icon
التغطية الحية

الراتب لا يكفي.. مدرّسون في الغوطة يبحثون عن عمل آخر غير التعليم

2023.01.12 | 17:28 دمشق

المجمع التربوي دوما
المجمع التربوي في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية (تلفزيون سوريا)
ريف دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

يعاني المدرّسون في الغوطة الشرقية من الفجوة الكبيرة بين الرواتب المتدنيّة والمصاريف والاحتياجات الشهرية في ظل الارتفاع الكبير للأسعار، ما دفع كثيرا منهم للبحث عن عملٍ آخر.

وقال مدرّسون من الغوطة - فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم - لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ رواتب المدرّسين العاملين في المدارس العامة لا تغطّي 10% من احتياجاتهم ومصاريفهم الشهرية.

وأضافوا أنّ راتب المدرّس لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة سوريّة وغالباً يتأخّر وصوله، وسط ظروف معيشية واقتصادية متردّية، أدّت إلى تراكم ما عليهم من ديونٍ وأقساط، نتيجة عدم القدرة على سدادها، فضلاً عن عدم تمكّنهم من تأمين احتياجاتهم الأساسية.

"البحث عن عملٍ آخر غير التعليم"

تضاعف معاناة المدرّسين في ظل تدنّي الرواتب وارتفاع أسعار كل المواد الرئيسية واللازمة، دفع كثيرا منهم إلى ترك مهنةِ التعليم والبحث واللجوء إلى عملٍ آخر في مجالات مختلفة، بهدف تأمين قوتهم ومصاريف معيشتهم اليومية.

وبحسب المدرّسين، فإنّ "المدرّس الذي لا يعمل عملاً آخر إلى جانب مهنة التدريس، يعدّ من أتعس الناس، لأنّ راتبه الشهر لا يكفي لأيامٍ قليلة، لذلك لن يكون مرتاحاً في معيشته، ولن يتمكّن من تعليم التلاميذ والطلاب بشكل جيّد".

وما يزيد من معاناة بعض المدرّسين، اضطرار البعض للتنقّل وقطع مسافاتٍ طويلة تصل إلى أكثر من 10 كيلومترات بشكل يومي، والتي يترتّب عليها مصاريف إضافية لقاء المواصلات، دون أي تعويضٍ، فضلاً عن عدم الاستجابة لطلباتهم التي قدّموها لـ"مديرية التربية" في ريف دمشق، من أجل نقلهم إلى مدارس قريبة من سكنهم، أملاً بتخفيف جزءٍ من المصاريف، لكن دون جدوى.

الكثير من المدرّسين ابتعدوا بشكل نهائي عن مهنة التدريس، واختاروا العمل في مجالات عديدة أبرزها الصناعة والتجارة، وهذه النسبة تجاوزت الـ40% من مجمل مناطق الغوطة الشرقية، بسبب قلة الرواتب وتدنّيها وتأخرها في بعض الأحيان لعدة أشهر.

واقع التعليم في الغوطة

وما يعاني منه المدرّسون الذين يواصلون عملية التعليم، هو الضغط الكبير داخل الصفوف المدرسية، حيث يضم الصف الواحد أكثر من 45 طالباً، نتيجة خروج العديد من المدارس عن الخدمة (بسبب تعرّضها لقصف النظام وميليشياته، قبل سيطرته على الغوطة)، وعدم العمل على تأهيلها من قبل المسؤولين في "مديرية التربية".

محمد - أحد المدرّسين في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية - قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه يُدرّس مادة اللغة العربية منذ أكثر من 15 عاماً، وعانى الكثير خلال مزاولته للمهنة في ظل القصف والمعارك، منذ العام 2012، وتنقّله بين مدينة دمشق والغوطة، التي فُرض عليها الحصار لسنوات.

وتابع: "اليوم وبعد كل هذه السنوات قدّمت استقالتي وتركت السلك التعليمي، بسبب الظروف المعيشية القاسية التي تمر بها المنطقة، وسأعمل في مجال الزراعة الذي ورثته عن والدي لتأمين مستلزمات ومصاريف عائلتي، فراتبي الشهري بالكاد يكفيه لـ عشرة أيام فقط".

أم جابر - اسم مستعار لإحدى المدرّسات في مدينة دوما - قالت لـ موقع تلفزيون سوريا إنّها تعمل في مجال التدريس بالمرحلة الابتدائية، لكن الراتب التي تتقاضاه لا يكفيها ثمن طعام وشراب لأطفالها، فهي أم لطفلين وزوجها متوفى نتيجة الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، بداية عام 2018".

وأضافت أنها تعمل في مجال الخياطة داخل منزلها كعمل إضافي مع عملها في التدريس، كي تستطيع العيش وتأمين مستلزمات الحياة لها ولأطفالها الذين لا يتجاوز أعمارهم الـ7 و5 سنوات"، مشيرةً إلى أنّ "العمل في مجال التدريس فقط كان مرهقاً لها، ومع إضافة عمل آخر عليه، زادت معاناتها وبدأت تشتكي من أمراضٍ عديدة".