تزامناً مع إحيائهم الذكرى عبر التظاهر في ميادين وساحات المدن التي نزحوا أو هُجّروا إليها؛ يحتفل السوريون اليوم بالذكرى العاشرة لانطلاق ثورتهم، كما جرت العادة في كل مناسبة اجتماعية أو عيد وطني أو ديني أو إنساني، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي كلٌّ بحسب لغته وأسلوبه الخاص في التعبير، لتغدو صفحات مواقع التواصل أشبه بـ "كرنفال" واقعي يدوم أثره ليتجاوز في أغلب الأحايين ساعات بل وأيام مناسبات الاحتفال.
وليس من مناسبة أشمل وأقرب إلى قلوب الثائرين السوريين من الذكرى السنوية لاندلاع ثورتهم؛ ثورة الحرية والكرامة. وبصرف النظر عن الاختلاف الطريف الذي يثار بينهم، في منتصف آذار من كل عام، حول تأريخ انطلاق الثورة السورية بين الـ15 والـ18 من آذار؛ يعتبر السوريون أن الاحتفال بذكراها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة واجب وطني وأخلاقي ينبغي على كل ثائر المشاركة به، إيماناً بديمومة الثورة وانتصارها في نهاية المطاف.
حضور شهداء الثورة
غلب استذكار شهداء الثورة على منشورات وتغريدات السوريين المحتفين بالذكرى العاشرة للثورة.
"محمود عيسى" (أكاد الجبل) أحيا ذكرى الثورة بنشره صوراً وتسجيلات مصوّرة لـ "شهداء الجيش الحر" الأوائل، من بينها صورة للعقيد يوسف الجادر (أبو فرات)، وتسجيلاً مصوّراً لـ عبد الباسط ساروت
كما نشر "غيث الأحمد" مقطعاً يظهر فيه شبان من أبناء محافظته، دير الزور، قضوا بقصف نظام الأسد على المحافظة.
أما "صفا التركي" فقد خصصت منشورها الاحتفالي بعرض صور لشهداء ومفقودي عائلتها، ومن بينهم والدتها التي قضت في قصف للنظام أيضاً.
حضور الحراك الأول
المظاهرات الأولى كان لها حضور طاغٍ أيضاً في إحياء ذكرى الثورة السورية على مواقع التواصل.
"عمر إدلبي" نشر تغريدة على حسابه في تويتر تضمّنت صورة لقناة الجزيرة أثناء تغطيتها مظاهرات المدن السورية في بداية الحراك. وقال في تغريدته: "الوضيع بشار وحلفاؤه القتلة والطائفيون يتوهمون أنهم هزموا السوريين.. 10 سنوات وما زالوا يتظاهرون ويهتفون: ما في للأبد .. ما في للأبد.. عاشت سوريا ويسقط الأسد".
الوضيع بشار وحلفاؤه القتلة والطائفيون يتوهمون أنهم هزموا السوريين..
— عمر إدلبي Omar Edlbi (@OmarEdlbi) March 15, 2021
10 سنين وما زالوا يتظاهرون ويهتفون: ما في للأبد .. ما في للأبد.. عاشت سوريا ويسقط الأسد#الثورة_السورية #الذكرى_العاشرة_للثورة_السورية pic.twitter.com/JteatC5GTp
كما استعاد الكثيرون ذكرى المظاهرة الأولى في سوق الحميدية بدمشق، ومنهم "أحمد الشامي" الذي كتب في تغريدته: "15 آذار 2011.. من قلب العاصمة دمشق لحظة تحول الحلم لحقيقة. لحظة خروج الناس عن صمتهم.. لحظة كسر القيود وتحطيم زجاج الخوف".
15 آذار 2011..
— Ahmad Alshame ⚪ (@ahmadal_shame) March 14, 2021
من قلب العاصمة دمشق لحظة تحول الحلم لحقيقة.
لحظة خروج الناس عم صمتهم..
لحظة كسر القيود وتحطيم زجاج الخوف ..#الذكرى_العاشرة_للثورة_السورية pic.twitter.com/lKgwULhJwj
أما "معاوية" فقد نشر تغريدة ضمّنها صورة الثائر الحمصي الذي "ركل" صورة حافظ الأسد التي تعلو "نادي ضباط موقع حمص"، قائلاً: "هو لايركل الأسد فحسب ، إنه يركل أوجاعي وأحزاني وينفض غبار وحدتي".
هو لايركل الأسد فحسب ، انه يركل اوجاعي واحزاني وينفض غبار وحدتي #ذكرى_الثورة_السورية pic.twitter.com/eaXgpFVztc
— معاوية (@muawiya88905145) March 15, 2021
وللغناء حصة أيضاً
"محمود الحسن"، يستعيد في منشوره ذكريات جمعته بصديق شهيد، ممزوجة بأغنية لكوكب الشرق، أم كلثوم، فيقول: "في الذكرى العاشرة للثورة السورية تغزو ذاكرتي أغنية الست أم كلثوم (دارت الأيام) هذا التوافق الغريب لدورة الزمن وإعادة الاعتبار للذات والكرامة في الحب لا يربطه شيء بالثورة السورية بالمعنى السياسي، فقط استحضار لواحد من أنقى رجالها وأصدقهم، الشهيد صفوان السهو، صديقي الذي سما بذائقتنا شبانا مراهقين عندما كنا نزوره وندرس الثانوية سويا كيف علمنا الإصغاء لأم كلثوم بخشوع وكأننا في حضرة صوفية الآن وكلما مر لحن الأغنية أذكر جسده المسجى على الأرض شهيدًا بكل ماتحمله الكلمة من معنى. هكذا، وعبر صفوان تصبح أم كلثوم جزءاً من ذاكرة الثورة السورية".
وكذلك "علي سفر" حين يستعيد إحدى أغاني إبراهيم القاشوش "يا محلاها الحرية".
الثائرون في مناطق سيطرة النظام لهم حصة أيضاً
وتداولت مواقع التواصل صورة لاحتفال ثائرين في قلب مدينة حمص، عاصمة الثورة، بالقرب من ساحة "الساعة"، كُتب فيها: "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة".
وكذلك من مدينة دير الزور المسيطر عليها من قبل قوات الأسد وميليشيات إيران:
الحضور الساخر
"رانية المدلجي" نشرت على حسابها في فيس بوك صورة لمتظاهرين يحملون مجسّماً لـ (كلاش ديري) كتب عليه: "بدك ترحل بهذا".