icon
التغطية الحية

الربطة بـ 1500 ليرة في دمشق.. تجارة الخبز تنتعش في السوق السوداء

2022.02.13 | 08:37 دمشق

20210226-1614332115395-original.jpg
تجمع للأهالي أمام أحد أفران العاصمة دمشق (فيس بوك)
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

ازداد عدد باعة الخبز المدعوم في السوق السوداء بشكل ملحوظ الفترة الأخيرة بالقرب من الأفران، وبات عملهم علنياً دون أي خوف من الدوريات (أمن وشرطة وتموين) وفقاً لعبادة وهو بائع خبز قرب أفران ابن العميد بدمشق عمره 17 عاماً.

يؤكد "عبادة" أنه وباقي الباعة كانوا قبل قرار رفع الدعم الأخير، إما يبيعون الخبز للسيارات بعيداً عن الفرن، أو بشكل سري على الطرف المقابل من الفرن، بتخبئة الربطات بمكان مخفي والبيع لمن يطلب، حتى بات من يريد الخبز دون الوقوف على الدور، يتجه فوراً للطرف المقابل ويبحث عن مراده بالسؤال.

وتابع "كان الفرن قد حدد لنا تسعيرة للربطة تتراوح بين 700 - 800 ليرة لنقوم ببيعها بـ 1000 ليرة، ولإبعاد الشبهات نقوم بإعطاء الموظف على الشباك بطاقة ذكية في كل مرة نريد أن نأخذ الخبز، لكن حقيقة هي ذات البطاقة نستخدمها طوال اليوم، وذلك فقط لإيهام الناس أن ما نقوم به هو قطع مخصصات بطاقات أسر أخرى كنا قد جمعناها، إلا أن الحقيقة هي وجود مخصصات لنا في الفرن يومياً للتجارة بها، وهذا لا ينفي شراءنا للبطاقات ممن يريد".

 

 

بعد قرار رفع الدعم عن نحو 600 ألف بطاقة منذ بداية شباط الجاري، باتت تجارة الخبز أسهل، والسعر المحدد للتجار هو 1300 ليرة كما هو سعر الربطة للأشخاص خارج الدعم، وعليه يحصل التجار على ما يردون ويبيعون الربطة بـ 1500 ليرة في السوق السوداء، ويذهب هامش الربح الأكبر إلى الفرن الذي يقتطع مخصصات للتجار يومياً.

من أين تأتي هذه الكميات؟

يؤكد أحد عمال الأفران، أن الفرن قادر على التحكم بحجم الإنتاج يومياً بتقليص حجم الرغيف ووزن الربطة ولو بنسبة بسيطة جداً، وعليه تكون هناك كميات زائدة جيّدة لا يمكن ضبطها نهائياً من قبل أي جهة، وهذه الكميات تباع للتجار وتعود أرباحها لجميع العاملين بالفرن.

وأضاف "وزارة التجارة تغض البصر عن تجارة الخبز بالأفران نتيجة تدني رواتب المياومين في الفرن، ولو هذا المصدر للرزق لما بقي عامل فرن على رأس عمله، فهو يعدّ المصدر الأساسي لهم وليس الراتب الحكومي الذي لا يتجاوز الـ 60 ألف ليرة شهرياً بعد رفعه 100% مؤخراً.

وأشار إلى أن هناك مصادر أخرى للربح ضمن الفرن، وهي بيع العجين أو الطحين، لكن مؤخراً كان هناك تدقيق عليها، لذلك تبقى تجارة الخبز أمراً أكثر سلامة بالنسبة للمياومين أمام أي عملية تفتيش.

تجارة الخبز في السوق السوداء تحقق أرباحاً جيدة

تقول صفية (س) 45 عاماً مهجرة من حرستا، وهي بائعة خبز أيضاً على استراد الفيحاء، إنها تبيع يومياً ما يصل إلى 50 ربطة خلال 5 – 6 ساعات عمل فقط، وتصل مرابحها إلى 10 آلاف ليرة، أي 300 ألف ليرة بالشهر، وهو مبلغ لا يكفي لسد رمق عائلتها، لكنها تقول إن هذا المبلغ يسدد إيجار المنزل بـ150 ألف ليرة، وتبقى 150 أخرى تساعد فيها زوجها بالإنفاق على المنزل.

في حين تحصل صفية على 10 آلاف ليرة يومياً، يحصل الفرن على 65 ألف ليرة كونه يبيع الربطات لهم بـ1300 ليرة، وهي من خارج مخصصات البطاقات، وبالتالي هي مربح صاف، ويعدّ هذا المبلغ أكبر من راتب (العمل بنظام اليوم) شهرياً، وعليه لو باع المخبز صفية فقط يومياً 50 ربطة، تصل مرابحه الشهرية إلى نحو 1.95 مليون ليرة، ولو افترضنا هناك 5 بائعين فقط يتعاقدون مع الفرن، فتصل المرابح الشهرية التي توزع على المياومين إلى 9.75 ملايين ليرة، ولو افترضنا هناك 25 عاملا في الفرن من أول خط الإنتاج حتى البيع، تكون حصة الواحد منهم نحو 390 ألف ليرة، في حال وزّعت بالتساوي.