icon
التغطية الحية

الخارجية الروسية: تركيا منعت منذ شهر مرور الطائرات المتجهة إلى سوريا فوق أراضيها

2022.04.29 | 09:38 دمشق

1000.jpeg
أشارت زاخاروفا إلى أن الجانب الروسي لا يستخدم الأجواء التركية للطائرات في الوقت الحالي - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

كشفت وزارة الخارجية الروسية أن تركيا حذّرت روسيا مسبقاً قبل إعلانها إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المدنية والعسكرية التي تقل جنوداً من روسيا باتجاه سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن تركيا طلبت من روسيا منذ أكثر من شهر عدم إرسال طائرات متجهة إلى سوريا فوق أراضيها.

وأشارت زاخاروفا إلى أن "أسباب ذلك كانت واضحة بالنسبة لها، والجانب الروسي لا يستخدم هذا المسار للطائرات في الوقت الحالي"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.

والسبت الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية التي تنقل جنودا من روسيا باتجاه سوريا، مشيراً إلى أن هذا الإغلاق "جاء بالتشاور بين تركيا وروسيا".

وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا كانت تعطي تصاريح مرور الطائرات الروسية التي تقل جنودا لمدة ثلاثة أشهر، وأن هذه الطائرات كان لديها إذن حتى نهاية نيسان الجاري، مؤكداً على أن "أنقرة تولي أهمية للعمل ضمن آلية الحوار مع موسكو".

كيف تستخدم روسيا الأجواء التركية في حربها على سوريا؟

تستخدم روسيا الأجواء التركية كطريق لإرسال طائراتها الحربية إلى قاعدتها في حميميم على الساحل السوري، منذ تدخلها العسكري إلى جانب نظام الأسد في عام 2015، وتنقل الطائرات الروسية شحنات محملة بإمدادات عسكرية ولوجستية للقوات المتمركزة في سوريا.

وسيجبر الحظر التركي الجديد الطائرات الروسية على اتخاذ مسار أطول عبر أجواء إيران والعراق، مما يحملها أعباء جديدة تتمثل في المزيد من الوقود وتقليل الحمولة.

وسبق أن استخدمت الطائرات الروسية مسار إيران والعراق خلال فترة التوتر الشديد مع تركيا، في أعقاب إسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية في 24 من تشرين الثاني من عام 2015 على الحدود مع سوريا.

وأعادت موسكو استخدام الأجواء التركية بعد أن خفت حدة التوترات في أعقاب سلسلة من المحادثات أجراها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ووفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، فإنه لم يتضح ما إذا كان الحظر التركي الأخير على الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا يهدف إلى عرقلة النقل المحتمل للمقاتلين السوريين إلى أوكرانيا، حيث أعلن مسؤولون روس أن عدداً من السوريين تطوعوا للانضمام إلى القوات الروسية في أوكرانيا.

وأشار مراقبون ومحللون إلى أن "الخطوة التركية تعكس ضعف المواقف الروسية، حيث تعثرت قواتها في العمل العسكري في أوكرانيا".

الإمداد الروسي إلى سوريا

يشار إلى أن تركيا أعلنت، في 28 من شباط الماضي، أنها أغلقت مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن العسكرية خلال الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وذلك وفقاً لاتفاقية "مونترو".

وقالت الحكومة التركية إنها اتخذت قراراها "لتجنب مزيد من التصعيد في البحر الأسود"، في حين لم تعترض روسيا على القرار التركي بعد أن رفضت أنقرة مرور السفن الحربية الروسية بعد أيام قليلة من إعلان إغلاق المضائق.

وفي 30 من آذار الماضي، نشر موقع "Shephard"، المتخصص بقضايا الدفاع والأمن، تقريراً أمنياً قال فيه إن إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن العسكرية الروسية "يشكّل مشكلة لوجستية لروسيا في سوريا وأوكرانيا".

وأوضح التقرير أنه "حتى بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي، استخدمت موسكو سفن الإنزال لتلبية متطلباتها في سوريا بطريقة أو بأخرى"، مشيراً إلى أنه "ما يزال من غير المعروف ما إذا كانت ستستطيع روسيا الحفاظ على سلسلة اللوجستيات والتوريدات عن طريق إرسال الأصول نفسها من أسطول الشمال أو أسطول البلطيق".

وذكر التقرير أنه لم يتم نشر أي سفن إنزال أو سفن لوجستية روسية جديدة خلال الأسابيع الأخيرة في سوريا، لافتاً إلى أنه "من الواضح أن أجراس الإنذار ستدق لإمداد القوات الروسية في سوريا إذا استمرت الحرب لفترة أطول من المتوقع".

ونقل الموقع عن المحلل البحري التركي، يوروك إيشيك قوله إن "روسيا تستخدم سفن الإنزال كسفن تجديد في قاعدتها البحرية في طرطوس على الساحل السوري"، مشيراً إلى أن "لوجستيات الحملة الروسية على سوريا تعتمد جزئياً على الشحنات عبر المضائق التركية".

وأكد إيشيك على أن "إغلاق الطريق البحري المؤدي إلى البحر الأسود سيجعل تناوب القوات أكثر صعوبة، وسينهي اعتماد روسيا على سلاحها الجوي الذي استخدم بالفعل إلى أقصى حدوده خلال الحرب في أوكرانيا".

وشدد على أن "روسيا ستعتمد على تسلل المعدات والأفراد العسكريين عبر المضائق التركية على متن الشحن التجاري"، مؤكداً على أنه "في المستقبل القريب ستحاول القوات الروسية ووزارة الدفاع الروسية استخدام السفن التجارية المدنية لنقل الشحنات العسكرية إلى سوريا للالتفاف على إغلاق المضائق أمام السفن العسكرية".