icon
التغطية الحية

السيارات الإيرانية غير آمنة.. ما السبب؟

2020.10.15 | 05:50 دمشق

photo_2020-10-14_19-59-03.jpg
ريف حلب - ضياء قدور
+A
حجم الخط
-A

مع نشر صور إجراء أول اختبار لحادث مروري من قبل شركة "سايبا" الإيرانية، عاد الجدل مرة أخرى حول مدى أمان وسلامة السيارات الإيرانية على الطرق السريعة، وهل السيارات الإيرانية الجديدة آمنة حقاً بالنسبة لمشتريها، خاصة تلك التي يتم تجميعها وبيعها في سوريا؟

على عكس معظم الشركات ذات السمعة الطيبة في العالم، لا تنشر شركات صناعة السيارات الإيرانية إلا القليل جداً من المعلومات التقنية والفنية حول سلامة منتجاتها من السيارات.

لكن للمرة الأولى في تاريخها، قامت شركة سايبا الإيرانية مؤخراً بإجراء أول اختبار تصادم لمنتجها الجديد المسمى "شاهين سايبا".

مع ذلك، لا يمكن اعتبار هذا الاختبار بمثابة اختبار تصادم حقيقي كامل، والسبب:

في الصور التي نشرتها شركة سايبا الإيرانية، اصطدمت سيارة شاهين بجدار من الأمام بشكل كامل في مؤسسة لا يعرف مكانها بالتحديد، حيث تم إجراء هذا الاختبار بسرعة 56 كيلومتراً في الساعة، وهي سرعة أبطأ بثمانية كيلومترات من اختبار التصادم الحقيقي الذي تجريه مؤسسة (يورو إن كاب) في الاتحاد الأوروبي.

لذلك، فإن تقليل سرعة التصادم بنحو ثمانية كيلومترات في اختبار التصادم، يقلل بشكل كبير من القوة الناجمة عن التصادم، وهو ما لا يوصلنا للحصول على النتائج الدقيقة للحادث المفتعل.

من ناحية أخرى، يمكن اعتبار اختبار التصادم الذي أجرته الشركة الإيرانية غير مكتمل، لأن اختبارات التصادم الأساسية تجري من زوايا مختلفة للسيارة، ويتم اختبار الاصطدام الرئيسي من الأمام ومن جهة السائق بسرعة 64 كم/ساعة.

55240014_403.jpg

 

السيارات الإيرانية في معدل الأمان الأوروبي:

عادةً ما يكتشف العملاء والمشترون في أوروبا مدى أمان السيارة التي يشترونها من خلال المعلومات ونجوم الأمان التي تحددها مؤسسة (يورو إن كاب) Euroncap حيث تتمتع السيارات ذات الخمس نجوم بأعلى درجات الأمان، والسيارات ذات الأربع نجوم هي سيارات جيدة، والثلاث نجوم هي سيارات متوسطة، والنجمتين للسيارات الضعيفة، والنجمة الواحدة للسيارات الضعيفة جداً.

وعلى الرغم من عدم وجود تقارير تتحدث عن تقديم أي نجوم أمان أوروبية للسيارات الإيرانية، إلا أن شركات إيرانية مثل "إيران خودرو" و"سايبا" تزعم أنها اختبرت بعض سياراتها في مؤسسات أوروبية مرموقة تحت رعاية مؤسسة (يورو إن كاب)، وحصلت على نجمتين أو ثلاث نجوم أمان.

وكانت شركة سايبا الإيرانية قد ادعت سابقاً أن سيارة طايبا، التي طورتها شركة برايد في الأصل، ستكون أكثر أماناً، ويمكن أن تكسب نجمتين أوروبيتين في مجال الأمان.

وقدمت الشركة ادعاءً مماثلاً، واعتبرت أن سيارة شاهين سايبا يمكن أن تحصل أيضاً على ثلاث نجوم أمان أوروبية، كما ادعت إيران خودرو في المقابل بحصولها على نجوم الأمان الثلاثة.

