althania
icon
التغطية الحية

الجامع الأموي في دمشق يعود للصدارة بعد سقوط النظام.. ما حقيقة أماكنه السرية؟

2025.01.31 | 05:36 دمشق

آخر تحديث: 31.01.2025 | 05:39 دمشق

875
معلومات غائبة عن الجمهور حول الجامع الأموي
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- الجامع الأموي ودوره السياسي والديني: استخدم الجامع الأموي في دمشق كأداة سياسية لدعم نظام الأسد، ومع سقوط النظام، استعاد دوره الديني كمركز للحراك الوطني، حيث أُعيدت إدارة خطبه لشخصيات دينية داعمة للثورة.

- مبادرات دعم الجامع: بعد سقوط النظام، أطلقت مبادرات محلية ودولية لدعم صيانة الجامع الأموي، مثل تبرعات بلدية غازي عنتاب ورجل أعمال سوري، مما يعكس الاهتمام بإعادة تأهيله كصرح حضاري.

- اكتشاف السوريين للجامع: بدأ السوريون في اكتشاف زوايا الجامع الأموي المغلقة سابقًا، مما يعكس فضولهم ورغبتهم في استعادة علاقتهم مع هذا المعلم التاريخي.

بعد عقود من التوظيف السياسي، عاد الجامع الأموي في دمشق ليكون في قلب المشهد السوري، مستعيدا رمزيته المحورية في نفوس السوريين، بعد سقوط نظام الأسد الذي استثمر في الجامع كأداة دعائية يبث منها خطابه بلبوس ديني.

كان الجامع الأموي هو مركز دمشق النابض، فكانت البيوت تقاس بقربها أو بعدها عنه، وكان محطة انطلاق للحراك الوطني المظاهرات والاحتجاجات في زمن الاحتلال الفرنسي، كما وصفه الأديب والقاضي السوري علي الطنطاوي قائلا:

"كان الجامع الأموي لبّ دمشق، فكانت الدار القريبة هي القريبة من الأموي، والبعيدة هي البعيدة عن الأموي، وكانت الأرض الغالية هي التي جاورت الأموي (...) وكان الأموي مثابة الجهاد الوطني في عهد الانتداب، فيه تُلقى الخطب، وفيه تُعدّ المظاهرات".

وخلال تاريخه الممتد، عايش الجامع الأموي عشرات الأحداث المفصلية التي غيرت ملامح المنطقة، وتعرض للتدمير عدة مرات بسبب الحرائق والزلازل والصراعات، لكنه ظل شامخا كأحد أعظم معالم دمشق.

وفي اليوم التالي لسقوط النظام، وقف قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع في الجامع الأموي، وألقى كلمة أكد فيها على بداية مرحلة جديدة تفتح أبواب الجامع أمام كل من حرم منه طوال العقود الماضية؛ هذه اللحظة نظر إليها على أنها إعادة للجامع الأموي إلى دوره التاريخي في كل تبدل للسلطة بدمشق، ليصبح وجهةً يقصدها كل من دخل دمشق، سواء من المقاتلين الذين هجّرهم النظام، أو العائدين من بلاد اللجوء.

الجامع الأموي بين التوظيف السياسي واستعادة دوره الديني

لم يكن الجامع الأموي في دمشق بمنأى عن التوظيف السياسي خلال حكم نظام الأسد، الذي كان يدفع بخطباء مقربين منه لإلقاء خطب الجمعة، التي كانت تبث مباشرة على القنوات التلفزيونية، محمّلة برسائل سياسية واضحة داعمة للنظام. 

وأثارت بعض هذه الخطب جدلا واسعا في الأوساط المحلية، كخطبة لتوفيق محمد سعيد رمضان البوطي شبّه فيها "قانون قيصر" المفروض على نظام الأسد بوثيقة الحصار التي فرضها زعماء قريش على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السنة السابعة للبعثة.

ولكن، بعد سقوط النظام، عاد الجامع الأموي إلى دوره الأصلي كمكان جامعٍ للسوريين، وأعيدت إدارة خطبه إلى شخصيات دينية ساندت الثورة.

وفي هذا الشأن، أوضح المكلف من قبل الأوقاف بالإشراف على صيانة الجامع، سمير المصري، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا أن الأوقاف باتت تكلف خطيبا جديدا كل أسبوع من بين رجال الدين الذين وقفوا مع الحراك الشعبي، ومن بينهم الشيخ محمد أبو الخير شكري، الشيخ مطيع البطين، الشيخ زياد الجزائري، والشيخ أنس عيروط، وغيرهم.

مبادرات محلية ودولية لدعم الجامع

ولم يقتصر الاهتمام بالجامع الأموي عقب سقوط النظام على الجانب الديني فقط، بل امتد إلى الجوانب العمرانية والتراثية، حيث أطلقت مبادرات محلية ودولية لدعمه وترميمه.

