icon
التغطية الحية

السفير البابوي في دمشق يدعو المجتمع الدولي لإزالة العقوبات عن نظام الأسد

2021.11.30 | 08:37 دمشق

cq5dam.thumbnail.cropped.1000.563.jpeg
أشار سفير الفاتيكان إلى أن قنبلة مروعة من نوع آخر انفجرت في سوريا وفتحت بصمت جرحاً كبيراً
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

دعا سفير الفاتيكان في سوريا، الكاردينال ماريو زيناري، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى "اتخاذ خطوة حسن نية وإزالة العقوبات الاقتصادية، حتى تتمكن سوريا من البدء في إعادة بناء اقتصادها وإعادة تشغيله"، موضحاً أن "العالم ينسى المعاناة التي يعيشها الشعب السوري".

ونشر موقع "أخبار الفاتيكان" تقريراً تحدث فيه السفير البابوي، الذي يعيش في دمشق منذ 13 عاماً، عن مشاهداته وانطباعاته عن الحياة في مناطق سيطرة النظام، مشيراً إلى أن "العقوبات الدولية تتضافر مع الفساد المتزايد ووباء كورونا والأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان لوضع عبء اقتصادي ثقيل على السوريين".

وأوضح الكاردينال زيناري أن سوريا "تواجه حالة من عدم اليقين الاقتصادي المستمر، إلى حد كبير نتيجة العقوبات الدولية ضد النظام"، مؤكداً على أن "الناس الفقراء هم من يعانون"، وذلك في إشارة إلى تقرير برنامج الغذاء العالمي الذي أفاد بأن 12 مليون سوري، نحو 60 % من السكان، يعيشون في حالة انعدام أمن غذائي.

 

قنبلة اقتصادية تنفجر في سوريا

وقال السفير البابوي إن "الحياة في شوارع دمشق تبدو مثل أي عاصمة أخرى كبيرة في الشرق الأوسط، حيث تمتلئ الشوارع عندما يقود الناس سياراتهم من وإلى العمل، والمحال التجارية مليئة بالمواد الغذائية".

وأضاف "مع ذلك، انظر عن كثب لتكشف الواقع القاسي لهذه الحياة، فبعد سنوات من الحرب، أصبحت أسعار السلع باهظة مقارنة بالرواتب، وانهارت الطبقة الوسطى، و 90 % من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر"، مشيراً إلى أن "الموظف الحكومي يكسب نحو 75 ألف ليرة سورية، أو ما يعادل 60 دولاراً أميركياً، بينما يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من حليب الأطفال أقل بقليل من 10 دولارات، ويكلف ملء خزان الوقود للسيارات نحو 16 دولاراً".

وأكد الكاردينال زيناري على أن "هذا الواقع الاقتصادي ترك 17 مليون شخص بقوا في سوريا، بينهم 6.7 نازح داخلي، من دون أمل حتى لو ضئيلاً بحياة كريمة"، معرباً عن أسفه لهذا الوضع اليائس.

وأوضح "بطبيعة الحال، شعرت بألم شديد عندما شاهدت الناس، ولا سيما الأطفال، يموتون في أثناء الحرب، ولكن ما وراء هذه المعاناة، كان الناس يحافظون على بصيص الأمل بأن الحرب ستنتهي في نهاية المطاف، وسيتمكنون من العودة إلى العمل، وكسب القليل من المال، وربما إصلاح منازلهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية".

لكنه أشار إلى أن "هذا الحلم بعيد كل البعد عن الواقع الذي يواجهه السوريون اليوم المليء بالفقر"، مؤكداً على أن "القنابل لم تعد تتساقط في أجزاء كثيرة من سوريا، لكن قنبلة مروعة أخرى انفجرت وفتحت بصمت جرحاً كبيراً"، في إشارة منه إلى الفقر والأزمة الاقتصادية التي يعيشها 90 % من السوريين.

 

حرب منسية ومؤتمر للكنيسة السورية

من جانب آخر، قال الكاردينال زيناري إن "هناك حقيقة أخرى مؤلمة، تتمثل في قلة الاهتمام من جانب وسائل الإعلام الدولية بشأن الأوضاع في سوريا".

وأوضح أنه "حتى قبل عامين كنت أتلقى طلبات مقابلة من جميع أنحاء العالم، بينما الآن لا أحد يسأل عن سوريا، يقولون لي إن الأخبار عن سوريا لم تعد مثيرة للاهتمام من الناحية الصحفية".

وأشار السفير البابوي إلى أنه دعا إلى عقد مؤتمر للكنيسة السورية بأكملها والهيئات الخيرية العاملة في سوريا، في الفترة بين 15 و17 آذار من العام 2022، مضيفاً أن "الهدف هو تنسيق العديد من الأنشطة الخيرية في سوريا لخدمة المحتاجين بشكل أفضل".

وأضاف أنه "على مدى السنوات العشر الماضية، عمل الجميع بحسن نية ولكن بتنسيق ضئيل مع الآخرين، لذلك فإن عمل الكنيسة بشكل جماعي مع الجميع، هو مناسبة رائعة للمضي قدماً في هذه اللحظة الصعبة للغاية بالنسبة لسوريا".