السيارتان الإيرانيتان الجديدتان هما سيارة شاهين سايبا، التي صممت على منصة الجيل الأول من تويوتا ياريس، وهي سيارة ذات أربع نجوم أمان، وسيارة K132 إيران خودرو، والتي صممت على منصة بي إف 1 بيجو الفرنسية وتمتلك ثلاث نجوم أوروبية.

من ناحية أخرى، يبقى أن نرى ما إذا كانت الشركات الإيرانية تستخدم المواد نفسها التي تستخدمها الشركات اليابانية أو الأوروبية في منتجاتها.

فعلى سبيل المثال، أصبح موضوع إضافة أجهزة منع الاصطدام، إلى جانب مناقشة السلامة الهيكلية للسيارات، في أوروبا أمراً مهماً للغاية، وبالإضافة إلى الهيكل القوي في اختبارات التصادم، يجب أن تكون السيارات قادرة على استخدام وسائل المساعدة لمنع الحوادث وتقليل نسبة الخطر، ناهيك عن أن هذه السيارات يجب أن تكون أكثر أماناً بالنسبة للمشاة أيضاً.

لكن بالنسبة لصناعة السيارات الإيرانية، حتى لو وجدت السيارات الإيرانية الجديدة هيكلاً قريباً من متوسط السيارات الأوروبية في اختبار التصادم قبل عقد من الزمن، فإنها لا تزال بعيدة جداً عن مواصفات السيارات القياسية في العالم لأنها لا تستخدم أجهزة منع التصادم بشكل عام.

وعلى الرغم من توقف إنتاج شركة برايد الإيرانية مؤخراً بسبب انخفاض مستوى الأمان، لا تزال العديد من سيارات شركة سايبا مبنية على أساس وهيكل هذه السيارة ذاتها.

ما يؤكد ذلك أيضاً هو تصريح كمال هاديان فر، رئيس شرطة المرور الإيرانية، عندما قال: "عند تحليل الحوادث في إيران على مدى السنوات الـ 11 الماضية، وجدنا أن 34٪ من الضحايا والمصابين في حوادث المرور كانوا في سيارات برايد".

 

السيارات الإيرانية في سوريا:

لسنوات عديدة، كان أحد الانتقادات الرئيسية لصناعة السيارات الإيرانية يتعلق بأمان السيارات بشكل رئيسي، ناهيك عن قيمتها المرتفعة في الدول التي تباع فيها، خاصة في سوريا، وذلك مقارنة بمواصفاتها التي لا تضاهي نصف مواصفات السيارات الأوروبية أو الكورية المصنوعة قبل عقد أو عقدين من الزمن.

وعلى الرغم من أن العديد من شركات صناعة السيارات العالمية كانت تقدم عروضاً لتوطين شركات بسوريا، إلا أن الرفض والأعذار الواهية كانت الإجابة النهائية من جانب نظام الأسد، ما عدا عروض الشركات الإيرانية والصينية، التي دخلت بمنتجاتها ذات المواصفات الأقل جودةً وأماناً السوق السورية، بسعر أعلى مما تباع به السيارات الأوروبية والأميركية في دول الجوار.

ومع استمرار منع استيراد السيارات الحديثة وغلاء السيارات المستعملة في سوريا، يبدو أن نظام الأسد يعمد لاتباع سياسة إغراء السوق السورية بالسيارات الإيرانية التي بدأ العمل على تجميعها منذ عام 2018، بعد انقطاع دام أكثر من ستة سنوات بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية، مع وعود واهية من جانب نظام الأسد بأسعار مقبولة للمشترين.

يشتري المواطن السوري سيارة متهالكة كسيارة شام بقيمة باهظة تصل لسبعة ملايين ليرة سورية (14000 دولار بسعر صرف 500 عام 2016)، مع مواصفات باتت أقل من عادية ومستوى أمان ضعيف جداً، في حين يمكن للسوريين القاطنين في الشمال السوري شراء أفخم سيارة من طراز عام 2020 بأقل من هذا السعر بكثير.

كلمات مفتاحية