التي أوردها تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية حول استجابة قوات النظام لمبادرة روسية بإيقاف الحملة العسكرية على المناطق المحاصرة في درعا البلد، وكشف لموقع تلفزيون سوريا أن الأسد أرسل مبعوثاً للتفاهم مع الإدارة الأميركية.

وأكد الشاعر المقرّب من دوائر صنع القرار في موسكو، في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن النظام لن يقبل بالتهدئة في الجنوب السوري، وإنما بالعكس يسعى جاهدة لإشعال المنطقة بناء على عدة اعتبارات.

ويوم أمس نقلت وكالة "سبوتنيك" عن مصادر مطلعة أن "قيادة عمليات الجيش في المحافظة أقرت وقفا تاما وفوريا لإطلاق النار عقب ورود المقترح الروسي بعد ظهر أمس الأربعاء" ووصفت المصادر ذلك بأنه "محاولة أخيرة للحلول السلمية والحيلولة دون إطلاق عملية عسكرية قد تكون مكلفة".

وأوضحت المصادر لسبوتنيك أن المقترح الروسي يتضمن "وضع آلية لحل سلمي لملف المسلحين المتحصنين في حي درعا البلد وفق برنامج زمني محدد".

وقال الشاعر: "لقد وضعت القيادة في دمشق نصب أعينها هدفاً رئيسياً ألا وهو الحفاظ على الحكم بشكله الحالي دون أي تغيير وبأي ثمن، ضاربة بعرض الحائط كل ما نراه أمام أعيننا من تدهور في الحالة المعيشية لعامة الشعب السوري، وشلل مؤسسات الدولة، والتدهور الاقتصادي المرعب الذي يتدحرج مثل كرة الثلج التي تدهس كل ما يقابلها.

وأضاف: "راهنت دمشق خلال السنوات الثلاث الأخيرة على إحداث شرخ بين دول مسار أستانا، روسيا وتركيا وإيران، باستخدام كل الوسائل وكل السبل، والتخلص من مخرجات مسار أستانا من نظام التهدئة ووقف إطلاق النار على كل الأراضي السورية، والتي تمهد الطريق لاستمرار الجهود الدولية الخاصة بحل الأزمة السورية وعلى رأسها جهود هيئة الأمم المتحدة، وبالطبع تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، ما سيفتح الطريق أمام الشعب السوري لتحقيق طموحاته في الانتقال إلى نظام سياسي آخر، بدلاً من النظام الذي يحكم البلاد لنصف قرن. ولا أبالغ إذا ما قلت إن 90% من الشعب السوري يريد تغيير الحكم في سوريا، وهذا تحديداً ما ترفضه القيادة في دمشق جملة وتفصيلاً، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لعرقلته".

الشاعر: بشار الأسد أرسل مبعوثاً لواشنطن للتفاهم في الملف السوري

وكشف الشاعر لموقع تلفزيون سوريا بما تحدث عنه أعلاه حول استراتيجية النظام، بأن تصعيد قواته مؤخراً في الجنوب السوري ودرعا البلد "ليس من قبيل الصدفة"، وأن رئيس النظام بشار الأسد أرسل مبعوثاً إلى واشنطن، وأبلغ الإدارة الأميركية باستعداده للعمل والتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن جميع القضايا التي تخصّها في الشرق الأوسط، مقابل دعم بقاء النظام السوري على ما هو عليه.

ويرى الشاعر أن هذه الصفقة التي يعرضها النظام لواشنطن ستكون بمثابة "قبلة الحياة مقابل تقديم 99% من كروت اللعب لأميركا، ومنحها القدرة على التحكم بالملف السوري بعيداً عن أي دور لروسيا أو لمجموعة دول مسار أستانا أو لأي من الجهود التي بذلت ولا زالت تبذل من أجل حل الأزمة السورية من قبل هذه الدول.

الأسد عرض الانقلاب على روسيا ومسارات الحل السياسي وواشنطن حذرة

وأشار الشاعر إلى أن النظام يدرك أن التصعيد والتوتر العسكري في الجنوب السوري وبالقرب من الحدود الإسرائيلية يمكن أن يشعل حرباً كبيرة، سيكون ثمنها باهظاً، وتداعياتها مربكة، لهذا يعرض النظام على واشنطن وإسرائيل لعب الدور الرئيسي للتحكم بهذه المنطقة، بإفشال كل الجهود الأخرى بما في ذلك الجهود الروسية وجهود مجموعة أستانا.

ويرجح الشاعر أن "الإدارة الأمريكية لن تنجر إلى مغامرة عبثية كهذه، فهي تدرك منذ بداية الأزمة السورية أن أساس المشكلة السورية موضوعي، يتمثّل في رفض عامة الشعب السوري للنظام الحالي، وتعي كل محاولات التلاعب، التي يلجأ إليها النظام، وقد بدأت واشنطن اليوم في إجراء لقاءات على مستوى المختصين في موسكو بهدف إيجاد أفضل السبل للتعاون في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتختلف هذه الإدارة عن سابقتها التي كانت تهدف إلى "إغراق روسيا في المستنقع السوري".

وختم الشاعر بالقول: "نحن نرى هذه الأيام تداعيات تغيير سياسات الولايات المتحدة الأميركية والانسحاب من أفغانستان والعراق. وعودة إلى السؤال بشأن اتفاق الأمس، الذي توصل إليه الضباط الروس، لوقف إطلاق النار، وما إذا كانت تلك هي الفرصة الأخيرة، والبديل هو الحل العسكري. أعتقد أن ما نشرته وكالة "سبوتنيك" كان يفتقد إلى الدقة، لأنني على ثقة في أن الضباط الروس، في جميع الأحوال، سيستمرون في بذل أقصى ما يستطيعون من جهد، وسيفضلون عدم اللجوء إلى الحل العسكري، والسعي إلى تقديم تنازلات من قبل الطرفين، والتوصل إلى صيغة حل وسط، يجمد الاشتباكات وتبادل إطلاق النار.