استجابت فرق الدفاع المدني السوري في شمال غربي سوريا منذ بداية العام الجاري لـ 67 حريقاً نشب في مخيمات وخيم النازحين، وأكد الدفاع المدني في بيان أن "الحل الوحيد لما يعانيه المهجرون قسراً في مخيمات الشمال السوري هو عودتهم الآمنة لمنازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا".
وبعد فصل شتاء مأساوي، عادت الحرائق لتهدد مخيمات المهجرين والنازحين مؤخراً نتيجة افتقاد المخيمات وخاصة العشوائية للحد الأدنى من إجراءات السلامة، وارتفاع درجات الحرارة صيفاً، في حين كان السبب الرئيسي للحرائق في فصل الشتاء وسائل التدفئة الخطيرة.
ويوم الإثنين الفائت توفيت امرأتان كلتاهما حامل، وطفل بعمر 8 سنوات، وهم مهجرون قسراً من بلدة ياقد العدس غربي حلب، في مخيم "نبع الأمل" قرب بلدة حزرة شمالي إدلب، نتيجة تسرب الغاز في خيمتهم المبنية جدرانها من البلوك (الطوب) وسقفها من النايلون.
ومساء اليوم نفسه احترقت خيمة في مخيم أبو ظهور على أطراف مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي دون إصابات، كما حدث حريق مماثل صباح يوم أمس الثلاثاء، في مخيم الغدفة قرب سرمدا بريف إدلب الشمالي، ما أدى لاحتراق أربع خيام دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.
وأعلن الدفاع المدني في بيانه أنه استجاب منذ بداية العام الحالي وحتى الـ 10 من أيار لـ 67 حريقاً نشب في مخيمات وخيم النازحين في شمال غربي سوريا،في حين أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني في عام 2020 أكثر من 2600 حريق، بينها نحو 140 حريقاً في المخيمات، ونحو 450 حريقاً في منازل المدنيين.
وأشار البيان إلى أن حرائق المخيمات تعتبر أشد خطورة من الحرائق المنزلية بسبب طبيعة المواد المبنية منها والتي تكون في الغالب مواد سريعة الاشتعال (القماش والبلاستيك) إضافة لوجود الوقود في الخيام ما يجعل الحرائق سريعة الاشتعال وقد يصعب إطفاؤها مباشرة بسبب تلاصق الخيام وغياب أية فواصل بينها تمنع الانتقال السريع للحريق من خيمة لأخرى.
وتجد فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الوصول للحرائق في المخيمات، لا سيما في المخيمات العشوائية، والتي تفتقد لطرقات تسمح بوصول سيارات الإطفاء، ما يؤخر الوصول للحريق.
وأوضح البيان أن أسباب معظم الحرائق في المخيمات تعود لاستخدام مواد خطرة للحصول على مصدر حراري كالبلاستيك والنايلون ومخلفات قماشية نتيجة تردي أوضاع المدنيين الاقتصادية، أو الطهي داخل الخيام لغياب أماكن مخصصة للطبخ أو بسبب ماس كهربائي ناجم عن بطارية الإنارة، في ظل ضعف الخدمات في المخيمات و اكتظاظها، والتي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من مليون مدني يعيشون في نحو 1300 مخيم ، من بينها نحو 400 مخيم عشوائي.