icon
التغطية الحية

السوريون الكرد يحتفلون بعيد النوروز.. ولادة حياة جديدة |صور

2022.03.21 | 19:23 دمشق

nwrwz_alqamshly.jpg
احتفالات عيد النوروز في القامشلي - الإثنين 21 آذار (arta fm)
إسطنبول - محمد حسن
+A
حجم الخط
-A

احتفل الآلاف من السوريين الكرد في عدة مدة سورية ليلة أمس واليوم الإثنين بمناسبة عيد النوروز الذي يصادف يوم 21 من آذار من كل عام.

وأوقد الأهالي ليل أمس شعلة نوروز في كل من مدينة القامشلي والحسكة وعين العرب (كوباني) والمالكية (ديرك) وعامودا، شمال شرقي سوريا، كما أشعل بعض الأهالي النار في مدينة عفرين شمال غربي سوريا، احتفالاً بقدوم النوروز.

إيقاد شعلة نوروز في عدة مدن شمال شرقي سوريا - الأحد 20 من آذار (arta fm)

 

وأقيمت اليوم في أغلب مدن شمال شرقي سوريا احتفالات نوروز، حيث خرج الأهالي إلى الطبيعة، مرتدين أزياءهم الفولكلورية، معبرين عن فرحهم بولادة يوم جديد، كما أقيمت مهرجانات قُدمت فيها عروض مسرحية وغنائية ودبكات فولكلورية.

احتفالات بعيد نوروز في عدة مدن شمال شرقي سوريا - الإثنين 21 من آذار (arta fm)

 

نوروز.. ولادة حياة جديدة

ويعتبر عيد نوروز بالنسبة للشعب الكردي هو يوم الحرية التي ناضلوا من أجلها على مر العصور وما زالوا، وهو ولادة حياة جديدة مع بداية قدوم الربيع بألوانه الجميلة، ويعتبره الكرد يوم التشبث بالأرض وإثبات هويتهم وثقافتهم.

وبالنسبة لأصل تسميته، فمن المعروف أن يوم النوروز يعبّر عن بداية فصل الربيع، ويعتبر رأس السنة الكردية، وبداية العام الجديد، ومعنى نوروز هو (اليوم الجديد)، وتختلف كتابتها باختلاف البلدان.

ومن أكثر الأساطير أو القصص المتداولة حول عيد النوروز عند الشعب الكردي هي أسطورة "كاوا الحداد" الذي تشبه قصته ما جاء في "ملحمة الملوك - شاهنامه" الفارسية، حيث يروي الفردوسي قصة "كاوا الحداد" الذي قاوم وانتصر على ملك شرير يُدعي "الملك زهاك أو ضحاك".

وتقول القصة إنه "كان لدى هذا الملك أفاعٍ على كتفيه لا تتغذى سوى على أدمغة الأطفال، وسلب الطاغي أطفال كاوا الـ 15 ولم يتبقَ لديه سوى فتاة صغيرة، وأراد الحداد أن يفدي ابنته بروحه فتوجه إلى قصر الملك وحاربه وانتصر بمطرقته على سيف الظالم، وأشعل النيران على سقف القصر وحمل شعلة بيده، فعرف الأهالي أن مشعل الحرية ارتفع وأن شمس الـ 21 من آذار هي ولادة جديدة وفصل يبشر باللون الأخضر والفرح".

أجواء نوروز

مع بداية ليلة نوروز يشعل الكرد النار على رؤوس الجبال قبل شروق شمس العام الجديد، وفي يوم النوروز يرتدي الغالبية من الكرد أزياءهم التقليدية، كما تلبس النساء الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.

وفي يوم النوروز يخرجون إلى الطبيعة للاحتفال بهذا اليوم، معبرين عن فرحهم وسعادتهم، حيث تجتمع العائلات والأصدقاء على الأغاني الفلكلورية والدبكات والرقصات، ويتخلله العروض المسرحية والغنائية، كما تقام حفلات الشواء في أحضان الطبيعة.

هذه الاحتفالات يطغى عليها الطابع الاجتماعي أو العادات الاجتماعية، ولكن حديثاً بدأ يدخل عليها طابع سياسي، فمثلاً في تركيا وأوروبا يكون الاحتفال بالعيد على شكل مهرجان كبير يقام في مراكز المدن، حيث تجتمع حشود كبيرة حول منصة تقام عليها دبكات ورقصات وفنانون يغنون الأغاني القومية الحماسية ويتخلل الحفل خطابات سياسية.

عيد النوروز لا يحتفل به الكرد فقط، بل أيضاً (إيران وأذربيجان وأفغانستان وألبانيا وتركمانستان وتركيا ومقدونيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان والهند). وبحسب اليونيسكو يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز، وفي شباط 2010 أعلنت اليونيسكو 21 من آذار يوماً دولياً "يوم نوروز الدولي"، وفي عام 2009 سجل عيد نوروز على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بوصفه تقليداً ثقافياً تحتفل به الكثير من الشعوب.