icon
التغطية الحية

الخوذ البيضاء تتهم الصحة العالمية بعدم حماية السوريين من كورونا

2020.06.01 | 15:04 دمشق

7e50d143-1fde-4eea-a48e-ee25be310754.jpeg
تلفزيون سوريا - ترجمة ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة التيلغراف البريطانية في تقرير لها اليوم إن منظمة الخوذ البيضاء، اتهمت منظمة الصحة العالمية بعدم مساعدة الناس الأكثر عرضة للمرض في سوريا وحمايتهم من جائحة فيروس كورونا، في الوقت الذي يستعد فيه الأطباء لمواجهة تلك الكارثة.

وأوضحت الصحيفة أن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال غرب سوريا تعرضت للقصف على مدار السنوات التسع الماضية، وأصبحت تؤوي ملايين النازحين بسبب الحرب، ولهذا فإن منظمة الخوذ البيضاء التي يعرف عنها إنقاذها للمدنيين من بين حطام وركام الأبنية المدمرة بسبب قصف النظام وداعميه الروس، ركزت على جاهزية البلاد واستعدادها لموجة متوقعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وقال رائد الصالح مدير منظمة الخوذ البيضاء في حوار مع الصحيفة "أشعر بخيبة الأمل والإحباط، فلقد تسببت منظمة الصحة العالمية بتأخير الاستجابة للجائحة بسبب ضعف التنسيق بين فريق المهام لديهم والمنظمات غير الحكومية التي تعمل في هذه المنطقة".

وأضاف "كلما زاد إحساسي بالإحباط زاد شعوري بضرورة قيام هذه المؤسسة بالاعتذار لعموم الناس بسبب تقصيرها، وعجزها عن لعب دور ريادي في الاستجابة لهذه الجائحة التي تفشت في مختلف بقاع العالم".

وأوضح رائد الصالح بأن شمال غرب سوريا بحاجة لمبلغ يفوق 70 مليون دولار لمكافحة الجائحة، في حين أن الميزانية الحالية التي رصدتها منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات غير الحكومية بلغت 35 مليون دولار فقط.

هذا ولقد خصصت منظمة الخوذ البيضاء 25 سيارة إسعاف من بين 117 لنقل المصابين بفيروس كورونا، كما أنها تقوم بإرسال المتطوعين إلى التجمعات ليقوموا بعمليات التعقيم والتوعية عبر نشر معلومات حول هذا الفيروس. وتحاول هذه المنظمة أيضاً أن تقوم بتجربة صنع أجهزة تنفس اصطناعي عبر استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد، وتعمل على تصنيع واقيات وجه بلاستيكية.

وبحسب الصحيفة فإن الغارات التي شنها نظام الأسد وروسيا تسببت بتدمير غالبية المشافي في سوريا، وبهروب 70% من الأطباء الذين كانون يعيشون في سوريا قبل اندلاع الحرب. أما ما تبقى من مشاف فيفتقر إلى المعدات والتجهيزات والكوادر الطبية اللازمة لتشغيلها.

وحذر مارك لوكوك مدير الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة من أنه لا يمكن أن نتوقع لسوريا "أن تتأقلم مع أزمة فرضت تحديات حتى على أغنى الدول".

وأضاف "إذا انتشر هذا الفيروس في سوريا كما انتشر في باقي الأماكن، وهذا ما نفترضه حالياً، فإن هذا سينذر بمأساة كبيرة".

ورسمياً، أعلن في المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام عن ظهور 122 حالة إصابة وأربع وفيات، في الوقت الذي سجلت فيه المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد ثلاث حالات فقط. ولم تسجل أية حالة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة شمال غرب البلاد، ولكن من المتوقع أن تظهر أول حالة في إدلب خلال ستة أسابيع، ويمكن أن يصل عدد الإصابات في المخيمات التي تؤوي 1.2 مليون نازح في تلك المنطقة إلى 240 ألف إصابة.

وبسبب نقص المعدات، لا يمكن إلا لمشفى مدينة إدلب أن يجري ما بين 10-20 اختباراً للكشف عن الفيروس باليوم الواحد، كما أن التبرعات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية لإدلب لم تسد حاجة سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة.