وحظي الجامع باهتمام واسع من جهات محلية ودولية، بما في ذلك مبادرات لدعم صيانته وتجديد مرافقه، ومن بين هذه الجهود، أعلنت بلدية غازي عنتاب التركية عن نيتها التبرع بسجاد جديد للجامع، ليكون جاهزا في بداية شهر رمضان المقبل. 

كما كشف المكلف من قبل الأوقاف بالإشراف على صيانة الجامع  سمير المصري، أن رجل أعمال سوري قدّم عرضا للتبرع بمبلغ ضخم لدعم عمليات الترميم.

وأوضح المصري في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن السجاد القديم، رغم كونه لا يزال في حالة جيدة، إلا أنه رديء الصناعة ويعاني من تموجات تجعله غير مستوٍ، مما يستدعي تثبيته أو استبداله بالكامل وقد وعدت الجارة تركيا بإهداء سوريا سجاد يناسب قيمة الجامع الأموي وتاريخه.

وأضاف أن استبدال السجاد بآخر أكثر جودة يتناسب مع قيمة الجامع الأموي الدينية والتاريخية والأثرية، ويعكس الاهتمام المتزايد بترميمه وإعادة تأهيله ليبقى صرحا حضاريا شامخا في قلب دمشق.

السوريون يكتشفون الجامع الأموي من جديد

ومع عودة الجامع الأموي ليكون مركزا حقيقيا للناس، مما دفع كثيرا منهم لاكتشاف زواياه التي كانت مغلقة لسنوات.

وبرزت تساؤلات كثيرة حول أماكن داخل الجامع لم يكن يسمح للعامة بدخولها، ما أثار فضول السوريين الذين وجدوا أنفسهم أمام أبواب لم تكن تفتح إلا لكبار الشخصيات.

قاعة الشرف، التي بقيت مغلقة لعقود، كانت واحدة من هذه المساحات التي لم يكن يسمح بدخولها إلا للرؤساء والملوك وكبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية. 

ونشر تلفزيون سوريا صورا ومقاطع فيديو من داخل القاعة لأول مرة، حيث ظهر "السجل الذهبي" شاهدا على زيارات الشخصيات العالمية للجامع الأموي، حيث خطّ فيه رؤساء وزراء ووزراء أجانب توقيعاتهم، في حين بقيت صفحاته حكرا على الدبلوماسيين والمسؤولين، بعيدا عن أنظار عامة السوريين.

السجل الذهبي الموجود في الجامع الأموي

من جانبه قال المشرف العام على الجامع الأموي الشيخ عصام سكر، إن القاعة لم تكن مفتوحة للعامة، بل كانت مخصصة لاستقبال الضيوف رفيعي المستوى.

وأضاف لموقع تلفزيون سوريا: "حاليا، لم تفتح القاعة أمام الزوار، لكن بعد صلاة الجمعة، يجتمع فيها الخطيب المكلف بالخطبة مع شخصيات من الإدارة أو ضيوف مهمين يتحدثون عن الوضع العام".

وأشار أيضا إلى أن القاعة لا تزال بحاجة إلى صيانة، خاصة في نظام الإضاءة والبحرة، التي تعرضت للإهمال خلال السنوات الماضية.

ولم يقتصر الفضول على القاعات المغلقة، بل امتد ليصل إلى أماكن تحت الجامع، حيث تداول ناشطون مقاطع فيديو عن ما وصفوه بممرات وأقبية سرية مخفية عن الجمهور.

إلا أن المهندس سعد مؤقت، مشرف منظمة "هاند" التي تعمل على صيانة الجامع، نفى وجود أي أماكن سرية أو مخفية، موضحا أن ما يعرف بالقبو ليس سوى جزء من جناح الصيانة، يحتوي على دورات مياه، وموضأ، وخزان مياه إسمنتي، إضافة إلى أماكن لكيّ ملابس النساء بعد غسلها.

وتابع مؤقت في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا: "هذا القبو كان في وضع سيئ جدا، تمت إعادة صيانته وتأهيله لخدمة المسجد من جديد، لكنه ليس مكانا ذا أهمية للزيارة أو يحمل أسرارا غير معروفة".

القبو في الجامع الأموي (تلفزيون سوريا)

ولأن موقع الجامع الأموي شهد تحولات تاريخية كبرى على مدار ما يزيد عن 3000 عام، بدءا من أصوله كمعبد وثني في العصور القديمة، مرورا بتحوله إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى أحد أعظم المساجد الإسلامية في العصر الأموي معايشا أحداثا مفصلية، من حروب وزلازل وحرائق.

