icon
التغطية الحية

الحكم على كاهن لبناني بالسجن 15 عاماً لإدانته باغتصاب الأطفال

2021.11.09 | 12:24 دمشق

massira3.jpg
 تلفزيون سوريا ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

أيدت محكمة فرنسية، عقوبة السجن لمدة 15 عاماً بحق الكاهن اللبناني منصور لبكي بعد إدانته غيابياً بتهمة اغتصاب أطفال والاعتداء عليهم جنسياً.

وأصدرت محكمة الجنايات في كاين غربي فرنسا، مساء يوم الإثنين، حكمها بإدانة الكاهن الماروني البالغ من العمر 81 عاماً بعد ساعتين من المداولات، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ويقيم منصور لبكي في لبنان، ولم يحضر جلسة محاكمته، وبموجب الحُكم الصادر بحقّه سيسجّل اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية.

وكانت مذكرة توقيف دولية صدرت بحقّ الكاهن اللبناني في نيسان 2016، لكنّ بيروت رفضت تسليمه.

وكان المدّعي العام باسكال شو الذي طلب عقوبة السجن 15 عاماً للمتّهم قال في مرافعته إنّ لبكي "لم يتوقّف أبداً عن تشويه سمعة المدّعيات، وذهب إلى حدّ اتهامهنّ بالجنون".

وأردف أنّ الكاهن "مارس أيضاً ضغوطاً، مباشرة أو غير مباشرة، على بعض الضحايا أو عائلاتهم"، معلّلاً العقوبة التي طلب إنزالها بالمتّهم بـ"خطورة" الجرائم المسندة إليه.

وفي مستهلّ الجلسة قال المدّعي العام إنّ "التحقيق كان طويلاً، طويلاً جداً. لم يتجاوب السيد لبكي بتاتاً مع طلبات قاضي التحقيق، مدّعياً أنّ لديه مشكلات صحية لم نتمكّن من التحقّق منها".

وكان القضاء الكنسي في الفاتيكان دان في 2012 منصور لبكي بالتّهم ذاتها، وفي 2013، تقدّم عدد من ضحاياه بشكوى أمام القضاء الفرنسي؛ لكنّ العديد من الاتّهامات التي ساقها هؤلاء ضدّ الكاهن اللبناني والتي تعود وقائعها إلى تسعينيات القرن الماضي، سقطت بالتقادم.

"لبكي" استضاف الأطفال واعتدى عليهم

وأشارت الوكالة إلى أن لبكي أسس وأدار مركزاً لاستضافة أطفال لبنانيين أيتام بسبب حرب لبنان في دوفر لا دليفراند (كالفادوس) قرب كاين في غرب فرنسا بين 1991 و1998، واتُّهم الكاهن بأنّه استغلّ جنسياً عدداً من الفتيات في المركز واعتدى عليهن في تلك الفترة.

كما لوحق لبكي أمام القضاء الفرنسي بتهم الاغتصاب والاعتداء جنسياً على ثلاث فتيات، لكنّ واحدة منهن فقط اتّخذت صفة الطرف المدني في القضية.

من جانبها، أوضحت محامية الطرف المدني صولانج دوميك أنّ "الفتاتين الأخريين شقيقتان، وتلقيتا تهديدات عدّة في لبنان".

وفي مرافعتها شدّدت المحامية على "تداعيات" ما ارتكبه المتّهم بحقّ ضحاياه، مؤكّدة أنّ "إحداهنّ حاولت مرات عدّة الانتحار، وأخرى عانت من فقدان الشهية العصابي والاكتئاب، بينما اضطرت ثالثة لأن تعيش في المنفى واتُّهمت بالجنون، وتمّ فصل شقيقتين عن بعضهما البعض".

في الوقت نفسه قالت سيليست عقيقي، وهي ابنة أخت منصور لبكي، التي سبق أن ادّعت عليه بتهمة التحرّش جنسياً بها هي أيضاً، إنّ "الإدانة ستشكّل اعترافاً ببراءة الضحايا. إنّه أمر أساسي لالتئام الجروح، خصوصاً أنّه لا يبدي أيّ ندم، ويقدّم نفسه على أنّه ضحية مؤامرة".

وقدِمت عقيقي من الولايات المتحدة إلى فرنسا لتدلي بشهادتها، في الوقت الذي نفى لبكي باستمرار الاتّهامات الموجهة اليه.

وخلال الجلسة طلبت وكيلة الدفاع عن المتّهم المحامية فلورانس رول البراءة لموكّلها، مشيرة بالخصوص إلى "المئة شخص الذين تمّ الاستماع إليهم في أثناء التحقيق والذين قدّموا شهادات إيجابية للغاية" بشأن المتّهم.

وشدّدت المحامية في مرافعتها على أنّ الوقائع المسندة إلى موكّلها "لم يثبت حصولها فعلاً" وطلبت بالتالي من المحكمة "تبرئته، أقلّه بسبب قرينة الشكّ".

وكان لبكي معروفاً على نطاق واسع في لبنان، لا سيّما بسبب أنشطته الخيرية وبرامجه التلفزيونية والإذاعية الدينية. ومنذ بدء الدعاوى في حقّه، يعيش بعيداً عن الأضواء في دير تابع لرهبنة لبنانية.