icon
التغطية الحية

الدفاع المدني ينجز مشروع "نهر صناعي" لمد ريف حلب الجنوبي بالمياه

2019.12.25 | 15:51 دمشق

nhr-snay.jpg
منصور حسين - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

لا يقتصر دور الدفاع المدني السوري المعروف باسم "الخوذ البيضاء" على إنقاذ الأرواح وإزالة الأنقاض، بل تعدى ذلك إلى فتح الطرق وتجهيز البنى التحتية وترحيل مخلفات القصف وغيرها من المشاريع الخدمية التي كان آخرها إنجاز مشروع النهر الاصطناعي "الخزان المائي" بريف حلب الجنوبي.

ويعتبر مشروع شق نهر اصطناعي قرب قرية الكماري بريف حلب الجنوبي أحد أهم المشاريع الخدمية التي أقيمت في المنطقة، نظراً لما يقاسيه المزارعون من شح المياه نتيجة جفاف نهر قويق وتلوثه، وانحسار المياه الجوفية خلال فصل الصيف، في ظل ارتفاع أسعار الوقود اللازم لاستخراج المياه الجوفية وتشغيل عنفات الري.

تأمين مياه لعشرات الهكتارات

وعن مشروع النهر الاصطناعي قال فيصل محمد علي قائد قطاع الدفاع المدني بريف حلب الجنوبي لتلفزيون سوريا: "أنجز المشروع قرب قرية الكماري بريف حلب الجنوبي، ويبلغ طول النهر الاصطناعي أو الخزان المائي 1440 متراً بارتفاع أربعة أمتار، وقد استمر العمل عليه ثلاثة أيام متواصلة من قبل فرق الدفاع المدني في ريف حلب الجنوبي".

وعن أهداف المشروع يوضح فيصل العلي أن الغرض من المشروع هو تأمين المياه لعشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية من خلال تخزين مياه الأمطار ومياه نهر قويق خلال فترة جريانه شتاءً، عن طريق الخندق الذي تم تجهيزه.

وأضاف "سيكون النهر الاصطناعي قادراً على توفير المياه للأراضي الزراعية الملاصقة له، إضافة إلى إمكانية إيصال المياه إلى الأراضي الزراعية البعيدة عن طريق مد أنابيب الري، في محاولة للتخفيف من معاناة المزارعين، وتقديم يد العون لهم في ظل ما يعانونه من تراجع إنتاج محاصيلهم الموسمية، نتيجة شح المياه خلال فصل الصيف وهو فصل الزراعة في المنطقة، وارتفاع كلفة استخراج المياه الجوفية".

أزمة مائية

ويأتي المشروع في الوقت الذي تعاني منه القرى والبلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة بريف حلب الجنوبي أزمة مائية حادة، نتيجة ضعف جريان نهر قويق شتاءً الذي كان يغذي قرى وبلدات منطقة "سمعان الشرقية" وتلوثه وجفاف معظم أقنيته صيفاً، في ظل انخفاض مستوى المياه الجوفية، الأمر الذي انعكس سلباً على المزارعين الذين يعتمدون على مياه النهر في ري محاصيلهم.

ويقول "أبو اسماعيل" مزارع من مدينة "الزربة" إن المشروع يعتبر بداية جيدة لمواجهة مخاطر نقص المياه في المنطقة، وبإمكانه تلبية احتياجات عشرات الهكتارات من المياه في حال أمكن تخزين كميات كافية من مياه الأمطار كما هو مخطط له، إلا أنه يبقى غير كافي لسد كامل النقص، خاصة وأن المنطقة تعتمد على الزراعة المروية نظراً لطبيعة الأرض.

ويضيف أن مناطق ريف حلب الجنوبي الخزان الزراعي لسوق "المحرر" من الحبوب والبقوليات، وتحتاج المنطقة إلى خمسة أو ستة مشاريع مشابهة لمشروع الخزان الكبير في قرية الكماري، لتفادي حالة الجفاف التي تصيب الأراضي خلال فصل الصيف، وتعديل الإنتاج الزراعي لها، بعد ارتفاع أسعار الوقود اللازمة لاستخراج المياه الجوفية وتشغيل العنفات، وبالتالي الحصول على كميات مضاعفة من الإنتاج.

مشاريع مشابهة

المهندس الزراعي عبد الرزاق طالب رئيس "دائرة زراعة الزربة" قال إنه خلال الأشهر القليلة الماضية أنجزت المؤسسات المحلية عدة مشاريع تهدف إلى توفير المياه للأراضي الزراعية، أبرزها فتح مجرى مائي من بلدة "زيتان" بريف حلب الجنوبي وصولاً لمنطقة "معمل البوادقجي" مروراً بالأراضي الزراعية القريبة من طريق دمشق- حلب الدولي، وهو مشروع يخدم مساحة تصل إلى 500 هكتار، من قرى برنة، البرقوم، زيتان ومنطقة الزربة.

وتابع "كما قمنا بإعادة تأهيل العديد من المجاري المائية المتفرعة عن نهر قويق والقيام بدوريات تنظيف منظمة للنهر، وهي مشاريع ستزيد من كمية المياه وتساهم في وصولها لأكبر مساحة ممكنة من الأراضي، إضافة إلى مساهمة هذه المشاريع بتوفير الكثير من الأموال التي يصرفها المزارعون على استخراج المياه الجوفية في ظل ارتفاع أسعار الوقود".

يأمل القائمون على المشاريع الخدمية الخاصة بالزراعة بريف حلب الجنوبي، بتجاوز محنة شح مياه الري، وإعادة مستوى الإنتاج الزراعي إلى سابق عهده، لما تحمله المنطقة من أهمية زراعية لا تقتصر على مد المنطقة بالغذاء فقط، إنما للحفاظ على المنطقة التي تعتبر منتجات أرضها احتياطياً مهما لبنك الحبوب الدولي "إيكاردا".