icon
التغطية الحية

السباحة السورية يسرى مارديني: الرياضة كانت سبيلنا للخروج

2021.01.07 | 14:45 دمشق

nny7unvb0p0eebtxvsvp.jpg
أولمبيك تشانيل- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

هربت يسرى مارديني من الحرب في بلدها سوريا في شهر آب من العام 2015، حيث مضت مع شقيقتها في رحلة شاقة، وذلك عندما ركبتا في الطيارة من دمشق إلى لبنان، ثم توجهتا إلى تركيا، ومن تركيا ركبتا قارباً أوصلهما إلى اليونان.

وكان من المفترض للرحلة بالقارب أن تستغرق 45 دقيقة، لأن المسافة لا تتجاوز عشرة كيلومترات، إلا أن القارب المخصص لستة أو سبعة أشخاص تعطل بمجرد أن ركب فيه عشرون شخصاً. وبعد مرور عشرين دقيقة، وجدت يسرى نفسها مع شقيقتها وأحد أصدقاء أبيها واثنين آخرين من الركاب وسط الماء، فأخذ كل منهم يدفع القارب الذي تعطل نحو الشاطئ بعد مضي أكثر من ثلاث ساعات، وعن تلك التجربة تقول يسرى: "كنا نسمع طيلة الرحلة الجميع يبتهلون ويدعون الله بصوت واحد".

واصلت يسرى رحلتها إلى وجهتها الأخيرة، أي ألمانيا، سيراً على الأقدام، وبالحافلة، كما استعانت بالمهربين أيضاً. وبعد مرور أقل من عام على ذلك، خاضت يسرى مسابقة في ريو دي جانيرو عام 2016 لتنضم إلى أول فريق أولمبي للاجئين أسسته اللجنة الأولمبية الدولية في تاريخها. وعن تلك التجربة تحدثنا ابنة الـ 22 ربيعاً فتقول: "كانت الرياضة سبيلنا للخروج، إذ كانت الشيء الذي منحنا الأمل لبناء حياة جديدة لنا".

 

وتخبرنا يسرى بأنها أقامت علاقات وطيدة مع زملائها في فريق اللاجئين، إذ ما يزالون يتواصلون مع بعضهم بعضا حتى اليوم من خلال مجموعة قاموا بإنشائها على تطبيق واتساب، وعن ذلك تقول: "ذكرياتي مع كل فرد منهم رائعة للغاية، ولهذا كلما حقق أحدنا إنجازاً رائعاً فإننا نعلم بعضنا به".

وقد شملت تلك التهاني يسرى نفسها بكل تأكيد، بما أنها بدأت مؤخراً بإقامة مخيمات لتدريب أطفال اللاجئين على السباحة. وبالرغم من عدم تمكنها من حضور أول مخيم في شهر كانون الأول 2019، فإنها تأثرت كثيراً بما رأته عبر الشابكة، ولهذا تقول: "كان ذلك أول عمل خيري أقوم به، وكانت تلك أول مدرسة للسباحة أقيمها. ولهذا أصابتني خيبة أمل كبيرة لعدم مشاركتي... لكنها لن تكون آخر مرة أقوم بها بذلك، لأني سأفعل ذلك مجدداً".

وثمة شيء آخر تتمنى يسرى أن تفعله مجدداً وهو السفر للمشاركة بالألعاب الأولمبية، إذ مع حلول العام الجديد باتت دورة الألعاب الأولمبية أقرب، ولهذا تخبرنا بأنها ستحافظ على روح معنوية عالية خلال الأشهر القادمة، وهذا ما عبرت عنه بالقول: "لقد اعترتني حماسة غامرة عندما أدركت أن دورة الألعاب الأولمبية ستنطلق بعد 200 يوم، إذ أحسست أنها باتت قريبة للغاية، ولهذا شعرت بالخوف. لكني متحمسة لأننا نعمل ونتدرب من أجلها طيلة الوقت. إلا أنه من الواضح أن ذلك يختلف عن الأيام العادية بوجود الجائحة وكل ما يجري حولنا. غير أننا نحاول -كما يفعل الرياضيون- أن نكون إيجابيين قدر الإمكان، وأن نعمل ما بوسعنا لتحقيق أحلامنا".

 

يذكر أن يسرى منذ أن شاركت بمسابقات السباحة في دورة الألعاب الأولمبية بريو قامت بنشر قصتها على شكل كتاب أصبح ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ويحمل هذا الكتاب العنوان: "فراشة" إلى جانب صورة تعريفية ببطلته.

وعن ذلك تخبرنا يسرى فتقول: "إنني أحكي قصتي لأني أريد للناس أن يعرفوا بأن الرياضة أنقذت حياتي".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Yusra Mardini (@mardiniysra)

لكن هدف يسرى أكبر من ذلك بكثير، كونها تتمنى أن تذكر قصتها العالم بأسره بأن اللاجئين ليسوا مجرد قصص ترد في الأخبار، بل إنهم أناس من لحم ودم أيضاً، ولهذا تقول يسرى: "إنني أخبر الناس دوماً بأنهم طبيعيون وبأننا طبيعيون وعاديون، وبأننا لم نأت من دولة فقيرة، فهذا غير صحيح، أجل غير صحيح، ثم إننا لم نأت هنا دون أن تكون لدينا أحلام، كما أن بيننا الكثير من الأطباء والمهندسين والسباحين، ولهذا أحاول دوماً أن أخبر الناس بأن ذلك أمر طبيعي، وبأن لدينا كل ما لديهم... وأريد أيضاً أن أذكر الجميع بأن اللاجئين ما يزالون في المخيمات، وبأنهم بحاجة ماسة لمساعدتنا".

المصدر: أولمبيك تشانيل