icon
التغطية الحية

الخبز في الشمال السوري بين ارتفاع الأسعار والبيع بالليرة التركية

2020.06.08 | 21:02 دمشق

86030971000000_169_1024.jpg
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

بعد كل الأزمات الإنسانية التي عصفت بالشمال السوري، يبدو أن المنطقة مقبلة على أزمة جديدة أكثر فتكاً بسبب الغلاء في أسعار المواد الغذائية وفي مقدمتها مادة الخبز بعد الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة السورية.

وخلال الأيام الماضية قامت حكومة الإنقاذ السورية في إدلب برفع سعر ربطة الخبز مع تخفيض وزنها، حيث بات سعر ربطة الخبز (800 غرام) بسعر 600 ليرة سورية، كما عممت هذا السعر على جميع الأفران وأشارت إلى معاقبة من يخالف التعليمات.

أما في ريف حلب الشمالي فقد ارتفعت أسعار الخبز السياحي بسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية ليزداد الطلب على الخبز المدعوم من المجالس المحلية، مما أدى لتشكل طوابير يومية للحصول على الخبز.

 

حكومة الإنقاذ: ارتفاع أسعار الخبز مرده إلى انهيار الليرة السورية

وخلال برنامج سوريا اليوم على قناة تلفزيون سوريا قال باسل عبد العزيز وزير الاقتصاد والموارد البشرية بحكومة الإنقاذ "إن ارتفاع سعر الخبز مرده إلى انهيار سعر صرف الليرة السورية والذي أدى أيضا إلى رفع أسعار جميع السلع، حيث قامت الحكومة برفع السعر مع تخفيض الوزن من 500 ليرة سورية إلى 600 ليرة سورية".

وأضاف عبد العزيز "معظم المخيمات في أطمة مكفولة من قبل المنظمات لكن كل 3 أشهر أو 6 أشهر يتم تجديد عقودها، وحاجتنا في المناطق المحررة من مادة الطحين تتراوح بين 20 و25 ألف طن شهريا المنظمات تغطي فقط 5 آلاف شهريا".

وأوضح عبد العزيز بأنهم يعملون وفق خطة يتم العمل عليها منذ فترة طويلة، وهي اعتماد سلة من العملات بدل الليرة، لكن المشكلة في التداولات الصغيرة، حيث يسعون حاليا للحد من تداول الليرة السورية وتحديد الأجور بالدولار أو الليرة التركية، كما تم تحديد سعر الكيلوغرام الواحد من الخبز الحر بـ 39 سنت.

 وتابع عبد العزيز "سننشئ مراكز لتقديم الخبز المدعوم في المناطق المحررة لكن دعم الخبز بشكل كامل بحاجة إلى تكاتف منظمات العمل الإنساني والمجتمع الدولي والمانحين".

الحكومة المؤقتة: مادة الطحين متوفرة في المناطق المحررة

في الإطار ذاته قال حسان محمود مدير مؤسسة الحبوب في الحكومة السورية المؤقتة "إن مؤسسة الحبوب نبهت مبكراً إلى خطر التعامل بالليرة السورية ومنذ العام 2014 كنا مصرين على شراء المحاصيل من الفلاحين بالدولار ما يدفع الناس كي تدخر بعملات غير الليرة السورية المنهارة".

وأضاف "ما يحدث الآن ليس فقدان مادة الطحين في المناطق المحررة، بل انهيار العملة السورية ما دفع الأفران الخاصة إلى رفع سعر ربطة الخبز خاصة أن المخابز لا تدار من قبل الحكومة المؤقتة بل بالتشارك بين المجالس المحلية والقطاع الخاص".

وأوضح أن المجالس المحلية ليست عاجزة عن تأمين الطحين لكن اختلاف السعر وانهيار الليرة أدى إلى هذه الأزمة وخاصة في أفران القطاع الخاص حيث أن سعر الطحين والمحروقات والخميرة والأكياس وحتى العمالة بالدولار بينما المنتج يتم بيعه بالليرة السورية ما يؤدي لظهور هذا الفرق الكبير.

وبخصوص إيجاد حل للمشكلة أكد محمود على أن "الحكومة المؤقتة تعمل منذ ثلاثة أشهر إلى تسعير ربطة الخبز بالليرة التركية وبعض المجالس طبّقها والبعض للأسف لم يطبقها بانتظار انتهاء مخزون الطحين السابق، ونحن في مناطق درع الفرات جاهزون للتسعير بالليرة التركية أو أي عملة أخرى للتخفيف من الأزمة".

وتابع محمود "الأزمة حاليا في طور الحل ونخفف تأثيرها، من خلال إيجاد البدائل بحيث يتم التداول بالعملات الأجنبية، ونعمل على تأمين مخزون استراتيجي نتدخل فيه عند انقطاع الطحين الإغاثي وهذا ما نعمل عليه حالياً حيث نرفع حاليا الطاقة الإنتاجية للمطاحن لتغطية النقص".

وهاجم محمود حكومة الإنقاذ واتهمها بالسيطرة وإنهاء عمل مؤسسة الحبوب وأخذ الأفران والمطاحن وتسريح موظفيها عام 2018 رغم التحذيرات، لكون مؤسسة الحبوب تتعامل مع بعض الداعمين الدوليين مثل صندوق الائتمان الدولي والمنظمات الداعمة للأمن الغذائي لكن سيطرتهم على المؤسسة أدى إلى حرمان المنطقة من الأمن الغذائي.

 

وحدة تنسيق الدعم: عدم وجود سياسيات اقتصادية واضحة ساهم في خلق المشكلة

من جانبه قال محمد حسنو مدير وحدة تنسيق الدعم لتلفزيون سوريا إن "القضية ليست بتأمين الطحين والتي يجب أن تكون بإدارة حكومة مدنية قوية تتحكم بالمخزون الاستراتيجي، لكن المشكلة هي عدم وجود سياسات اقتصادية واضحة ما ساهم في خلق المشكلة، فمنذ تسع سنوات ونحن ندعم النظام من خلال التعامل بالليرة ويجب أن يتم التعامل بغيرها".

بدوره أفاد منذر سلال مدير لجنة إعادة الاستقرار بأن المشكلة الأساسية هي انهيار الليرة السورية، لكن هناك مشاكل أخرى من قبيل توقف عقد الآفاد بتزويد المنطقة بالطحين لمدة أيام، والتي ستعود بعد يومين، كما أن كلفة المصانعة هي المشكلة حالياً حيث أن مدخرات المواطن السوري لا تتوازن مع ارتفاع التكاليف.

 

وزير الاقتصاد: سعر الربطة 600 غرام بليرة تركية واحدة

في السياق ذاته قال عبد الحكيم المصري وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا "لدينا في الحكومة المؤقتة مخبز في أخترين وهناك مخابز قيد التأسيس وستكون جاهزة خلال فترة قريبة، وبدأنا ببيع سعر الربطة 600 غرام بليرة تركية واحدة وهذا السعر مدعوم بحسب الإمكانات المتوفرة، وسيتم تثبيت السعر بالليرة التركية واليوم معظم الأفران يبيع الخبز بالليرة التركية".

يذكر أن سعر صرف الليرة السورية يشهد انهياراً كبيراً حيث بلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي في شمال غرب سوريا متجاوزا عتبة الـ 3500، في حين بلغ سعر البيع في مناطق سيطرة النظام 3100 ليرة سورية، بحسب موقع الليرة اليوم.