لذا، سنستعرض في السطور التالية نقاطا موجزة من أبرز المحطات التاريخية في بناء الجامع الأموي، وما كان عليه في الفترات السابقة، إضافة إلى الكوارث والحوادث التي مرت عليه، والتي شكلت جزءا من هويته المعمارية والدينية على مر العصور.

إهمال كان قد يؤدي لحريق الجامع 

وقال سعد مؤقت المشرف من منظمة "هاند" على صيانة الجامع: اكتشفنا أنه لا يوجد نظام كهرباء مركزي في الجامع وكان معرضا لخطر حريق بأي لحظة، خصوصاً أن سقف الجامع مصنوع من الخشب.

وأضاف أنه كان هناك تسريب ماء بسبب الأمطار ما قد يؤدي لتلف كبير في بنية الجامع.

وتابع لموقع تلفزيون سوريا "استخرجنا من مئذنة النبي عيسى عليه السلام الكثير من النفايات ونظفنا كل مافيها حيث لم تشهد أي عملية تنظيف من 20 سنة على الأقل".

وأشار إلى أنهم أضافوا لمبات إضاءة لكل ثريات الجامع مع إجراء صيانة لمعظمها.

وأكمل أنه تم العمل على صيانة شاملة للقناديل التي تضيء باحة الجامع من خلال دهانها وتلميعها وتزويدها بالإنارة المناسبة.

ولفت بالقول "نعمل حالياً على صيانة مواضئ الرجال والنساء وكذلك غرفة المؤذنين والقراء ومقام رأس الحسين رضي الله عنه وكذلك بحرة الصحن الرئيسي".

وختم المهندس السوري بقوله: إن "الجامع الأموي أمانة تاريخية لكل السوريين ويجب العمل على تقديمه بأفضل صورة ممكنة، عندما أنشأ كان معجزة في زمانه وهو اليوم قبلة كل السوريين الذين يريدون رؤية بلدهم بعد تحريرها".

ومن المتوقع أن يستمر العمل على صيانة المسجد قرابة 45 يوماً من بدء مشروع دراسة الصيانة حتى الانتهاء قبل شهر رمضان المبارك.

من معبد وثني إلى جامع 

  • يتفق المؤرخون على أنّ الجامع الأموي كان في البداية معبدا ضخما مدخله يبدأ من القناطر في باب البريد المبنية على أعمدة ضخمة.
  • أول ما أنشأ في موقع الجامع كان معبدا للإله "حَدَد" إله الرياح أو العواصف وذلك قبل نحو 3 آلاف عام
  • وعندما سيطر الرومان على مدينة دمشق حولوا المعبد لعبادة الإله جوبيتر وهو  إله السماء والرعد وملك الآلهة في الدين الروماني القديم.
  • وفي عام 391 تحول المعبد جوبيتر إلى كاتدرائية القديس يوحنا وأصبحت مع السنوات مقر أسقف دمشق ليكون في المرتبة الثانية مباشرة بعد بطريركية أنطاكية.
  • وفي عام 635 للميلاد (13 للهجرة) فتح العرب دمشق وأقيمت الصلوات في أحد أطراف الكنيسة إلى أنّ توصل الوليد بن عبد الملك (50 - 96 هـ / 668 - 715 م) وهو سادس خلفاء الدولة الأموية إلى اتفاق مع المسيحيين لبناء مسجد في مكان الكنيسة.
  • بدأ بناء المسجد بالشكل الذي نعرفه اليوم عام 705 ميلادي (87 هجري) واستند البناء إلى أسس الكنيسة وبقيت بعض المعالم التي تدل عليها كمدخل جيرون من الشرق (الباب المقابل لقهوة النوفرة) وباب البريد من الغرب (انتهاء سوق الحميدية).
    ويقول ابن فضل الله العمري في كتابه مسالك الأبصار أن أرض الجامع الأموي فرشت كلها بالمرمر وأعمدته كانت ملونة ومنقوشة ومذهبة، في حين طليت قواعد الأعمدة ورؤوسها بالذهب.
    ويتابع أن جدران الجامع كانت مكسية إلى منتصفها بالرخام الأبيض والأحمر وغطي الجزء الآخر من الجدران بلوحات الفسيفساء التي مثلت أشجارا أو فروعا من أشجار منها الحور والسرو.
    ويشير إلى أنّ الجدران احتوت أيضا على مشاهد طبيعية ومعالم من بلدان شهيرة، بينها لوحة فسيفسائية للكعبة فوق المحراب.
    إضافة إلى ما سبق، فقد زينت جميع أبواب المسجد ونوافذه بستائر حريرية أسدل فوقها قطع من الجواهر، وامتزج جمالها مع آلاف القناديل التي تنشر رائحة معطرة عند إشعالها.

