icon
التغطية الحية

الحاجة "خالدية"... صورة من مآس عاشتها النساء السوريات

2021.03.07 | 07:14 دمشق

nzwh_adlb.jpg
إدلب - بلال بيوش
+A
حجم الخط
-A

تحلم الحاجة الستينية "خالدية" ابنة مدينة كفرنبل بالعودة إلى مدينتها ولو للحظات معدودة لزيارة قبور أولادها الذين تركتهم هناك ونزحت إلى بلدة باريشا القريبة من الحدود السورية التركية، في محافظة إدلب قبل أن تدخل قوات النظام مدينة كفرنبل.

فقدت "خالدية" اثنين من أبنائها خلال سنوات الثورة لكن وجعها الأكبر تمثل بفقدانها حفيدها محمد ذي الثمانية عشر عاماً والذي تربى على يديها وكان بمثابة أحد أبنائها كما تقول.
بدأت مآسي الحاجة "خالدية" باستشهاد ابنتها ختام "طالبة جامعية" على إثر قصف استهدف مدينة كفرنبل جنوب إدلب بعد دخول الفصائل العسكرية إليها عام 2012، كان فقد ختام موجعاً لوالدتها فقد كانت الفتاة الأصغر بين أخواتها وكانت والدتها تراها مدرّسة أجيال.

لم يلتئم جرح "خالدية" بفقد حفيدتها ختام ليصلها نبأ وفاة حفيدها الآخر "محمد" في إحدى المعارك تقول: "إن استشهاده شكل فارقاً كبيراً بحياتها"، كانت تظن أن حزنها على ختام كان أكبر الأحزان، لكن تلك الفكرة تلاشت حين علمت بمقتله.

وفي عام 2016 تلقت "خالدية" صدمة جديدة بعد توارد أنباء عن استهداف الطائرات الروسية لإحدى المغارات التي يقيم فيها مجموعة من شباب بلدتها كفرنبل ومن بينهم أصغر أولادها علاء، أملت "خالدية" أن تكون الأخبار كاذبة وأن يكون ابنها خارج المغارة، وخاصة بعد أن علمت أن الطائرة الروسية دمرت المغارة بالكامل، وأن فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول إلى مكان الغارة الجوية، وبعد عمل طويل تأكد نبأ مقتل ابنها مع 21 شابا من رفاقه، في القصف ذاته وكان من بين الثلاثة أشخاص الذين تمكنوا من استخراج جثامينهم، لتضاف قصة أخرى أبقت "خالدية" في حالة الحزن التي كانت فيها.

تعيش الحاجة "خالدية" اليوم في مخيم المدينة المنورة ببلدة باريشا على الحدود السورية التركية، ما شكل لها معاناة إضافية نتيجة بعدها عن قبور أبنائها الذين كانت تغسل بعض أحزانها بزيارة إلى قبورهم بشكل مستمر، وخسرت منزلها بعد أن دمرته صواريخ روسيا، لكنها ما زالت تعيش على أمل العودة إلى بلدتها.

وسبق أن انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر، لرجل مسن من بلدة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، وهو يودع منزله قبيل نزوحه، بسبب الهجمات المتواصلة من قبل طائرات النظام الحربية وحليفه الروسي.

وتسببت حملة التصعيد العسكري الأخيرة لنظام الأسد، والتي ترافقت مع غارات جوية مكثفة من قبل طائرات النظام وحليفه الروسي بالإضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي على أرياف إدلب وحماة، بنزوح عشرات آلاف المدنيين من هذه المناطق باتجاه الحدود السورية التركية.