icon
التغطية الحية

الخبز في الغوطة الشرقية.. نوعية رديئة ودعايات وهمية لأفران جديدة

2022.06.19 | 05:50 دمشق

whatsapp_image_2022-06-15_at_10.45.38_am.jpeg
نوعية الخبز الموزع للأهالي في الغوطة الشرقية (خاص تلفزيون سوريا)
ريف دمشق - سيلا عبد الحق
+A
حجم الخط
-A

أطل النائب في مجلس الشعب عامر خيتي على أهالي مدينة دوما من خلال صفحته على الفيس بوك زافاً إليهم خبر إعادة تشغيل الفرن الآلي في المدينة وذلك بعد توقفه عن العمل مدة تزيد على عشر سنوات عندما تعرَّض للقصف على يد قوات النظام السوري، حيث قال خيتي إن الفرن سيعمل قريباً جدا وبجاهزية عالية ليغطي احتياجات المدينة من الخبز فما الحقيقة وراء ذلك؟.

عامر تيسير خيتي.png
منشور النائب في مجلس الشعب عامر خيتي

وعود أم حقيقة ؟

يقول أبو محمد وهو من أهالي المدينة لـ موقع تلفزيون سوريا، "هي ليست المرة الأولى التي يهدي إلينا بها خيتي وعوداً وهمية، فقد سبق ذلك وعود بحل أزمة المواصلات في المدينة وانتشال النفايات والركام من الشوارع والتي ما زالت إلى الآن تعيق الحركة داخل المدينة ولعل الفرن الآلي هو استثمار جديد لـ "خيتي" من ضمن استثماراته التي تتوسع بشكل كبير داخل المدينة".

قرار توطين توزيع الخبز

أما عن أزمة الخبز، فتقول السيدة صباح وهي ممرضة تعمل في مشفى المدينة في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا، "ليس وجود الخبز فقط هو المشكلة بل الأولى الحديث عن مشكلة توطين الخبز، أي أنه لا يحق للشخص أن يشتري خبزاً إلا من منطقته حصراً".

وأضافت: "بحكم طبيعة عملي أحياناً أذهب إلى العاصمة دمشق حيث كنت أمر على أفران ابن العميد وأشتري من هناك الخبز لعائلتي لأنه أجود وأفضل من الذي يوزع في المدينة ولكن عندما صدر قرار توطين الخبز لم أعد أستطع ذلك وأًصبح لزاما عليي فقط أن أشتري من المندوب الخاص بمنطقتنا في دوما".

أوقات خطرة لتوزيع الخبز

ويضيف خالد وهو شاب في الثلاثين من العمر لـ موقع تلفزيون سوريا أن "المشكلة أيضا في وقت توزيع الخبز على المندوبين حيث أسكن في منطقة تعتبر من الأحياء الشعبية في مدينة دوما في حي عبد الرؤوف الذي يقع على أطراف المدينة، تخيل أن مندوب الحي أرسل لنا لاستلام مخصصاتنا من الخبز الساعة الثالثة ليلا وسيستمر التوزيع ساعة واحدة فقط وإذا لم نأت نخسر مخصصاتنا علما أن حوادث الخطف لا تتوقف في المدينة ولا يوجد أمان فأذهب مخاطرا بنفسي إما أن أعود بخبز لا يصلح أكله إلا ليوم واحد لرداءته أو أخطف، كل الخيارات تغدو أمامنا صعبة والمخاطرة مقابل لقمة عيش لا تصلح للإنسان".

حلول بديلة

أما نور وهي معلمة للصفوف الابتدائية في مدارس المدينة أضافت في حديثها لموقع تلفزيون سوريا "الخبز الذي يوزع علينا من قبل المندوب سيئ جداً ولا يصلح للاستهلاك إلا يوم واحد فقط  وفي اليوم التالي من توزيع الخبز الأفضل أن ترميه وإلا ستصاب بأمراض في الجهاز الهضمي وعلى الرغم من رداءته فهو الحل الأفضل لنا حيث إنه في الأيام التي لا يوزع بها الخبز تضطر إلى أن تشتري ربطة خبز من السوق الحرة حيث يصل سعر 9 أرغفة إلى 1000 ليرة سوري وإذا كان الخبز سياحياً أي نوعيته أفضل ستصبح سعر الربطة 3000 ليرة سورية وهذا ما تعجز عن دفعه أغلب العائلات الموجودة في مدن الغوطة الشرقية".

WhatsApp Image 2022-06-14 at 9.33.20 PM.jpeg

ويقول أبو علي الذي ينتمي إلى أسرة عدد أفرادها عشرة أشخاص "تزداد مخصصات الخبز بازدياد عدد أفراد العائلة والكمية التي أحصل عليها من مندوب العائلة تكفي ليوم واحد فقط أما عن الأيام التي لا يوجد بها توزيع خبز فلا أستطيع تأمين وجبة غذاء بديلة حيث إن الرز والبرغل أيضا مكلف جداً ولا يوجد حلول بديلة، قبل دخول النظام للغوطة كنا نخبز في منزلنا لتأمين احتياجنا من الخبز أما الآن فالنظام منع بيع الطحين للأهالي ولا يوجد خبازون في المدينة يقومون ببيع الخبز، في حارتنا كان يوجد خباز لديه محل فيه تنور للخبز منذ نحو شهر قام بشراء كيس طحين وبيع الخبز فجاءت البلدية وأغلقت محله وفرضت عليه غرامة مالية كبيرة وتمت معاقبته وسجنه عدة أيام ثم أطلق سراحه".

وهنا تعقب أم علي على حديث زوجها "حتى في المنزل إذا امتلكنا الطحين لا نستطيع أن نخبز لأن الحطب غالٍ جدا حيث وصل سعر كيلو الحطب إلى 1500 ليرة سوري ولا يمكننا أن نفرط بأنبوبة الغاز التي نمتلكها على الخبز، كثيراً ما نترحم على أيام الحصار على الأقل كان هناك حلول بديلة أما الآن فكلما فكرنا بحل نخاف أن يكون مخالفاً للقانون ويتم اعتقالنا ونحن كل همنا تأمين لقمة العيش لأولادنا لتبقيهم على قيد الحياة".

هل سيقوم الفرن بتغطية احتياجات المدينة كما وعد "خيتي"؟

ومع انتشار خبر إعادة تشغيل الفرن الآلي بالمدينة لم يتفاءل الأهالي به حيث قال السيد ياسين وهو محامٍ "هذا الخبر إعلاني أكثر من كونه واقعياً فالفرن يحتاج إلى إعادة بناء البنية التحتية المتضررة بالكامل بسبب القصف إضافة إلى أن المشكلة الأكبر في مخصصات الطحين التي ستوزع على المدينة ومخصصات المحروقات للفرن ولا ننسى أنه أساسا من قبل الثورة السورية معروف عن الفرن الآلي رداءة نوعية الخبز فيه بسبب قدم الآلات الموجودة والتي توقفت عن العمل أيضا لمدة عشر سنوات فعن أي أزمة ستحل يتحدث خيتي؟".