ولهذا يرى رئيس مديرية الصحة بإدلب الدكتور منذر الخليل بأن منظمة الصحة العالمية نكثت بوعودها المتمثلة بتقديم 1.7 مليون جنيه إسترليني لمشفى مدينة إدلب، الذي يجب أن يشتمل على 20 سريراً في قسم العناية المركزة و30 سريراً في العنابر، و10 أسرة في قسم الإنعاش.

وعلق الخليل على ذلك قائلاً "إننا نعاني بسبب كل شيء، فمنظمة الصحة العالمية لا تبدي كبير فاعلية ولم تأخذ الأمر على محمل الجدية، إذ لا يتوفر لدينا سوى 47 جهاز تنفس اصطناعي".

من جانبه أنكر الدكتور محمود ضاهر ممثل منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب بتركيا، مزاعم الدكتور خليل، وقال بأن منظمة الصحة العالمية تجري محادثات مسبقة بخصوص الحصول على مبلغ 6.3 مليون دولار لتقدمها كمساعدات لشمال غرب سوريا.

وقد عبر عن ذلك بالقول "إنني أتفهم تماماً سبب الشعور بالإحباط، فمهما قدمنا لن نتمكن من تلبية احتياجات هذه المنطقة، ثم إن هنالك الكثير من المعاناة والمآسي، لذا أتمنى من الناس الدعم بدلاً من أن يقوموا بتوجيه الانتقادات".

هذا وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية بأنها أصبحت تدعم بشكل أكبر المشافي الثلاث التي تم تخصيصها كمراكز للعزل، وبأنها ستزودها بـ 90 جهاز تنفس اصطناعي.

إلا أن إليزابيث تسوركوف وهي عضو في معهد أبحاث السياسات الخارجية وخبيرة رائدة في الملف السوري ذكرت بأنه من غير المحتمل لكل ذلك أن يكفي لاستيعاب موجة المصابين المتوقعة.

وقد علقت على ذلك بالقول "لا توجد أسرة فارغة في وحدة العناية المركزة بإدلب، إذ ليست هنالك قدرة على الاستيعاب أصلاً. ويبدو أن منظمة الصحة العالمية تتوقع منهم أن يخلقوا أسرة جديدة بطريقة ما".

وأضافت بأن 90 جهاز تنفس جديداً يعتبر مجرد جزء بسيط من الأجهزة المطلوبة، وقالت: "إن الأمر لا يتعلق بأجهزة التنفس وحدها، بل أيضاً بوجود ما يكفي من الكوادر القادرة على استخدامها، ومدى اطلاعهم على طرق الإصابة والوقاية وإجراءات الضبط".

وذكرت السيدة تسوركوف بأن الناس في إدلب خلال شهر رمضان لهذا العام واصلوا تجمعاتهم للصلاة في المساجد، كما كانوا يخرجون للاهتمام بشؤونهم اليومية دون مراعاة قاعدة التباعد الاجتماعي.

وفي هذا السياق عبَّرَ كلٌ من السيد صالح والدكتور خليل عن استيائهما من قيام منظمة الصحة العالمية بوضع نماذج معدلات الإصابة المتوقعة وفقاً لنموذج ووهان، وذكرا بأن لدى الصين جهاز شرطة وحكومة أفضل وقدرة أكبر على فرض إجراءات الإغلاق مقارنة بما لدى المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا من إمكانيات.

فيما ردت منظمة الصحة العالمية بأن النماذج التي تضعها تقوم على أفضل المعلومات المتوفرة التي تخضع لمراجعة بصورة مستمرة.

وقد علق الدكتور خليل على ذلك بالقول "لقد تعرضنا للموت بسبب الغارات الجوية وهجمات بالأسلحة الكيماوية، لذا فإن فيروس كورونا هو مجرد مشكلة إضافية بالنسبة لنا ليس إلا".

للاطلاع على المادة الأصلية من صحيفة التيلغراف اضغط هنا