icon
التغطية الحية

الذهب ليس أولوية للسوريين والصاغة عاطلون عن العمل

2020.09.04 | 18:08 دمشق

img_2523_002.jpg
سوق الصاغة في دمشق (تلفزيون سوريا)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

(بالكاد نستطيع دفع إيجارات المحالّ وأما على صعيد البيع فالأوضاع أسوأ مما يتم نقله من جمعية الصاغة التي لا يهمها سوى اشتراكات الصياغ المالية) هذا ما قاله صائغ  لموقع تلفزيون سوريا، وطلب عدم ذكر اسمه لأن القبضة الأمنية هي جزء من معاناة أهل السوق.

 

400 غرام يومياً

الانهيار تعكسه الأرقام حول المبيعات التي تدنت إلى أدنى مستوى نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة، وعزوف الناس عن شراء الذهب بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره.

أحد الصاغة يقول لتلفزيون سوريا: (حال السوق يدعو للبكاء تمر أيام طويلة لا نبيع فيه خاتماً وهذا الوضع طبيعي فالناس تحدد أولوياتها للطعام والشراب واللباس، وكورونا قضى على من بقي من الزبائن).

صائغ آخر عبر عن سعادته ساخراً لتحسن أوضاعه هذا الشهر فقد باع خاتم خطوبة وأصلح (سنسالاً) لامرأة مسنة قادمة من الخليج.

9-560x360.jpg تاااااا.JPG
سوق الصاغة في دمشق (تلفزيون سوريا)

 

كذبة الذهب

بعيداً عن اللصوص والمترفين وتجار الحروب وضباط الجيش في قوات النظام و"العفيشة" كيف تتدبر الأسر العادية أحوال الزواج والخطوبة وإن كانت قليلة؟ تقول أم محمد لموقع تلفزيون سوريا: (الذهب الروسي والصيني هو الحل الوحيد لكي تظهر العروس بمصاغ ذهبي أمام صديقاتها وأقاربها).

أمر آخر من الممكن أن يكون حلاً لـمناسبات كهذه لدى بعض الأسر التي ما زالت تحتفظ ببعض المصاغ في بيوتها تحسباً لأيام أكثر سواداً، وتقول فائزة من حي الميدان: (نتبادل المصوغات في المناسبات وأنا ألبست ابنتي ما لدي من أساور وخواتم لكي لا يفتضح حالنا أمام الأقارب).

هل يمكن أن يصل الأمر بالعاملين بالذهب إلى أن يحسدوا باعة البسطات ومحلات بيع البسكويت والمعلبات؟! أحد الصياغ في سوق الصاغة القديم يقول: (على الأقل بائع البسطة يشعر أنه في حالة بيع ويجدد كل يوم بضاعته نحن يومياً نفتح علب المصوغات ثم نعيد ترتيبها من جديد).

IMG_2518 (002).JPG
سوق الصاغة في دمشق (تلفزيون سوريا)

 

الصائغ الذي يجاوره محل لبيع المعلبات يتمنى لو أنه لم يتورط بهذه المهنة المحسوبة على المترفين لأن الواقع ليس كذلك: (جاري محله أقل إيجاراً وأكبر دخلاً كما أنه مرتاح البال فبورصة الذهب كل يوم بحال وقد تهوي فجأة أما هو فكل يوم لصالحه).

باعة قوارير الماء والذرة والمنظفات يفترشون آخر السوق وبعضهم يقف أمام محال الذهب فالسوق لم يعد حكراً على الصاغة يقول أحد أصحاب البسطات: (كلنا متعبون الصائغ والموظف وبائع الماء وأنا لا أحسد أحدا على نعمته ولا أشمت بزوالها).

انهيارات كبيرة وأسعار مرتفعة لمبيع غرام الذهب بفعل ارتفاع السعر العالمي وانهيار الليرة السورية، فأمس الخميس بحسب جمعية الصاغة بدمشق بلغ سعرغرام عيار 21 بـعد تحسن طفيف 111500 ليرة للشراء  و 112000 ليرة للمبيع فيما عيار 18 بلغ سعره  95500 ليرة للشراء و 96000 ليرة للمبيع.

ويقع سوق الصاغة مقابل باب الجامع الأموي الجنوبي المعروف بباب الزيادة، وهو سوق نصفه مكشوف والنصف الآخر مقبب، تشغله محلات بيع الذهب والمجوهرات والتحف الشرقية وبضع محلات لبيع الأحذية التقليدية.