icon
التغطية الحية

الخبز السياحي بـ 1200 وليس أمام السوريين سوى الطوابير

2020.09.18 | 13:40 دمشق

khbz_dmshq.jpg
الطوابير أمام أحد أفران الخبز في العاصمة دمشق
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

بالتزامن مع الازدحام الخانق على الأفران للحصول على الخبز، ارتفع سعر ربطة الخبز المدعوم خارج الفرن إلى 500 ليرة سورية، بينما ارتفعت أسعار البدائل الأخرى إلى أسعار غير منطقية.

وبحسب جولة على الأفران الخاصة، ارتفع سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة إلى 1200 ليرة سورية، والوسط إلى 900 ليرة والصغيرة إلى 600 ليرة، بينما ارتفع سعر الصمون إلى 1000 ليرة سورية للكيس الذي يضم نحو 5 صمونات فقط وهو مستخدم لدى مطاعم الوجبات الجاهزة، بينما وصل سعر كيلو الصمون العادي إلى 1200 ليرة.

وارتفع سعر كيلو الكعك بسمسم إلى 2000 ليرة سورية، بينما وصل سعر ربطة الخبز السكري إلى 400 - 500 ليرة سورية، ما جعل السوريين مجبرين على الانتظار على الطوابير لساعات طويلة للحصول على ربطة خبز واحدة وسط امتناع الأفران عن منح المواطنين مخصصاتهم من 4 ربطات يومياً.

وفي نيسان الماضي، كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين في محافظة دمشق، شادي سكرية، أن اللجنة المكلفة بوضع تسعيرة جديدة للخبز السياحي والكعك وخبز الصمون انتهت من دراستها، وبانتظار إقرارها من المكتب التنفيذي والتصديق عليها لتكون نافذة ويعمل بها قريبا جدا، لكن ذلك لم يحدث، وتُرك التسعير للسوق حتى اليوم.

ويشار إلى أن آخر نشرة أسعار رسمية للخبز السياحي والكعك صدرت نهاية 2018، وبموجب قرار للتجارة الداخلية في ذاك الوقت، تم رفع سعر كيلو (السياحي) من 300 إلى 350 ليرة، كما حدد سعر كيلو الكعك بالسمسم بـ 850 ليرة، ودون سمسم بـ 800 ليرة، كما حددت النشرة حينئذ سعر كيلو خبز الصمون الطري بـ 400 ليرة بعد أن كان 350 ليرة، وسعر كيلو خبز الصمون القاسي بـ 450 ليرة بدلاً من 400 ليرة.

خبز رديء الجودة.. ما السبب؟

قال مصدر من داخل أحد الأفران لموقع تلفزيون سوريا إن "الطحين المستخدم في صناعة الخبز رديء جداً وقاسٍ وعملية عجنه تستغرق وقتاً وتصيب الآلات بأعطال كثيرة، مؤكداً أن أغلب مكوناته نخالة"، مشيراً إلى أنه منذ أكثر من شهر لم يصل إلى المخابز دقيق القمح الطري، ما جعل عملية إنتاج الخبز تستغرق وقتاً أطول.

وأوضح أن صناعة الخبز كانت تتم في المخابز عبر خلط الدقيق الروسي المستورد بنسبة 75 بالمئة مع 25 بالمئة طحين محلي قاسٍ، لكن تم الاعتماد على المحلي بالكامل نتيجة عدم وصول توريدات جديدة، ما أدى إلى انخفاض إنتاج المطاحن بسبب قساوته وعدم ملاءمته لصناعة الخبز.

وتابع "تقنين المياه والكهرباء ساهما أيضاً في تعطل خطوط الإنتاج وتوقف العجن، بينما ساهم طحن القمح القاسي السوري بدلاً من الأوكراني المستورد والذي لم يصل بعد إلى البلاد، بتعطيل كثير من المطاحن ما زاد الطين بلة".

وأعلن مدير المؤسسة السورية للحبوب يوسف قاسم في تموز الماضي، عن الاستعداد للإعلان عن مناقصتين جديدتين لاستيراد القمح، بكمية 200 ألف طن قمح لكل منهما، مشيراً إلى توقيع عقد مع روسيا لاستيراد 200 ألف طن، لكن من الواضح أنها لم تصل بعد لأسباب غير معروفة.

مؤسسة الحبوب لم تتسلّم مئات آلاف الأطنان من القمح المستورد

وفي آب الماضي، طرحت مؤسسة الحبوب مناقصة دولية لشراء 200 ألف طن قمح من روسيا لصناعة الخبز، على أن يكون الموعد النهائي لتقديم العروض 14 أيلول، بحسب "رويترز"، أي أن آخر موعد لتقديم العروض كان منذ أيام، ما يعتبر سبباً آخرَ للأزمة الحاصلة.

ووافق مجلس الوزراء مؤخراً على تعديل عملية توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية ليكون البيع تبعاً لعدد أفراد العائلة، دون توضيح الآلية، وسط تعتيم كامل عن الآلية حتى اليوم، علماً أنها ستبدأ الأسبوع القادم بحسب مجلس الوزراء.

وأكد مصدر في المؤسسة السورية للمخابز أن 70 بالمئة من المواطنين لا يستهلكون أربع ربطات خبز يومياً، والغالبية تشتري ربطة واحدة فقط، مبيّناً وجود خطط لإيصال الدعم إلى مستحقيه منعاً لاستغلال المادة من قبل البعض، في تصريح اعتبره البعض مقدمة لأن يكون التوزيع عبارة عن 4 ربطات كل 4 أيام بدلاً من 4 ربطات كل يوم.

وأضاف المصدر أنه يتم توزيع 5,400 طن من الطحين يومياً في المحافظات، بكلفة 2.5 مليار ليرة سورية، مبيّناً أن كيلو الخبز العلفي يبلغ 250 ليرة بينما الخبز المدعوم 38 ليرة، ما يدفع البعض لاستخدام المادة في الأغراض غير المخصص لها.