بلغ عدد السوريين المستفيدين من برامج دعم الباحثين عن العمل (المعروف بالجوب سنتر) في ألمانيا 517 ألف شخص، حيث تعمل السلطات الألمانية على توفير فرص تدريب وتأهيل لتحسين فرصهم في دخول سوق العمل وتلبية احتياجاتهم.
ولفتت وسائل إعلام ألمانية إلى أن السوريين يحتلون المرتبة الثانية بين الجنسيات الأجنبية المستفيدة من برنامج "نقود المواطن" (Bürgergeld) في ألمانيا، وفقاً لأحدث إحصائيات وكالة العمل الاتحادية.
وبيّنت البيانات أن عدد السوريين المستفيدين من البرنامج بلغ 517,839 شخصاً حتى يونيو 2024، ليحلوا في المرتبة الثانية بعد الأوكرانيين الذين تصدروا القائمة بـ716,979 مستفيداً، مما يعكس زيادة اعتماد هذه الفئات على الدعم المالي الحكومي.
الأفغان في المرتبة الثالثة
واحتل الأفغان المرتبة الثالثة بـ200,456 مستفيداً، بزيادة نسبتها 9.7% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة للوضع السياسي في أفغانستان بعد سيطرة طالبان. أما الألمان، فقد شكلوا أكثر من نصف مستفيدي برنامج "نقود المواطن"، بعدد بلغ 2.9 مليون شخص في يونيو 2024، أي ما يعادل 52.7% من الإجمالي.
ويواجه البرنامج انتقادات تتعلق بتشجيعه البطالة وزيادة الأعباء المالية على الحكومة، بينما تشير مزاعم إلى رفض بعض المستفيدين العمل المتاح لهم. إلا أن منصة "Correctiv" نفت هذه الادعاءات، مؤكدة أن الأسباب الحقيقية التي تمنع البعض من العمل تشمل التقدم في السن أو ظروفاً صحية، وهي عوامل غالباً ما يتم تجاهلها في النقاشات.
السوريون بالمرتبة الثانية في #ألمانيا من المستفيدين من "الجوب سنتر"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) November 26, 2024
إعداد: حسام الجّمال @HossamJammal#تلفزيون_سوريا #المهجر pic.twitter.com/HkrbkrVGIs
يجدر بالذكر أن برنامج "نقود المواطن" خضع لتغييرات في عام 2023، حيث تم تعديل اسمه من "هارتز 4" إلى "Bürgergeld"، مع زيادة قيمة المساعدات المقدمة.
ويهدف البرنامج إلى توفير شبكة أمان اجتماعي للأفراد الذين يعانون من أزمات مالية، بالإضافة إلى دعم اندماجهم بشكل أفضل في سوق العمل.
السوريون في ألمانيا
وبعد انطلاق الثورة في سوريا، أصبحت ألمانيا وجهة رئيسية للاجئين السوريين، حيث استقبلت منذ عام 2015 مئات الآلاف، ورغم الجهود الحكومية لتوفير الدعم، يواجه السوريون تحديات كبيرة في الاندماج، أبرزها تعلم اللغة الألمانية، العثور على وظائف تناسب مهاراتهم، وتجاوز التعقيدات القانونية المتعلقة بالإقامة والجنسية.
ومع ذلك، شارك السوريون بشكل ملحوظ في سوق العمل والتعليم، حيث استفاد العديد منهم من برامج التدريب المهني والتعليم العالي التي توفرها الحكومة.
وعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي، أسهم السوريون في إثراء المجتمع الألماني عبر الأنشطة الفنية، والمطاعم، والمبادرات المدنية التي تعزز التعايش الثقافي.
ورغم قصص النجاح، يواجه البعض التمييز بسبب تصاعد الخطاب الشعبوي المناهض للهجرة، مما يثير تساؤلات عن استدامة سياسات الدمج. وفي المقابل، تسعى شريحة الشباب السوري إلى الاستفادة من النظام التعليمي المتقدم وبناء مستقبل مهني قوي، مما يعكس طموحهم لتحقيق الاستقرار والمساهمة في المجتمع الجديد.