زلازل وحرائق تعرض لها الجامع الأموي:

  • عام 748 ميلادي (131هـ) للهجرة تعرض لزلزال تسبب بانشقاق سقف الجامع
  • في عام 847 ميلادي تعرضت دمشق إلى زلزال وأدى إلى هدم ربع الجامع الأموي وسقوط أحجار كبيرة منه
  • في عام 1123 شبّ حريق في حي اللبادين (ما يعرف بحارة النوفرة حاليا) ووصلت النار إلى الجامع وأحرقت جزءا منه
  • في عام 1157 (552 هـ)  تعرضت دمشق لزلزال شديد أدى إلى تهدم أجزاء كبيرة من الجامع
  • في عام 1175 (570 هـ) أصاب الجامع حريق أتى على مدرسة الكلاسة وامتد إلى مئذنة العروس
  • في عام 1200 (597 هـ) تعرض الجامع الأموي لزلزال آخر أدى إلى سقوط أجزاء كبيرة من المنارة الشرقية وهدمت على إثره قبة النسر.
  • في عام 1300 ضرب حريق ضخم الجامع الأموي حوّله إلى ركام قبل أن يعاد بناؤه على نفقة أهل دمشق
  • 1303 (702 هـ) تعرض الجامع لزلزال أدى لتشقق في جدرانه
  • في عام 1340 (740 هـ) حدث الحريق الكبير في دمشق وأكلت النار أسواقا بأكملها ووصلت النار إلى الجامع فأحرقت الجانب الشرقي منه مع مئذنة.
  • في عام 1894 اشتعلت النيران في الجامع الأموي وبدأت من السقف الذي تحوّل إلى كتلة من اللهب ليسقط على الأرض وتمتد النار بعد ذلك إلى الأسواق المحيطة بالجامع وقيل أن سبب الحريق هو أحد عمال الصيانة الذي كان يشرب الشيسة "الأركيلة" خلال عمله في سقف الجامع.

خلاف العباسيين والفاطميين يهدم الجامع الأموي

وجاء في كتاب "مسجد دمشق" أنه في عام 1068 (461 هجري) اقتتل العباسيون والفاطميون في دمشق ووصلت الاشتباكات إلى المنطقة المحيطة بالجامع الأموي فاحترق الجامع وأصبح في حالة يرثى لها.
وعلى إثر الحريق، سقطت سقوف الجامع وتغيرت معالمه وصارت أرضه طينا في الشتاء وغبارا في الصيف ولم يبق من الجامع إلا جدرانه الأربعة. وظل على هذا الحل حتى أعيد بناؤه عام 1082 (475 هجري) أي بقي مهجورا لنحو 14 عام.

تحويل الجامع إلى منطلق لقصف قلعة دمشق بالمنجنيقات

مع دخول المغول إلى دمشق عام 1300م، تعرض الجامع الأموي لاضطرابات كبيرة نتيجة للفوضى والنهب الذي عمّ المدينة، إذ نصب المغول مجانيقهم في صحن الجامع،  ليكون قاعدة لاستهداف قلعة دمشق التي تحصّن فيها حاكم المدينة أرغواش.

وخلال هذه الفترة، لم يسلم الجامع الأموي من التدنيس، إذ حوّله المغول إلى حانة لمعاقرة الخمر واللهو، وعلى الرغم من الحصار الذي استمر عشرة أيام وما تلاه من انسحاب الجيش المغولي، ظل الجامع يعاني من آثار التخريب، شأنه شأن باقي المدينة التي تعرضت لنهب واسع النطاق.

نظام البعث اقتحم الأموي

في عام 1965، وخلال حكم الرئيس السوري أمين الحافظ، شهد المسجد الأموي في دمشق حدثا دمويا كان بمنزلة دليل صارخ على قمع نظام البعث لأي صوت معارض. حيث اعتصم سوريون داخل المسجد احتجاجا على تأميم مصانع خاصة داخل المسجد، وكان الحقوقي هيثم المالح شاهدا على هذا الحدث حينما كان يشغل منصب قاضي صلح في القصر العدلي بدمشق.

وأقدم الضابط في الجيش السوري سليم حاطوم على اقتحام المسجد بعربات عسكرية وأسلحة ثقيلة، مصدرا أوامره بإطلاق النيران على المعتصمين، وسقط قتلى وجرحى، فيما نُفّذت عشرات الاعتقالات في صفوف المحتجين.

واليوم، وبعد كل هذه التحولات التاريخية والكوارث الطبيعية والسياسية، يجد السوريون الجامع الأموي مرة أخرى في قلب الحدث، فهل ستتمكن جدرانه العريقة من احتضان عهد جديد، يعيد للجامع مكانته التاريخية كمنبر جامع للسوريين؟